الإمارات تُنفذ الإنزال الجوي للمساعدات رقم 78 ضمن عملية «طيور الخير» لدعم غزة
نشر الجيش في كولومبيا عقب هجومين منفصلين أسفرا عن مقتل 18 شخصا
نُشرت قوات عسكرية في كولومبيا أمس الجمعة عقب هجومين منفصلين شنّتهما جماعات مسلحة وأسفرا عن مقتل 18 شخصا على الأقل وإصابة العشرات، في إشارة إلى تصاعد العنف الذي تشهده البلاد منذ عقود.
وتشكل الهجمات القاتلة الأخيرة التي وقعت في مدينة كالي في جنوب غرب البلاد ومزرعة كوكا في الشمال، تحديات جديدة لعملية السلام الهشة في كولومبيا قبل الانتخابات المقررة العام المقبل.
بعد ظهر الخميس، انفجرت شاحنة مفخخة قرب قاعدة جوية في كالي، ثالث كبرى مدن البلاد، ما أسفر عن مقتل ستة أشخاص على الأقل وإصابة 60 آخرين، وفق السلطات. وندد رئيس البلدية أليخاندرو إيدر بـ»هجوم إرهابي مرتبط بالمخدرات» ودعا إلى نشر قوات الأمن في المدينة.
وأظهرت صور على وسائل التواصل الاجتماعي أشخاصا على الأرض يتلقون العلاج من أجهزة الطوارئ عقب الانفجار، بالإضافة إلى شاحنة مشتعلة والعديد من المركبات المتضررة والنوافذ المحطمة.
وقال الرئيس اليساري غوستافو بيترو «نحن نواجه مافيا دولية مع عصابات مسلّحة» مضيفا «الضربة التي تعرض لها سكان كالي كانت بلا شك عميقة ووحشية ومرعبة».
وقال قائد القوات المسلحة الجنرال هوغو لوبيز إن «طائرات تابعة للقوات الجوية (...) تنفذ مهام استطلاع ومراقبة في المنطقة» القريبة من القاعدة العسكرية المستهدفة.
وأوضح أن الجيش «نشر كل قواته» في هذا القطاع وعزز نشاطه في المنطقة بالمدفعية والعمليات الجوية.
من جهتها، أعلنت النيابة العامة توقيف رجلين «يشتبه في أنهما شاركا في تفجير عبوات ناسفة» في هذا الموقع. وبعد ظهر الخميس، سادت الفوضى شمال كالي. وقال خوسيه بوربانو، أحد السكان المحليين، لوكالة فرانس برس إنه كان يسير قرب موقع الحادث عندما «سمع فجأة انفجارا هائلا، وارتمى الجميع أرضا».
وأضاف «جئنا للاحتماء هنا لفترة، على زاوية الشارع، ثم عدنا لنرى ما إذا كان بوسعنا تقديم المساعدة (...) لكن للأسف، هناك العديد من الضحايا والعديد من القتلى والجرحى». وحمّل وزير الدفاع بيدرو سانشيز فصيل Central General Staff «إي إم سي» المسلح المنشق عن القوات المسلحة الثورية الكولومبية (فارك)، المسؤولية عن الهجوم الذي وصفه بأنه «هجوم إرهابي غير مبرر (...) ضد السكان المدنيين في كالي».
وقال إن «هذا الهجوم الجبان على المدنيين هو رد فعل يائس على فقدان السيطرة على تجارة المخدرات» في المنطقة.
وقال شاهد عيان يدعى هيكتور فابيو بولانوس (65 عاما) لوكالة فرانس برس «سمعنا صوت انفجار هائل قرب القاعدة الجوية». وأضاف «كان هناك عدد كبير من الجرحى. وتضرّرت منازل عدة قرب القاعدة».
وأشار شاهد عيان آخر وهو أليكسيس أتيزابال (40 عاما) إلى أن «هناك قتلى بين المارة في الشارع».
وتم إخلاء العديد من المباني ومدرسة قريبة.
وأعلن رئيس البلدية حظر دخول الشاحنات الكبيرة إلى المدينة خوفا من وقوع المزيد من الانفجارات وعرض مكافأة تبلغ 10 آلاف دولار لمن يدلي بمعلومات مفيدة.
من جهتها، قالت حاكمة المنطقة ديليان فرانسيسكا تورو «الإرهاب لن يهزمنا».
وفي الصباح، على مسافة نحو 150 كيلومترا من ميديين، تسببت اشتباكات وهجوم بطائرة مسيّرة على مروحية كانت تدعم عمليات للشرطة لمكافحة المخدرات، في سقوط العديد من الضحايا.
وأفاد أندريس خوليان ريندون، حاكم منطقة أنتيوكيا (شمال غرب) مساء الخميس بارتفاع حصيلة تلك الحوادث من ثمانية إلى 12 شرطيا.
وقال مسؤول في الشرطة لوكالة فرانس برس إنّ المهاجمين عمدوا إلى «مضايقة» مجموعة من الأشخاص المكلّفين القضاء على محاصيل الكوكا. وأظهرت لقطات متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي مروحيّة تحلّق فوق المنطقة قبل أن تنفجر وتسقط.
ونُسب هذا الهجوم إلى عصابة «كالاركا» المنبثقة من مجموعة «إي إم سي».
وقال بيترو الذي يحاول التوسط في اتفاقات سلام مع معظم الجماعات المسلحة في كولومبيا، على «إكس»، إن السلطات الكولومبية «صادرت طنا ونصف طن من الكوكايين من كلان ديل غولفو، وكان ردهم إسقاط مروحية للشرطة».
ويحصل كلان ديل غولفو الذي تأسس على أنقاض الميليشيات اليمينية المتطرّفة السابقة التي تم تفكيكها في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، على عائدات كبيرة من تجارة الكوكايين والابتزاز والتعدين غير القانوني.
وتأتي هذه الاشتباكات الجديدة في وقت استأنف مبعوثو كلان ديل غولفو والحكومة الكولومبية هذا الأسبوع، حوارا في قطر كان قد بدأ عام 2023. وسجّلت كولومبيا، التي تعدّ أكبر منتج للكوكايين في العالم، رقما قياسيا بلغ 253 ألف هكتار من زراعة أوراق الكوكا عام 2023. وتدفع حكومة بيترو بخطة للقضاء على هذه المحاصيل من قبل المزارعين، مصحوبة بحوافز اقتصادية.