استبدال ليز تشيني بإليز ستيفانيك

موت الحزب الجمهوري الأمريكي...!

موت الحزب الجمهوري الأمريكي...!

• أدانت ليز تشيني، منذ البداية، كذبة دونالد ترامب الكبرى، ولم يتغيّر خطها
• إليز ستيفانيف تتصدر قائمة الذين يرددون مواقف ترامب دون مراجعة
• تطهير المعارضين داخل الحزب واستبدالهم بمبايعين أوفياء
• العلامة الجديدة للانتساب والولاء للزعيم هي تأكيد الكذبة الكبرى
• التطهير مستمرّ، وميتش ماكونيل وميت رومني، في مرمى النيران


خلال أيام، من المرجح أن يصوّت الجمهوريون في مجلس النواب على استبدال ليز تشيني بإليز ستيفانيك الشخصية الثالثة في الحزب. وسيكون هذا التصويت بمثابة موعد بالغ الأهمية في تحوّل الحزب الجمهوري إلى حزب فاشي. نتردد دائمًا في استخدام هذا الوصف، المرتبط ارتباطًا وثيقًا بفترة معينة بعيدة جدا معن التاريخ الأوروبي، خوفًا من ارتكاب مفارقات تاريخية... ومع ذلك، أليس هذا ما يجري هنا؟
أدانت ليز تشيني، منذ البداية، "كذبة دونالد ترامب الكبرى"، ولم يتغير خطها. في الثالث من مايو، أعلنت: "الانتخابات الرئاسية لعام 2020 لم تُسرق... ومن يدعي أنها مزيّفة، يدير ظهره لدولة القانون ويسمّم نظامنا الديمقراطي".

   وفي تصريح لصحيفة واشنطن بوست في 5 مايو، وصفت بشكل أوسع التحول الجاري للحزب الجمهوري: "في تصريحاته العلنية، كرر الرئيس السابق دونالد ترامب مرة أخرى، مزاعمه بأن انتخابات 2020 كانت مزورة، وأنها سرقت. ورسالته: ما زلت الرئيس الشرعي، والرئيس بايدن غير شرعي. ويكرر ترامب هذه الكلمات اليوم وهو يعلم جيدًا أن هذا النوع من اللغة هو بالضبط الذي أشعل فتيل العنف في 6 يناير. ان ترامب يسعى إلى تفكيك العناصر الأساسية للبنية الدستورية التي تجعل الديمقراطية تعمل -الثقة في نتيجة الانتخابات ودولة القانون".  

  وتضيف: "الحزب الجمهوري على مفترق طرق، وعلى الجمهوريين أن يقرروا ما إذا كنا سنختار الحقيقة والولاء للدستور. في أعقاب عنف 6 يناير مباشرة، عرفنا جميعًا تقريبًا خطورة وسبب ما حدث -لقد كنا شهودا مباشرة. والسؤال الآن هو ما إذا كنا سننضم إلى حملة ترامب الصليبية لنزع الشرعية والتراجع عن النتيجة القانونية لانتخابات 2020، مع كل العواقب التي قد تترتب على ذلك. يكمن في قلب جمهوريتنا الالتزام بالتداول السلمي للسلطة بين الخصوم السياسيين، وفقًا للقانون. وهذا ضار للغاية، خاصة أننا نتنافس الآن على المسرح العالمي مع الصين الشيوعية وادعاءاتها بأن الديمقراطية نظام فاشل. ان التاريخ يراقبنا، وأطفالنا يراقبوننا، ويجب أن نتحلى بالشجاعة الكافية للدفاع عن المبادئ الأساسية التي تدعم وتحمي حريتنا والعملية الديمقراطية. انني أتعهد بالقيام بذلك، بغض النظر عن العواقب السياسية قصيرة المدى. "

   أجاب ترامب مباشرة، "ليز تشيني، التي لم يبق لها أي دعم تقريبًا في ولاية وايومنغ العظيمة، تواصل القول بحماقة، ودون معرفة، أنه لم يكن هناك تزوير في الانتخابات، انتخابات 2020 الرئاسية، بينما في الواقع الحجج، بما في ذلك غياب المصادقات التشريعية كما هو مطلوب بموجب دستور الولايات المتحدة، تظهر العكس تمامًا. فلو أعاد مايك بنس المعلومات عن ست ولايات (يتطلب الأمر اثنتين فقط) إلى المجالس التشريعية للولايات، ولو ان زعيم الأقلية ميتش ماكونيل (خسر مقعدين في جورجيا ما كان يجب أن يخسرها) قد كافح لفضح كل الفساد الذي قدّم في ذلك الوقت، مع حقائق أخرى اكتشفت منذ ذلك الحين، لكانت لدينا نتيجة رئاسية مختلفة كثيرًا، ولن يتحول بلدنا إلى كابوس اشتراكي! لا تستسلموا أبدا! "
   ان كل مقومات تكوين الحزب الفاشي موجودة اليوم في تطور الحزب الجمهوري، ولنسردها بسرعة.

• تقديس الناشطين المتعصبين لزعيمهم الذي يرسّخ عبادة شخصيته عن طريق الدعاية التي تنشر عبر التغريدات والخطب النارية والكراهية الموجهة ضد النخب.
• ازدراء الخصم وإرادة تدميره، واتهام المعارضين في ذواتهم حيث يلقى بهم فريسة للانتقام الشعبي ، ووقاحة الهجمات اللاذعة.
• الكذب كسلاح أساسي.
• الإرادة لغزو السلطة بأي ثمن.
• اتهام المؤسسات الديمقراطية من خلال رفض الاعتراف بنتائج الانتخابات (ومن ثم محاولة عرقلة المشاركة في الاقتراع ، كما يشهد بذلك القانون الذي تم تمريره مؤخرًا في فلوريدا لتقييد التصويت عن بعد).
• نشر القومية العنيفة والعنصرية والكراهية.

• تطهير المعارضين الداخليين واستبدالهم بمبايعين اوفياء، إن العلامة الجديدة للانتساب والولاء للزعيم هي تأكيد الكذبة الكبرى (على سبيل المثال : إليز ستيفانيف التي تتصدر أولئك الذين يبثون هذه الكذبة الكبيرة). ان التطهير لم ينته بعد، ويوجد الزعيم الجمهوري في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل في مرمى النيران، ومعه ميت رومني.
• الدعوة للتمرد في 6 يناير (السير على واشنطن بعد السير على روما ؛ حيث حلّت قبعة ، لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى ، محلّ القميص الأسود). بعض المتمردين يرتدون الزي العسكري.

• جبن النخب الجمهورية. أحد الأمثلة، كيفن مكارثي، زعيم الجمهوريين في مجلس النواب، الذي أعلن دون تحفظ في 6 يناير، أن الرئيس يتحمل المسؤولية في الهجوم على مبنى الكابيتول، تحوّل 180 درجة للاحتفاظ بمكانه، والذهاب، وحبل المشنقة حول عنقه، لتقديم استسلامه لترامب. لقد أعطى بنفسه الضوء الأخضر للتخلص من ليز تشيني بالقول على قناة فوكس اند فريندز، إن آخرين في الحزب قلقون من أنها لن تكون قادرة على حمل رسالة الحزب مع اقتراب انتخابات منتصف المدة لعام 2022: "لقد سئمت منها"، مضيفا: "على شخص ما أن يقترح عريضة"، لقد أعطى ترامب اسم التي ستحل محلها: إليز خطيبة قاسية وذكية. "

   وهكذا يبدو أن اللعبة قد انتهت. في انتخابات التجديد النصفي للعام المقبل، لن يكون أمام الحزب الديمقراطي، الحزب الجمهوري كما نعرفه، بل سيكون أمامه حزب مناهض للديموقراطية. لقد نجح ترامب في تحويل الحزب الجمهوري إلى حزب فاشي، لذلك ليست هناك حاجة للإصرار على الأهمية المركزية لهذه الانتخابات، وعلى طبيعة المعركة التي سيضطر الديمقراطيون إلى خوضها مرة أخرى ضد الديكتاتور المبتدئ.
------------------------
مدير أبحاث مميّز في المركز الوطني للبحث العلمي، ومركز الدراسات الأوروبية ومعهد العلوم السياسية بباريس. تركز أبحاثه على علم الاجتماع السياسي وعلى وجه الخصوص علم الاجتماع الانتخابي والأحزاب السياسية. نابليون بونابرت العبقرية السوداء والعالم السياسي للطبقات الوسطى