ناشيونال إنترست: هل استعد بوتين لأزمة أوكرانيا منذ 2007؟

ناشيونال إنترست: هل استعد بوتين لأزمة أوكرانيا منذ 2007؟


أكد الزميل الباحث في دراسات الدفاع والسياسة الخارجية تيد غالين كاربنتر في مجلة “ناشونال إنترست” أن حكومات حلف شمال الأطلسي ووسائل الإعلام الغربية مستاءة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بسبب مطالبته بالحصول على ضمانات أمنية. ويريد الكرملين على وجه الخصوص ضمانات بخفض الحلف انتشاره العسكري في أوروبا الشرقية، ورفض عضوية أوكرانيا فيه. ومن المثير للدهشة في الجوهر والشكل، أن يكون لموقف موسكو وقع المفاجأة على الولايات المتحدة ومسؤولي حلف شمال الأطلسي، علماً أن القادة الروس كانوا غاضبين من تجاوز حلف الأطلسي للمنطقة الأمنية التي تقيمها روسيا، منذ سنوات. وفي الواقع، اشتكى الرئيس الروسي السابق بوريس يلتسين من التوسع الأول للحلف الذي شملت بولندا، وتشيكيا، والمجر في 1998. وتصاعدت اعتراضات موسكو وباتت أكثر إلحاحاً مع كل استفزاز بعد ذلك.

تحذير لافت
وصدر تحذير لافت عندما خاطب بوتين المؤتمر السنوي للأمن في ميونيخ في 10 مارس (آذار) 2007، ووجه فيه انتقاداً مباشراً إلى الفكرة التي لقيت رواجاً في الولايات المتحدة في التسعينيات وأوأئل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، التي تفيد بأن النظام الدولي بات قائماً على قطب وحيد وأن الولايات المتحدة، لا يمكن تحديها. وقال: “مهما زين المرء هذا المصطلح، فإنه في نهاية المطاف، يشير إلى نوع واحد من المواقف، وتحديداً سلطة واحدة لاتخاذ القرار، ومركز واحد للقوة، ومركز واحد لصنع القرار. إنه عالم فيه سيد واحد، وسيادة واحدة». ورفض بوتين بقوة هذا النموذج. وفي إشارة ضمنية إلى التدخلات العسكرية التي قادتها الولايات المتحدة في البلقان، قال: “نشهد اليوم استخداماً مفرطاً لقوة لا يمكن لجمها، القوة العسكرية، في العلاقات الدولية، قوة تدفع العالم إلى هاوية من النزاعات الدائمة، وهذا خطير جداً. ويؤدي إلى أن لا أحدٍ سيشعر بالآمان. أريد أن أؤكد، لا أحدٍ يشعر بالأمان». وعندما انتقل بوتين من الملاحظات العامة ليشير إلى علاقات روسيا مع حلف شمال الأطلسي، كان أكثر تحديداً، وقال إن “الناتو وضع قواته الأمامية على حدودنا، وحتى الآن لم نرد على هذه الأفعال إطلاقاً”. واعتبر أن توسيع الناتو “يمثل استفزازاً خطيراً ويخفض الثقة المتبادلة، ولنا الحق أن نسأل عن المقصود بهذا التوسع؟ وماذا حدث للضمانات التي أعطاها شركاؤنا الغربيون بعد حل حلف وارسو؟».

تصعيد التوترات
شكل خطاب بوتين في ميونيخ تحذيراً ديبلوماسياً مهماً للولايات المتحدة وحلفائها مفاده أن صبر روسيا على توسع الناتو، بلغ نهايته. لكن في السنوات التي تلت، حافظ القادة الغربيون، خاصة الأمريكيين على إطلاق الأضواء الحمراء. وتسبب التدخل في الشؤون الداخلية لأوكرانيا في 2013 و2014 عندما ساعد الغرب المتظاهرين على الإطاحة بالرئيس المنتخب الموالي لموسكو، في تصعيد التوتر. وتدهورت الأمور نحو الأسوأ بعدها، بإرسال واشنطن السلاح إلى أوكرانيا. كان خطاب بوتين في ميونيخ، التحذير الأول المعلن للغرب، من المشاكل الجدية التي ستنشأ إذا لم يتخلَ الغرب عن سياسته العدائية المتصاعدة ضد روسيا. وقد تكون المطالبة الأخيرة للكرملين بضمانات أمنية وبانسحاب الناتو من حدود روسيا، الإنذار الأخير.
وخلص الكاتب إلى أن الولايات المتحدة وحلفاءها في الناتو، يحشرون روسيا في الزاوية، وهي سياسة غير حكيمة، إذا كان الهدف تجنب حربٍ ضد دولة عظمى، مسلحة جيداً.