غايته «يظهر للروس أنهم ليسوا مكروهين من الجميع»

نواب ولوردات بريطانيون ضيوف حفل باذخ للسفير الروسي

نواب ولوردات بريطانيون ضيوف حفل باذخ للسفير الروسي

احتفل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الثاني عشر من يونيو -حزيران الماضي، بالعيد الوطني لروسيا. وهذا اليوم إجازة وطنية احتفاء بتأسيس الدولة في أعقاب تفكك الاتحاد السوفيتي. وحضر حفل استقبال الكرملين لفيف من جنود روس سابقين. وبينما كانت الحشود ترفع الأعلام الروسية المزدانة بالأبيض والأزرق والأحمر في الساحة الحمراء، زين بوتين الذي أتم عامه السبعين صدور الجنود بأوسمة، وأكد مجدداً التزامه بغزو أوكرانيا.. ونقلت صحيفة “ًصنداي تايمز” البريطانية عن الرئيس الروسي قوله إن الحماسة الوطنية للشعب الروسي كانت عنصر الدعم الأساسي “لأبطالنا المشاركين في العملية العسكرية الخاصة”. وفي اليوم ذاته، وتحديداً في وسط غرب العاصمة لندن، أقيم استعراض آخر صريح للوطنية، ولكن تحت ستار من السرية والخصوصية.
 
استقبال السفير الروسي
فقد رحب السفير الروسي في لندن أندريه كيلين وزوجته إيرينا بالضيوف في مقر إقامتهما في 13 حدائق قصر كينغستون الذين حضروا حفل استقبال مسائي. وفي أجواء من الفخامة والبذخ، أعاد السفير الروسي تأكيد دعمه لغزو أوكرانيا، وأدان السياسة الخارجية البريطانية “الصدامية”. واستحضر أيضاً “الرابط الذي لا انفصام فيه” بين الحاضرين و”وطننا الأم».
 
شجب السياسة
 الخارجية البريطانية
وفي كلمة ألقاها أندريه كيلين أمام الحضور، شجب بقوة السياسة الخارجية “الصدامية” لبريطانيا، وحذر من أن المملكة المتحدة “وقعت في عثرة استراتيجية كبيرة سيكون من الصعب أن تقوم منها».
جدير بالذكر أنه منذ يونيو (حزيران) الماضي، منع كيلين، الدبلوماسي المخضرم والمفاوض السابق في الصفقات النووية البالغ من العمر 66 عاماً، من دخول قصر وستمنستر.
وبحسب السير ليندساي هويل المتحدث باسم مجلس العموم البريطاني، فالسفير الروسي ليس محل ترحاب في المؤسسات البرلمانية “حتى إشعار آخر». وتبنى اللورد ماكفول، المتحدث الرسمي باسم مجلس اللوردات، الموقف نفسه الذي انطبق أيضاً على العديد من الشخصيات الروسية المرموقة.
 
برلمانيون بريطانيون
 ضمن الحضور
ومع ذلك، لم تمنع تلك الإجراءات أعضاء من البرلمان البريطاني من زيارة السفير الروسي في ممتلكات الحكومة الروسية. فقد كان كثير من أعضاء مجلس اللوردات ضمن حضور حفل السفير الروسي، بمن فيهم اللورد روبرت سكيدلسكي، المؤرخ الاقتصادي الشهير والعضو المستقل في المجلس.
 وكان سكيدلسكي ابن الرابعة والثمانين من العمر حتى العام الماضي عضواً في مجلس إدارة شركة روسنفت النفطية الروسية المملوكة لروسيا. ورفض التنحي عن منصبه بعدما أفضى غزو بوتين لشبه جزيرة القرم عام 2014 إلى فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على الشركة، بحجة أن المناطق الناطقة بالروسية ينبغي أن تكون قادرة على الانفصال عن كييف إن شاءت.
وقبل أن تغزو القوات الروسية أوكرانيا العام الماضي، وقع سكيدلسكي بياناً قال فيه إن الكرملين لديه “مخاوف أمنية مشروعة”، ودعا إلى إبرام معاهدة بشأن المناطق الحدودية المتنازع عليها.
 
ضرب من الجبن
وصرح سكيدلسكي الذي يتحدر أبواه من أصول روسية بأن الإحجام عن حضور حفل استقبال السفير الروسي سيكون ضرباً من “الجبن». وانضم إليه اللورد بالف، العضو المحافظ في مجلس اللوردات الذي قدم استشاراته لحكومة ديفيد كاميرون بخصوص أجور القطاع العام والعلاقات النقابية.
وفي عام 2020، تجاهل بالف الذي بلغ من العمر الآن 79 عاماً تحذيرات وزارة الخارجية البريطانية وسافر إلى موسكو لبدء محادثات بخصوص استعادة “العلاقات البرلمانية الدولية”. وقد ظهر بالف على قناة “آر تي” الحكومية الروسية أيضاً.
وفيما يتعلق بهجوم سالزبري عام 2018 الذي استهدف فيه العميل الروسي المزدوج سيرغي سكريبال الذي عمل لصالح جهاز الاستخبارات البريطاني، وابنته بغاز الأعصاب “نوفيتشوك”، قال بالف إن “هناك أموراً كثيرة.. لا تتسق والمنطق ببساطة».
 
وخلصت الحكومة البريطانية إلى أن روسيا هي التي شنت هذا الهجوم في نهاية المطاف.
وقال بالف إن غايته من حضور حفل الاستقبال هي أن “يظهر للروس أنهم ليسوا مكروهين من الجميع”. ونقل عنه قوله إن كثيرين من “زملائه”، بمن فيهم أحد أعضاء مجلس اللوردات بالوراثة، حضروا الحفل أيضاً.
ورفض بالف الكشف عن هوياتهم عندما تلقى اتصالاً هاتفياً للكشف عنهم. لكنهم جميعاً تلقوا دعوات شخصية تطلب منهم “شرف الحضور”، على أن يرتدوا إما زياً وطنياً وإما بدلات رسمية.