بعد التشاور مع رئيس الدولة واعتماده.. محمد بن راشد يعلن تغييرات في حكومة الإمارات
التهديد الروسي لأوكرانيا:
مستقبل الحلف الأطلسي ، سيُلعب شرقا...!
-- يمرّ الناتو بمنعطف في تاريخه، وتوضح الأزمة الأوكرانية أهمية دوره، ولكن أيضًا المعادلة الصعبة للغاية التي يواجهها
-- يقترح بوتين حظر أي توسيع للحلف الأطلسي فيما يعتبره مجال نفوذه، أي نزع سلاح جواره لإنشاء «منطقة عازلة»
يحتفل الناتو بالذكرى السنوية الثالثة والسبعين لتأسيسه هذا العام. وعند إطفاء هذه الشمعة الجديدة، في 4 أبريل 2022، في أي حال سيكون أقدم تحالف عسكري بين الأمم؟ هل سيظل قادرا على احترام كلمة ترومان عشية توقيع المعاهدة؟ “المشاكل الكبيرة تتطلب قرارات كبيرة”، وجّه الرئيس الأمريكي حينها إلى حلفائه الأوروبيين المستقبليين. الجواب سيوفره التعاطي مع القضية الساخنة: التهديد الروسي لأوكرانيا. يشار إلى أن الكرملين أرسل أكثر من 100 ألف جندي إلى الحدود، وتخشى الحكومات الغربية غزوا وشيكا.
يمرّ الناتو بمنعطف في تاريخه، وتوضح الأزمة الأوكرانية أهمية دوره، ولكن أيضًا المعادلة الصعبة للغاية التي يواجهها
«إن الناتو يمرّ بمنعطف في تاريخه، وتوضح الأزمة الأوكرانية أهمية دوره، ولكن أيضًا المعادلة الصعبة للغاية التي يواجهها”، يؤكد إيان ليسر، نائب رئيس صندوق مارشال الألماني.
محور هذا اللغز اسمه فلاديمير بوتين. يقترح الرئيس الروسي على الغرب معاهدتين تنصان على حظر أي توسيع للحلف الأطلسي فيما يعتبره مجال نفوذه. باختصار، نزع سلاح جواره لإنشاء “منطقة عازلة”. “من نواحٍ عديدة، الوضع أكثر خطورة مما كان عليه خلال الحرب الباردة، لأنه من الصعب جدًا فهم حسابات بوتين”، يحذر إيان ليسير.
المطالب الروسية مرفوضة بالنسبة لحلف الناتو المرتبط بشدة بـ “سياسة الباب المفتوح” تجاه أعضاء جدد محتملين. غير ان الحلفاء يدركون ان بوتين مستعد للمرور بقوة ليدفع بيادقه على خريطة أوروبا.
وقد أظهر ذلك احتلال المناطق الشمالية من جورجيا عام 2008 وضمّ شبه جزيرة القرم بعد ست سنوات.
كيف نمنع انفجارًا جديدًا؟ إن معضلة الغرب ذات شقين: من ناحية، الحفاظ على “الباب المفتوح” في كييف دون جذب غضب روسيا -حيث للأوروبيين أيضًا مصالح اقتصادية -؛ ومن ناحية أخرى، تقوية درع أوكرانيا، وهي دولة شريكة ولكنها ليست عضوًا في الحلف.
«بعد سقوط الاتحاد السوفياتي، وجد الناتو طريقة مؤقتة مع موسكو من خلال تحديد الدول الأعضاء والدول الشريكة: أوكرانيا وبيلاروسيا ودول آسيا الوسطى، توضح الباحثة أميلي زيما، وستكون روسيا شريكًا خاصًا كقوة سياسية ونووية عظمى سابقة”. وحتى أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، نجح هذا التفاهم، لذلك لم تعارض موسكو اندماج دول كانت في مداره سابقًا في حلف الناتو، ولا سيما ليتوانيا ولاتفيا وإستونيا.
فنلندا يغريها
الحلف الأطلسي
تهشّمت الاتفاقية عام 2008 وتجلّت رغبة جورجيا وأوكرانيا في الانضمام إلى الناتو، دون نجاح حتى الآن. هذا الاحتمال لا يثير الكثير من الحماس داخل الحلف. علاوة على ذلك، هاتان الدولتان المحتلتان غير مؤهلتين. “يؤمن الناتو بأن الدولة التي تدخله يجب أن تنعم بالاستقرار والسلام وتكون لها حدود مستقرة، لتجنب استيراد أي صراع إلى الحلف، تذكّر أميلي زيما.
ومن هذا المنطلق، فإن احتلال الأراضي هو استراتيجية مفهومة جيدًا من جانب الكرملين».
وللحفاظ على الضغط على الكرملين، يقوم الناتو، من جانبه، بتعزيز تعاونه العسكري مع أوكرانيا. وهكذا، يزود العديد من الدول الأعضاء جيش كييف بالمعدات والاستخبارات والتدريب. ويمكن للولايات المتحدة، التي سلمت 30 نظام دفاع مضاد للدبابات من نوع جافلان في أكتوبر، أن تذهب أبعد من ذلك من خلال توفير معدات دفاع مضادة للطائرات. الساعة خطيرة، لأن أدنى حركة يتم فحصها بدقة في موسكو. ما العمل؟ تعزيز الدفاع الأوكراني الآن؟ الخيار مطروح على الطاولة، لكنه قد يكون ذريعة لبوتين للهجوم، كما أن الامتناع عن فعل أي شيء؟ سيكون اعترافا بالضعف.
لذا، إذا تحرك جنود بوتين، فإن المنظمة ليست ملزمة بالتدخل. “سيكون هذا اختبارًا كبيرًا: هل لا يزال الناتو لاعبا فاعلا في ضمان الأمن الأوروبي؟”، تتابع أميلي زيما.
في الوقت الحالي، لا يزال الحلف بالنسبة للقارة العجوز بوليصة تأمين ضد الدب الروسي. ويتضح هذا من خلال التصريحات الأخيرة للسلطات الفنلندية، التي تقول إنها تحتفظ بالحق في الانضمام إلى الناتو. “في الحقيقة، تعد كل من فنلندا والسويد عضوين على المستوى العملياتي، يوضح المحلل إيان ليسير، وقد تم دمج استراتيجيتهما الدفاعية مع استراتيجية الناتو».
فنلندا، التي تشترك مع روسيا في حدود تمتد 1340 كيلومترًا، تحتفظ في ذاكرتها بحادثة عام 2015، عندما وصل 30 ألف لاجئ من آسيا والشرق الأوسط الى تلك الحدود، دفعهم الكرملين.
ولا شك أن التهديد الروسي في أوكرانيا يقلق هلسنكي. وتقول وزارة الخارجية الفنلندية “لا مجال لمنطقة نفوذ روسي، وإن انتهاكًا آخر لسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها سيتطلب ردًا حازمًا من الاتحاد الأوروبي والشركاء الذين يتقاسمون هذه الفكرة».
لكن فلاديمير بوتين يظل على موقفه. وقد انتهز فرصة التمرد في كازاخستان، وهي دولة أخرى كانت تدور في فلك الاتحاد السوفيتي السابق، لإرسال قواته المظلية على الفور نيابة عن منظمة معاهدة الأمن الجماعي، وهي تحالف عسكري تقوده موسكو.
ازدراء جاء في الوقت المناسب لحلف الناتو عشية اجتماعه أول أول أمس الجمعة، لمواجهة أزمة يلعب فيها الحلف مصداقيته.
-- يقترح بوتين حظر أي توسيع للحلف الأطلسي فيما يعتبره مجال نفوذه، أي نزع سلاح جواره لإنشاء «منطقة عازلة»
يحتفل الناتو بالذكرى السنوية الثالثة والسبعين لتأسيسه هذا العام. وعند إطفاء هذه الشمعة الجديدة، في 4 أبريل 2022، في أي حال سيكون أقدم تحالف عسكري بين الأمم؟ هل سيظل قادرا على احترام كلمة ترومان عشية توقيع المعاهدة؟ “المشاكل الكبيرة تتطلب قرارات كبيرة”، وجّه الرئيس الأمريكي حينها إلى حلفائه الأوروبيين المستقبليين. الجواب سيوفره التعاطي مع القضية الساخنة: التهديد الروسي لأوكرانيا. يشار إلى أن الكرملين أرسل أكثر من 100 ألف جندي إلى الحدود، وتخشى الحكومات الغربية غزوا وشيكا.
يمرّ الناتو بمنعطف في تاريخه، وتوضح الأزمة الأوكرانية أهمية دوره، ولكن أيضًا المعادلة الصعبة للغاية التي يواجهها
«إن الناتو يمرّ بمنعطف في تاريخه، وتوضح الأزمة الأوكرانية أهمية دوره، ولكن أيضًا المعادلة الصعبة للغاية التي يواجهها”، يؤكد إيان ليسر، نائب رئيس صندوق مارشال الألماني.
محور هذا اللغز اسمه فلاديمير بوتين. يقترح الرئيس الروسي على الغرب معاهدتين تنصان على حظر أي توسيع للحلف الأطلسي فيما يعتبره مجال نفوذه. باختصار، نزع سلاح جواره لإنشاء “منطقة عازلة”. “من نواحٍ عديدة، الوضع أكثر خطورة مما كان عليه خلال الحرب الباردة، لأنه من الصعب جدًا فهم حسابات بوتين”، يحذر إيان ليسير.
المطالب الروسية مرفوضة بالنسبة لحلف الناتو المرتبط بشدة بـ “سياسة الباب المفتوح” تجاه أعضاء جدد محتملين. غير ان الحلفاء يدركون ان بوتين مستعد للمرور بقوة ليدفع بيادقه على خريطة أوروبا.
وقد أظهر ذلك احتلال المناطق الشمالية من جورجيا عام 2008 وضمّ شبه جزيرة القرم بعد ست سنوات.
كيف نمنع انفجارًا جديدًا؟ إن معضلة الغرب ذات شقين: من ناحية، الحفاظ على “الباب المفتوح” في كييف دون جذب غضب روسيا -حيث للأوروبيين أيضًا مصالح اقتصادية -؛ ومن ناحية أخرى، تقوية درع أوكرانيا، وهي دولة شريكة ولكنها ليست عضوًا في الحلف.
«بعد سقوط الاتحاد السوفياتي، وجد الناتو طريقة مؤقتة مع موسكو من خلال تحديد الدول الأعضاء والدول الشريكة: أوكرانيا وبيلاروسيا ودول آسيا الوسطى، توضح الباحثة أميلي زيما، وستكون روسيا شريكًا خاصًا كقوة سياسية ونووية عظمى سابقة”. وحتى أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، نجح هذا التفاهم، لذلك لم تعارض موسكو اندماج دول كانت في مداره سابقًا في حلف الناتو، ولا سيما ليتوانيا ولاتفيا وإستونيا.
فنلندا يغريها
الحلف الأطلسي
تهشّمت الاتفاقية عام 2008 وتجلّت رغبة جورجيا وأوكرانيا في الانضمام إلى الناتو، دون نجاح حتى الآن. هذا الاحتمال لا يثير الكثير من الحماس داخل الحلف. علاوة على ذلك، هاتان الدولتان المحتلتان غير مؤهلتين. “يؤمن الناتو بأن الدولة التي تدخله يجب أن تنعم بالاستقرار والسلام وتكون لها حدود مستقرة، لتجنب استيراد أي صراع إلى الحلف، تذكّر أميلي زيما.
ومن هذا المنطلق، فإن احتلال الأراضي هو استراتيجية مفهومة جيدًا من جانب الكرملين».
وللحفاظ على الضغط على الكرملين، يقوم الناتو، من جانبه، بتعزيز تعاونه العسكري مع أوكرانيا. وهكذا، يزود العديد من الدول الأعضاء جيش كييف بالمعدات والاستخبارات والتدريب. ويمكن للولايات المتحدة، التي سلمت 30 نظام دفاع مضاد للدبابات من نوع جافلان في أكتوبر، أن تذهب أبعد من ذلك من خلال توفير معدات دفاع مضادة للطائرات. الساعة خطيرة، لأن أدنى حركة يتم فحصها بدقة في موسكو. ما العمل؟ تعزيز الدفاع الأوكراني الآن؟ الخيار مطروح على الطاولة، لكنه قد يكون ذريعة لبوتين للهجوم، كما أن الامتناع عن فعل أي شيء؟ سيكون اعترافا بالضعف.
لذا، إذا تحرك جنود بوتين، فإن المنظمة ليست ملزمة بالتدخل. “سيكون هذا اختبارًا كبيرًا: هل لا يزال الناتو لاعبا فاعلا في ضمان الأمن الأوروبي؟”، تتابع أميلي زيما.
في الوقت الحالي، لا يزال الحلف بالنسبة للقارة العجوز بوليصة تأمين ضد الدب الروسي. ويتضح هذا من خلال التصريحات الأخيرة للسلطات الفنلندية، التي تقول إنها تحتفظ بالحق في الانضمام إلى الناتو. “في الحقيقة، تعد كل من فنلندا والسويد عضوين على المستوى العملياتي، يوضح المحلل إيان ليسير، وقد تم دمج استراتيجيتهما الدفاعية مع استراتيجية الناتو».
فنلندا، التي تشترك مع روسيا في حدود تمتد 1340 كيلومترًا، تحتفظ في ذاكرتها بحادثة عام 2015، عندما وصل 30 ألف لاجئ من آسيا والشرق الأوسط الى تلك الحدود، دفعهم الكرملين.
ولا شك أن التهديد الروسي في أوكرانيا يقلق هلسنكي. وتقول وزارة الخارجية الفنلندية “لا مجال لمنطقة نفوذ روسي، وإن انتهاكًا آخر لسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها سيتطلب ردًا حازمًا من الاتحاد الأوروبي والشركاء الذين يتقاسمون هذه الفكرة».
لكن فلاديمير بوتين يظل على موقفه. وقد انتهز فرصة التمرد في كازاخستان، وهي دولة أخرى كانت تدور في فلك الاتحاد السوفيتي السابق، لإرسال قواته المظلية على الفور نيابة عن منظمة معاهدة الأمن الجماعي، وهي تحالف عسكري تقوده موسكو.
ازدراء جاء في الوقت المناسب لحلف الناتو عشية اجتماعه أول أول أمس الجمعة، لمواجهة أزمة يلعب فيها الحلف مصداقيته.