رئيس الدولة والرئيس الروسي يبحثان سبل احتواء التصعيد في المنطقة والاحتكام إلى الحوار
الضرر لحق بالحزب الديمقراطي أيضا:
هكذا أطلق جو بايدن النار على كامالا هاريس...!
-- من الواضح للجميع أن سن الرئيس الأمريكي السادس والأربعين وصحته يحكمان عليه بولاية واحدة
-- بتأكيد رغبته الترشح مرة أخرى، يوحي جو بايدن بأن كامالا غير جاهزة لخلافته
-- تصريح يؤكد خوض ترامب السباق إذ سيرغب الملياردير في الانتقام من الشخص الذي أهانه
«الجواب نعم، أخطط للترشح لإعادة انتخابي... هذه هي الخطة”، قال جو بايدن مؤخرًا، مؤكدًا، أمام دهشة الجميع، أنه يفكر في الترشح للسباق الرئاسي 2024.
يأتي هذا الإعلان بعد عشرة أشهر من توليه منصبه، وقد خسر الرئيس الأمريكي الحالي شعبيته مثل دونالد ترامب خلال نفس الفترة من ولايته. بل أن بعض استطلاعات الرأي، تقدّمه خاسراً بفارق كبير امام سلفه في حال تمت مواجهة جديدة بينهما. إذن، على أمل إعادة الروح لرئاسته، وألا ينظر إليه جانب من معسكره بعد الآن على أنه بطة عرجاء، وكشخص يُعتقد أنه يتجه نحو التقاعد قبل الموعد النهائي لعام 2024، والذي لم تعد سلطته محترمة حقًا، على هذا الأمل، أصدر بايدن هذا الإعلان المفاجئ.
فشل على طول الخط: بإعلانه هذا، لم يفعل مستأجر البيت الأبيض شيئًا سوى ضرب مصداقيته أكثر من خلال إلحاق ضرر كبير بحزبه قبل عام من الانتخابات النصفية. ففي الحزب الديمقراطي، بدأ يدبّ الذعر بعد الهزائم الانتخابية الأخيرة في فرجينيا ونيوجيرسي، وهما ولايتان فاز بهما بايدن عام 2020.
لقد خسر المزيد من مصداقيته، لأنه رغم أنه لم يُقل ذلك صراحة أبدًا، من الواضح للجميع، أنّ سنّ الرئيس الأمريكي السادس والأربعين وصحته يحكمان عليه بولاية واحدة. الآن 79 عاما، سيبلغ بايدن 82، عام 2024 بحلول موعد الانتخابات الرئاسية. وبافتراض إعادة انتخابه، سيكون قد تجاوز 86 بحلول نهاية ولايته الثانية. وعندما ندرك هشاشته الجسدية وضعفه الفكري الذي جعله، من بين مواقف أخرى من نفس النوع، يخلط مؤخرًا أمام الكاميرات بين طفلته الصغيرة وابنه بو، الذي مات منذ عدة سنوات، يبدو واضحًا أنه رجل ولاية واحدة فقط. لقد قدم نفسه عندما تولى منصبه، كرئيس انتقالي مكلف بإعادة البلاد إلى المسار الصحيح قبل تسليم المشعل إلى الجيل الجديد.
لذلك، عند إعلانه عن ترشحه لعام 2024، يبدو أن بايدن غير مدرك لحالته الصحية -أو لا يهتم -ويريد التمسك بالسلطة بأي ثمن. باختصار، لقد أصبح بالنسبة للعديد من الأمريكيين ذلك “الرجل العجوز” الذي يدينه أعداؤه، “رجل عجوز منكفئ على ذاته وأعمى عن حقائق العالم”، بينما تشهد رئاسته سلسلة من الصعوبات، إن لم تكن إخفاقات على المستوى الدولي والمحلي.
أما الإساءة التي ألحقها رئيس الولايات المتحدة بالحزب الديمقراطي بإعلانه الترشح، فلا يمكن أن تكون أسوأ من ذلك. لأنه لئن لا تزال لدينا شكوك حول استعداد ترامب لخوض سباق الانتخابات الرئاسية المقبلة، فيمكن هذه المرة الجزم بدخول دونالد الرهان. فمثل أبولو كريد في فيلم روكي II، سيرغب الملياردير، مهما كان الثمن، في الانتقام من الشخص الذي أهانه. واخيرا، حتى لو لم يكن بايدن موجودًا على الحلبة، فإن ترامب هذه المرة، بشعبيته الهائلة ومدفوعًا بموجة رجعية غير مسبوقة، لديه كل فرص الفوز ومعه الجمهوريين.
ماذا عن كامالا هاريس في كل هذا؟ لقد أطلق جو بايدن عليها النار... وبدون سابق إنذار.
نائب الرئيس، التي تم تهميشها بشكل غير عادل على الساحة المحلية من قبل المقرّبين من رئيس الدولة -موهوبون جدا؟ - كانت مع ذلك، تُعتبر حتى الآن وصيفته عند الراي العام. وبالقول إنه يريد الترشح مرة أخرى، يوحي بايدن اذن، بأنها ليست جاهزة لخلافته. وهذا يشير إلى أنه في الحالة المرجّحة أكثر أي عدم تمكنه من الوصول إلى نهاية ترشّحه، فإنه سيتعيّن على كامالا هاريس، التي فقدت مكانتها كـ “خليفة طبيعية”، مواجهة العديد من المعارضين الأقوياء خلال انتخابات تمهيدية يحتمل أن تكون صعبة للغاية وسيخرج منها المرشح الديمقراطي ضعيفا... عمل رائع سيد الرئيس!
كل هذا محزن إلى حد ما، لكن كان يجب توقّعه؛ لأنه في العمق، من هو جو بايدن إن لم يكن سياسيًا عاديًا إلى حد ما، لا يدين بمنصبه الحالي إلا لطول عمره في الكونجرس (انتخب لأول مرة سيناتورًا عام 1973)؟ طول العمر الذي جعل أوباما يختاره لمنصب نائب الرئيس عام 2008 لطمأنة الاستبلشمنت الذي اعتبره مبتدئًا.
وبانتخاب جو بايدن كرئيس، وباستعارة عبارة قاسية، سلّمت أمريكا مصيرها إلى قبطان بيدالو في حين كانت وسط عاصفة عاتية... لكن هل حقًا كان لديها خيار؟
باحث مشارك في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية بفرنسا. ألّف عدة كتب عن الأمم المتحدة، نشر مؤخرًا مع آن سيسيل روبرت “من يريد موت الأمم المتحدة؟ “، أحدث منشوراته، “جو المسكين! أمريكا كوفيد-19 كما يراها مطلع».
-- بتأكيد رغبته الترشح مرة أخرى، يوحي جو بايدن بأن كامالا غير جاهزة لخلافته
-- تصريح يؤكد خوض ترامب السباق إذ سيرغب الملياردير في الانتقام من الشخص الذي أهانه
«الجواب نعم، أخطط للترشح لإعادة انتخابي... هذه هي الخطة”، قال جو بايدن مؤخرًا، مؤكدًا، أمام دهشة الجميع، أنه يفكر في الترشح للسباق الرئاسي 2024.
يأتي هذا الإعلان بعد عشرة أشهر من توليه منصبه، وقد خسر الرئيس الأمريكي الحالي شعبيته مثل دونالد ترامب خلال نفس الفترة من ولايته. بل أن بعض استطلاعات الرأي، تقدّمه خاسراً بفارق كبير امام سلفه في حال تمت مواجهة جديدة بينهما. إذن، على أمل إعادة الروح لرئاسته، وألا ينظر إليه جانب من معسكره بعد الآن على أنه بطة عرجاء، وكشخص يُعتقد أنه يتجه نحو التقاعد قبل الموعد النهائي لعام 2024، والذي لم تعد سلطته محترمة حقًا، على هذا الأمل، أصدر بايدن هذا الإعلان المفاجئ.
فشل على طول الخط: بإعلانه هذا، لم يفعل مستأجر البيت الأبيض شيئًا سوى ضرب مصداقيته أكثر من خلال إلحاق ضرر كبير بحزبه قبل عام من الانتخابات النصفية. ففي الحزب الديمقراطي، بدأ يدبّ الذعر بعد الهزائم الانتخابية الأخيرة في فرجينيا ونيوجيرسي، وهما ولايتان فاز بهما بايدن عام 2020.
لقد خسر المزيد من مصداقيته، لأنه رغم أنه لم يُقل ذلك صراحة أبدًا، من الواضح للجميع، أنّ سنّ الرئيس الأمريكي السادس والأربعين وصحته يحكمان عليه بولاية واحدة. الآن 79 عاما، سيبلغ بايدن 82، عام 2024 بحلول موعد الانتخابات الرئاسية. وبافتراض إعادة انتخابه، سيكون قد تجاوز 86 بحلول نهاية ولايته الثانية. وعندما ندرك هشاشته الجسدية وضعفه الفكري الذي جعله، من بين مواقف أخرى من نفس النوع، يخلط مؤخرًا أمام الكاميرات بين طفلته الصغيرة وابنه بو، الذي مات منذ عدة سنوات، يبدو واضحًا أنه رجل ولاية واحدة فقط. لقد قدم نفسه عندما تولى منصبه، كرئيس انتقالي مكلف بإعادة البلاد إلى المسار الصحيح قبل تسليم المشعل إلى الجيل الجديد.
لذلك، عند إعلانه عن ترشحه لعام 2024، يبدو أن بايدن غير مدرك لحالته الصحية -أو لا يهتم -ويريد التمسك بالسلطة بأي ثمن. باختصار، لقد أصبح بالنسبة للعديد من الأمريكيين ذلك “الرجل العجوز” الذي يدينه أعداؤه، “رجل عجوز منكفئ على ذاته وأعمى عن حقائق العالم”، بينما تشهد رئاسته سلسلة من الصعوبات، إن لم تكن إخفاقات على المستوى الدولي والمحلي.
أما الإساءة التي ألحقها رئيس الولايات المتحدة بالحزب الديمقراطي بإعلانه الترشح، فلا يمكن أن تكون أسوأ من ذلك. لأنه لئن لا تزال لدينا شكوك حول استعداد ترامب لخوض سباق الانتخابات الرئاسية المقبلة، فيمكن هذه المرة الجزم بدخول دونالد الرهان. فمثل أبولو كريد في فيلم روكي II، سيرغب الملياردير، مهما كان الثمن، في الانتقام من الشخص الذي أهانه. واخيرا، حتى لو لم يكن بايدن موجودًا على الحلبة، فإن ترامب هذه المرة، بشعبيته الهائلة ومدفوعًا بموجة رجعية غير مسبوقة، لديه كل فرص الفوز ومعه الجمهوريين.
ماذا عن كامالا هاريس في كل هذا؟ لقد أطلق جو بايدن عليها النار... وبدون سابق إنذار.
نائب الرئيس، التي تم تهميشها بشكل غير عادل على الساحة المحلية من قبل المقرّبين من رئيس الدولة -موهوبون جدا؟ - كانت مع ذلك، تُعتبر حتى الآن وصيفته عند الراي العام. وبالقول إنه يريد الترشح مرة أخرى، يوحي بايدن اذن، بأنها ليست جاهزة لخلافته. وهذا يشير إلى أنه في الحالة المرجّحة أكثر أي عدم تمكنه من الوصول إلى نهاية ترشّحه، فإنه سيتعيّن على كامالا هاريس، التي فقدت مكانتها كـ “خليفة طبيعية”، مواجهة العديد من المعارضين الأقوياء خلال انتخابات تمهيدية يحتمل أن تكون صعبة للغاية وسيخرج منها المرشح الديمقراطي ضعيفا... عمل رائع سيد الرئيس!
كل هذا محزن إلى حد ما، لكن كان يجب توقّعه؛ لأنه في العمق، من هو جو بايدن إن لم يكن سياسيًا عاديًا إلى حد ما، لا يدين بمنصبه الحالي إلا لطول عمره في الكونجرس (انتخب لأول مرة سيناتورًا عام 1973)؟ طول العمر الذي جعل أوباما يختاره لمنصب نائب الرئيس عام 2008 لطمأنة الاستبلشمنت الذي اعتبره مبتدئًا.
وبانتخاب جو بايدن كرئيس، وباستعارة عبارة قاسية، سلّمت أمريكا مصيرها إلى قبطان بيدالو في حين كانت وسط عاصفة عاتية... لكن هل حقًا كان لديها خيار؟
باحث مشارك في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية بفرنسا. ألّف عدة كتب عن الأمم المتحدة، نشر مؤخرًا مع آن سيسيل روبرت “من يريد موت الأمم المتحدة؟ “، أحدث منشوراته، “جو المسكين! أمريكا كوفيد-19 كما يراها مطلع».