ناشونال إنترست: بايدن يتعامل بمكيالين مع روسيا وإيران

ناشونال إنترست: بايدن يتعامل بمكيالين مع روسيا وإيران


اعتبرت مجلة “ناشونال إنترست” أن الولايات المتحدة تكيل بمكيالين في التعامل مع أزمتي أوكرانيا والملف النووي الإيراني. وأشارت المجلة إلى أن البيت الأبيض يتعامل بشدة مع روسيا بسبب تحركاتها على الحدود الأوكرانية، بينما يتعامل بأكثر هدوء مع طهران التي لا تبدو حتى الآن جادة في المفاوضات للعودة للاتفاق النووي.

موقف متناقض.. ووصفت الموقف الأمريكي من ملفي الأزمة الأوكرانية والنووي الإيراني بـ”المتناقض”، إذ تهدد إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن روسيا بـ”عقوبات مدمرة” إذا أقدمت على غزو جارتها كييف، ولكن ردها على التسويف الإيراني، كان “الصمت». وقالت إنه في الوقت الذي يشكل فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تهديداً واضحاً للدول ذات السيادة في الكتلة السوفيتية السابقة، والمصالح الأمريكية والغربية عموماً “يسعى المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، للهيمنة الإقليمية، بالتدخل في العراق، ولبنان، وسوريا، واليمن».

إيران أكثر عدائية..  ورأت أن إيران أصبحت “أكثر عدائية، وأكثر تطلباً” خاصة في ظل ما وصفته بـ “عدم اتساق” من  إدارة بايدن التي ترفض حملة الضغط الأقصى، وتتغاضى عن انتهاكات إيران والصين للعقوبات الأمريكية على طهران، وسعيها الدؤوب لإحياء الاتفاق النووي. واعتبرت أن إيران تواصل استراتيجيتها الطويلة من الخداع والفوضى والعنف التي استخدمتها منذ عقود.

العرب في مفاوضات فيينا.. وأشارت إلى التضارب في السياسة الأمريكية مع روسيا وإيران. فبينما قالت نائب وزير الخارجية الأمريكي ويندي شيرمان، إنه لن تكون هناك مناقشات حول أوكرانيا دون أوكرانيا، ولا مناقشات حول الأمن الأوروبي دون أوروبا، فإن هذه السياسة لا تُطبق في المفاوضات النووية مع إيران. وأضافت “لا يزال حلفاؤنا العرب واسرائيل محرومين من المشاركة في المفاوضات، وهذا خطأ كبير لأن الاستراتيجية الناجحة ضد إيران، لا يمكن أن تنجح إلا بمساعدة دول الجوار».

توافق بين روسيا وإيران..  وأشارت المجلة إلى أن تجاهل روسيا المخزي للمعايير الدولية، في جورجيا وسوريا وأوكرانيا، يتوافق مع استهزاء إيران بالسلام وحسن نية المجتمع الدولي. فبوتين يغير الحدود الدولية بالقوة، ويأمر بتسميم أو سجن أو قتل خصومه السياسيين. وفي عهده، كانت روسيا تنسق حملات التضليل في المجتمعات الحرة، وتتدخل في الانتخابات الأمريكية، وتشارك في حرب إلكترونية عدوانية. وبالمثل، يستهدف النظام الإيراني الأمريكيين مباشرة، ويواصل شركاؤه ووكلاؤه الإرهابيون استهداف العسكريين الأمريكيين في العراق، وسوريا، وحلفاء أمريكا وشركائها، في الإمارات، والسعودية، وإسرائيل.

وقالت المجلة إن هذه الاستفزازات قوبلت ببيانات وعقوبات مجزأة بسبب التركيز على إحياء الاتفاق النووي الإيراني، الفاشل. واعتبرت أن من الخطأ القول إن الولايات المتحدة تجاوزت الحد الأقصى لما يمكنها فعله بشكل واقعي ضد إيران، على عكس روسيا التي لم تخضع لنفس الدرجة من العزلة.

السياسة الأمريكية في فيينا لا تنفع..  وأشارت المجلة إلى أن الامتناع عن تطبيق العقوبات على إيران، خاصةً في تجارة النفط غير الشرعية مع الصين، والافتقار إلى ردع عسكري موثوق، والقلق الذي يدفع الولايات المتحدة للاستمرار في مفاوضات فيينا، بغض النظر عن سلوك إيران، لا ينفع. وخلصت المجلة إلى أنه يجب توضيح سياسة الولايات المتحدة تجاه إيران وتعزيزها، فكلما طال الانتظار، زاد التهديد الإيراني للمنطقة والولايات المتحدة.