برعاية وحضور شما بنت محمد بن خالد آل نهيان

مركز الشيخ محمد بن خالد آل نهيان ينظم ملتقى «المرأة وتحدياتها في مواجهة العنف»

مركز الشيخ محمد بن خالد آل نهيان ينظم ملتقى «المرأة وتحدياتها في مواجهة العنف»


نظم مركز الشيخ محمد بن خالد آل نهيان الثقافي برعاية وحضور رئيس مجلس الإدارة الشيخة د. شما بنت محمد بن خالد آل نهيان الملتقى الافتراضي "المرأة وتحدياتها في مواجهة العنف" تزامنا مع اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة أدارته الأستاذة موزة الشومي  من جمعية الشيخ محمد بن خالد آل نهيان لأجيال المستقبل

وشاركت المتحدثات بأوراق عمل سلطت الضوء على ما تواجهه المرأة في العالم من اضطهاد وعنف، فقد قدمت الأستاذة عائشة جمعة كداس الرميثي من الاتحاد النسائي العام موضوعا عنوانه "جهود دولة الإمارات في حماية المرأة" وقدمت د. ليلى سوداح من جائزة الإمارات للسيدات ورقة بعنوان "لماذا تُعنف المرأة؟ ولماذا تقبل بذلك؟" كما عرضت الأستاذة موزة أحمد مشاري الشامسي من الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف ورقة "هن المؤنسات الغاليات"، فيما تناولت الأستاذة عائشة سلطان الظاهري من إدارة إسعاد المتعاملين في دائرة القضاء ورقة بعنوان "حماية حقوق المرأة وفقاً للقوانين الإماراتية".

وقد استهل الملتقى بكلمة الشيخة د. شما بنت محمد بن خالد آل نهيان جاء فيها: "في هذا اليوم المميز والذي نجتمع في ظل حوار تفاعلي ممتد حول المرأة، والتي تمثل نصف البشرية وهي المسؤولة عن البنية المعرفية والتربوية لكل البشرية، فهي الأم التي تحتضن الطفل سنوات طفولته، تغذيه من معرفتها وثقافتها، وعملها، وتبنيه نفسيا، وإنسانيا.

وأضافت إن الحرص على بناء المرأة نفسيا بصورة سوية، يمثل حجر أساس في بنية نفسية سوية لكل العالم، وأن تلك الحقيقة تغيب كثيرا عن الكثير من المجتمعات والتي تتعامل مع المرأة بانتقاص من قيمتها وقدرها ويتجلى هذا المفهوم بصورة كبيرة حين تتعرض المرأة للعنف.

وعرفت الشيخة شما العنف فأكدت على أنه ليس فقط العنف الصريح الجسدي الذي قد تتعرض له المرأة؛ موضحة أن العنف الجسدي يسهل إدراك آثاره ومعالجتها، ولكن العنف الأخطر الذي تتعرض له المرأة هو العنف النفسي والذي يتجلى بصورة عديدة ولا يمكن أن نغفل وجود بعضه في مجتمعنا.
ووضحت بعضا من أساليب العنف بحق المرأة مثل سحب حق الفتاة في اختيار مسارها التعليمي، عدم إعطائها حقها في اختيار مسارها العملي، تهديد الزوجة دائما بالطلاق والانفصال، تعنيفها بالألفاظ والتقليل من منجزاتها وتسفيه آرائها، وسيرها متأخرة بخطوة عن الرجل وغيرها الكثير من السلوكيات هي عنف رمزي ونفسي يمارسه المجتمع على المرأة

وأكدت أن المجتمع هو الرجل والمرأة أيضا فبعض النساء تمارس عنفا نفسيا ورمزيا ضد المرأة وبعض الأمهات تمارس تلك السلوكيات ضد بناتهن.
وفي الإشارة إلى القوانين والتشريعات التي وضعتها القيادة الرشيدة وأقرتها إلى جانب المبادرات المجتمعية التي تقودها صاحبة السمو الشيخة فاطمة بنت مبارك - حفظها الله - لدعم المرأة والعمل على الحفاظ عليها وإعادة حقوقها التي سلبت منها عبر التاريخ البشري مؤكدة أن تلك المشاهدات من العنف النفسي والرمزي لا تكفيها القوانين والتشريعات التي وضعت   ولكي يكتمل النجاح لكل تلك الجهود لابد من الوعي المجتمعي، وهذا ما يجب أن نهتم به خلال الفترة القادمة وهو تغيير المفاهيم لدى بعض أفراد المجتمع التي ما زالت تنظر للمرأة تلك النظرة الفوقية وتمارس عنفا بكل أشكاله المادية والنفسية.

واختتمت كلمتها موجهة توصية للحضور بأن دوركم هو دعم هذا الوعي، وأدعو كل امرأة أن تمارس دورها الحقيقي في التوعية لمجتمعها الصغير المتمثل في أسرتها، وأن تبدأ بنفسها وتراجع سلوكياتها مع أولادها وبناتها في البيت فربما تكتشفين بأنك تمارسين تمييزا وعنفا نفسيا ورمزيا بين الأولاد والبنات دون إدراك ولتكن بدايتنا من أنفسنا لتقوية تيار الوعي من أجل التخلص من مظاهر العنف ضد المرأة.
وقد تناولت المتحدثات الموضوع بعمق وتفصيل وأمثلة؛ للتأكيد على أهمية حقوق المرأة وإبراز مكانتها في كافة الأديان وأن الدور الأكبر يقع على المسؤولين في عقد ورش عمل توعوية للمرأة، وتعزيز قدراتها بمعرفة استراتيجية حقوقها، والتعرف على القوانين والآليات الممكنة لحمايتها عبر التوعية والاستشارات بالرجوع إلى المراكز الموزعة في إمارات الدولة كمركز الدعم الاجتماعي، وتوضيح خطة حملات التوعية في سياق حماية المرأة على المستوى المحلي والإقليمي والدولي بدعم مشاركة المرأة في جميع المجالات بما فيها قطاعات الأمن والسلامة .