نجاح مستشفى ميدكير في دبي في إجراء عملية معقدة لستيني عانى ورماً دماغياً نادراً

نجاح مستشفى ميدكير في دبي في إجراء  عملية معقدة لستيني عانى ورماً دماغياً نادراً


أجرى فريق طبي متخصص في مستشفى ميدكير بدبي عملية جراحية معقدة لمريض يبلغ من العمر 68 عاماً، كان يعاني من ورم أرومي دبقي نادر. وكان المريض قد توجه إلى المستشفى في أواخر شهر أبريل لإجراء استشارة طبية، حيث افترض أن أعراضه تشير إلى مشكلة بسيطة، ربما ضعف عضلي مرتبط بالعمر أو إرهاق عام. غير أنّ ما بدأ كاستشارة روتينية تحوّل سريعاً إلى رحلة طبية معقدة. فقد كشفت الفحوصات عن تشخيص صادم استلزم تدخلاً جراحياً بالغ الدقة.
ظهرت أعراض المريض في البداية بشكل طفيف، إذ تمثلت بصعوبة في النهوض من السرير، وضعف متزايد في ساقه اليمنى، إضافة إلى مشكلة مقلقة في البلع. وتطورت هذه العلامات تدريجياً على مدى أسابيع وأشهر، مؤثرة ببطء على قدرته على الاعتماد على نفسه. وقد أُجري له تصوير بالرنين المغناطيسي للعمود الفقري، أظهر تغيّرات تنكسية مرتبطة بالتقدم في العمر، مما وفّر تفسيراً محتملاً لحالته. إلا أنه بحلول شهر مايو، شهدت حالته تدهوراً حاداً؛ إذ فقد القدرة على المشي ولم يعد قادراً على رفع ذراعه اليمنى، وهي تطورات مقلقة استدعت إحالته بشكل عاجل إلى أخصائيي جراحة الأعصاب في مستشفى ميدكير لجراحة العظام والعمود الفقري.
وكشفت الفحوصات التشخيصية المتقدمة، بما في ذلك صور الدماغ التفصيلية، عن وجود ورم عميق وعدواني تم تحديده على أنه "ورم أرومي دبقي". ويُعرف هذا النوع من الأورام بسرعة نموه وطبيعته الغازية. وعادةً ما يصيب هذا الورم "الجسم الثفني"، وهو الحزمة السميكة من الألياف العصبية التي تربط نصفي الدماغ. وعند إصابة هذا التركيب المركزي، يمكن أن يؤثر الورم ليس فقط على الوظائف الحركية، بل أيضاً على القدرات الإدراكية، والمزاج، والسمات الشخصية، مما يجعله أحد أكثر أنواع سرطانات الدماغ خطورة وصعوبة في العلاج.
اعتمد الفريق الجراحي، المجهّز بأحدث أنظمة التوجيه العصبي، مساراً جراحياً دقيقاً وبأقل قدر ممكن من التدخل للوصول إلى الورم عبر المنطقة الأمامية من الدماغ. ولم تكن هذه جراحة عادية؛ إذ كان الورم قد تسلل إلى مناطق شديدة الحساسية والحيوية، مثل الجسم الثفني والحاجز الشفاف، ما جعل العملية الجراحية عالية الخطورة بشكل خاص. وكان الهدف إزالة أكبر قدر ممكن من الورم مع الحفاظ على الوظائف الدماغية الحيوية دون المساس بها. وقد تطلّبت هذه الجراحة تخطيطاً دقيقاً للغاية، وفهماً عميقاً للتشريح المعقد للدماغ.
وعلّق الدكتور "غوبالا كريشنان سي في"، استشاري جراحة الأعصاب والعمود الفقري في مستشفى ميدكير، على تعقيد الحالة قائلاً: "يُعدّ التعامل مع الورم الأرومي الدبقي من أكبر التحديات في جراحة الأعصاب؛ فهذه الأورام تنمو بسرعة في أعمق مناطق الدماغ وغالباً ما تؤثر على الحركة الجسدية وكذلك على الشخصية والسلوك. مهمتنا تتجاوز مجرّد إطالة عمر المريض؛ فنحن نسعى للحفاظ على جودة حياته. ومن خلال التقنيات الجراحية الدقيقة والعلاجات المتقدمة مثل تقنية "حقول علاج الورم" والعلاج بحزمة البروتونات، نحن نواصل دفع حدود ما يمكن للطب الحديث تحقيقه."
وعقب الجراحة، بدأ المريض برنامجاً مكثفاً من إعادة التأهيل والعلاج الطبيعي، صُمم لمساعدته على استعادة وظائفه والتكيّف مع التغييرات التي فرضها الورم وعلاجه. وفي حديثه عن تجربته، قال المريض: "كان تلقي هذا التشخيص أمراً صادماً؛ فلا شيء يمكن أن يهيئك لسماع كلمات مثل "ورم في الدماغ". لكن خلال هذه المحنة، اكتشفت في داخلي صلابة لم أكن أعلم بوجودها. كان الدعم الثابت من أطبائي ومعالجيّ وأسرتي هو دافعي الأكبر. أتعلم الآن أن أعيش يوماً بيوم، مُتمسكاً بالأمل، ومُمتناً لكل لحظة، وبإحساس متجدد بالهدف من حياتي."