محمد بن راشد: التنمية هي مفتاح الاستقرار .. والاقتصاد أهم سياسة
ناشونال إنترست: بوتين لا يخادع على الحدود مع أوكرانيا
لم تستبعد نائبة مدير مركز أوراسيا في مؤسسة أتلانتيك كاونسيل ميليندا هارينغ أن يشن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضربته العسكرية ضد أوكرانيا قبل نهاية السنة الحالية. وكتبت في مجلة "ناشونال إنترست" أن هنالك أربعة أسباب ترجح ألا تكون الخطوات الروسية الأخيرة مجرد خدعة. فبوتين يفكر في إرثه حيث أن القادة الروس العظماء يستحوذون على الأراضي. كذلك، لا يرى بوتين أي شخص يوقفه. ثالثاً، لدى الرئيس الروسي قناعة بأن أوكرانيا ليست دولة حقيقية. رابعاً، لم يستطع بوتين الحصول على اتفاق مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي كما أنه يجد تصاعداً في احتمالات انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي.
حبس أنفاس
حاول فريق بايدن تهدئة الوضع لكنه لم ينجح. إن أعداد القوات الروسية على الحدود مع أوكرانيا تواصل ارتفاعها. بعد إثارة قلق واشنطن وأوروبا، طالب بوتين بعقد قمة مع نظيره الأمريكي جو بايدن فحصل عليها. في 7 ديسمبر الحالي، تبادل الرئيسان الحديث لمدة ساعتين من خلال مكالمة عبر الفيديو. وعد بايدن بإلقاء حزمة بغيضة من العقوبات على روسيا وتحويل المزيد من الأسلحة إلى أوكرانيا وزيادة بصمة حلف شمال الأطلسي في أوروبا الشرقية إذا أقدم بوتين على الاجتياح مجدداً. حبست مؤسسة السياسة الخارجية أنفاسها وتوسلت السماوات كي تفعل تهديدات بايدن فعلها.
إنذار أخير
بعد يومين على القمة الافتراضية، أعلنت روسيا عن مسودتي معاهدتين، واحدة بين موسكو وواشنطن والثانية بين موسكو والناتو، وقد بدت كثيراً كإنذار أخير. من بين الأسباب التي تحتم فشل التوصل إلى اتفاق، كان الطلب إلى الناتو بالتخلي عن أي توسع إضافي. وطالب الكرملين واشنطن بإعارته اهتماما فورياً حتى أنه عرض خلال اليوم التالي الاجتماع في دولة ثالثة لمناقشة المقترح. رفض البيت الأبيض ذلك، وواصلت موسكو الضغط. في 20 ديسمبر، هدد ديبلوماسيون روس بأنه سيكون هنالك تداعيات حقيقية إذا لم تحصل موسكو على الأجوبة التي تسعى إليها.
سردية بوتين فعالة
كما كان متوقعاً، أضافت هارينغ، عملت وزارة الخارجية على كسب المزيد من الوقت. يقال إن الإدارة ستجتمع على الأرجح مع مسؤولين من موسكو لمناقشة المقترح الشهر المقبل. في هذه الأثناء، يستمر قرع طبول الحرب في موسكو. منذ ساعات، هدد بوتين باستخدام القوة العسكرية لمواجهة تهديد الناتو، لكنه أصر على أنه لم يكن يوجه إنذاراً أخيراً وحمّل الغرب مسؤولية التوترات في أوروبا.
إن سردية تبرئة روسيا من اللوم وتعرضها للظلم من الغرب مفضلة لدى بوتين وفعالة. يلوم 50% من الروس الناتو والولايات المتحدة على التصعيد الحاصل وفقاً لاستطلاع رأي مركز ليفادا.
ويرى 4% فقط أن روسيا تتحمل المسؤولية. أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن شركات عسكرية أمريكية خاصة تعد لاستفزاز بالأسلحة الكيميائية في منطقة دونباس. ترد الكاتبة بنفي أي وجود لشركات عسكرية أمريكية في تلك المنطقة. تصريحات شويغو هي سبب كلاسيكي مفتعل للحرب بحسب رأيها. لكن ثمة ما يقلق أكثر من مجرد تصعيد خطابي رفيع المستوى. تحتاج واشنطن للانتباه إلى النقاشات داخل روسيا.
مقال بوتين الشهير
ليس سراً أن روسيا تشددت في خطابها منذ نشر بوتين مقالاً الصيف الماضي أنكر فيه مفهوم سيادة أوكرانيا. يرى بوتين أن الروس والأوكرانيين شعب واحد ويشكك في شرعية الحدود الأوكرانية كما يفترض أن أوكرانيا هي أراض روسية تاريخية. منذ ذلك الحين، قال بوتين إنه ليس مهماً من يدير أوكرانيا بما أن أقلية قومية عداونية في موقع المسؤولية. وكتب الرئيس السابق دميتري مدفيديف مقالاً لفت فيه إلى أن الانخراط مع قادة أوكرانيا "بلا معنى" بما أن الهوية الأوكرانية مزيفة.
وكتب منظّر بوتين السابق فلاديسلاف سوركوف أن قوانين الفيزياء تدفع روسيا إلى التوسع كما فعلت حين كانت تحت قيادة إيفان العظيم وجوزف ستالين.
مزيد من الدعوات
خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي، قال المعلق على تيليغرام ووزير الدفاع السابق لجمهورية دونيتسك الشعبية إن على روسيا احتلال مساحات واسعة في أوكرانيا بدءاً من خاركيف في الشمال نزولاً مع نهر دنيبرو وصولاً إلى أوديسا على البحر الأسود. فذلك سيحرم أوكرانيا من الوصول إلى البحر ومن غالبية صناعاتها ومن ثلث سكانها وجزء كبير من قواتها العسكرية. يؤدي ذلك بحسب رأيه إلى زيادة سكان روسيا وصناعاتها الدفاعية الخاصة بها.
بوتين يشتم الضعف
كلما تطرف خطاب الكرملين، توجب عليه انتزاع تنازلات أكبر وفقاً لهارينغ. يواجه البيت الأبيض معادلة معاكسة. كلما زاد الكرملين الضغط بدا بايدن أضعف عند التنازل. يأمل بوتين توجيه ضربة قاسية للنظام الدولي. تعتقد الكاتبة أن هنالك ما يردع بوتين: نشر كتائب أطلسية في بولندا ورومانيا فوراً مع تعزيز دفاعات أوكرانيا. الباحث البارز في معهد الدراسات الاستراتيجية الوطنية تي أكس هامس يحض كييف كي تركز على تعزيز حدودها الشمالية الضعيفة بالألغام والمسيّرات. وأشارت هارينغ إلى أن بوتين يشــتم الضعف في واشنطن وأوروبا وأوكرانيا. لم يكن هنالك وقت أفضل كي يستعيد "أراضيه التاريخية". وختمت الكاتبة مقالها بالسؤال التالي: "هل سنسمح له بذلك؟"