هكذا يمكن لأمريكا دعم الديمقراطية في إيران

هكذا يمكن لأمريكا دعم الديمقراطية في إيران


رأى القائم بأعمال مدير وكالة استخبارات الدفاع الأمريكية السابق ديفيد آر. شيد أن المتطرفين الدينيين الذين خطفوا الثورة  في إيران عام 1979، أظهروا رغبة في توسيع نفوذهم في الخارج من أجل نشر الاضطرابات في الخارج فيما يقمعون بعنف أي معارضة في الداخل. وقال في مقال بمجلة “ناشونال إنترست” إن أهداف النظام بسيطة وتكمن في البقاء في السلطة وتعزيز اهداف السياسة الخارجية التي تقوّض حكم القانون.

تكتيكات إرهابية
وعلى مدى أكثر من 40 عاماً، استهدف النظام من دون رحمة المعارضين والصحافيين من خلال استخدام تكتيكات إرهابية والاغتيال. وعلى رغم هذه المجازر، واجه النظام ردود فعل محدودة، مما سمح له بمواصلة استهداف منتقديه، مفلتاً من العقاب. وبين عامي 2015 و2016، حاول وكلاء إيران تنفيذ عمليات اغتيال أو اغتالوا فعلاً أشخاصاً في خمس دول على الأقل في الشرق الأوسط وأوروبا والأمريكيتين.
 وفي عام 2018 أجهضت السلطات الأوروبية خطة إيرانية لتفجير احتفال قرب باريس، حيث كان سيحضره عشرات الآلاف من الناشطين الإيرانيين المنفيين ومئات من الشخصيات السياسية، التي تدعم جهودهم في إحداث تغيير داخلي للنظام. وكان الضحايا الذين سيسقطون، هم من مؤيدي الديموقراطية في إيران-وهي رغبة يدعمها معظم الإيرانيين.

خوف النظام الإيراني
وفي الوقت الذي يبحث القادة الغربيون في استراتيجيات للتعامل مع النظام الإيراني في 2022 وما بعد، يجب ألا يغفلوا عن مضاعفات هذه الأعمال الإرهابية، التي ترتكب باسم المرشد علي خامنئي. إن القمع العنيف بحق المعارضين يشير إلى الخطر الذي يمثله النظام الإيراني على شعبه. وفي الوقت نفسه، فإن عدم التسامح إزاء المعارضين يظهر خوف النظام من الحركة المؤيدة للديموقرطية التي شقت طريقها على نحوٍ مهمٍ في الإنتفاضات الواسعة النطاق عام 2018.
وعملت إيران على ضمان عدم تكرار مثل هذه الانتفاضات. وعلى رغم ذلك، فإن النظام يظهر ميلاً أكثر من أي وقت مضى منذ الثورة، لمواجهة المعارضة بقمع عنيف، كما تمثل في قتل النظام لمئات المحتجين السلميين في نوفمبر (تشرين الثاني) 2019. وعزز رجال الدين الإيرانيون قوتهم حول شخصيات متشددة على غرار إبراهيم رئيسي، الذي يرجح أنه سيكون رأس حربة في إطلاق ردود أكثر شراسة في الأعوام المقبلة. وعندما تسلم رئيسي الرئاسة في أغسطس (آب) 2021، فإنه وصل إلى هذا المنصب في مواجهة احتجاجات واسعة تضمنت مقاطعة لعمليات الإقتراع، رداً على تزوير الانتخابات.
وتشير المعارضة القوية لرئيسي إلى أن الشعب الإيراني، لن يخضع لتهديدات النظام باستخدام العنف. ويمكن تزايد المعارضة الإيرانية عام 2022 وتصاعدها في الأعوام المقبلة.

تصحيح رد الفعل الصامت
وهناك في الوقت الحاضر، قيود قليلة على ما يمكن أن يستخدمه النظام في محاولته اليائسة لإحتواء الإضطراب المحلي. وفي إمكان إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن فعل الكثير لتصحيح ما كان يعتبر إلى حد كبير رد فعل صامتاً، حيال الأصوات المؤيدة للديموقراطية في إيران وفي أوساط الإيرانيين في الشتات. ويرى الكاتب أن الشعب الإيراني متفق تماماً مع الرسائل الأمريكية. ويمكن لسياسات بايدن الواضحة أن تزيد على نحوٍ كبيرٍ من فرص الشعب الإيراني في تأمين الحرية والديموقراطية.

3 خطوات محددة
من هذا المنطلق، يدعو الكاتب إدارة بايدن وجانب حلفاء أمريكا إلى التركيز على ثلاثة خطوات محددة:
أولاً، على الإدارة وحلفائها منع وصول النظام إلى تكنولوجيا متقدمة، يتم استخدامها في حربٍ غير متكافئة، وخصوصاً الطائرات من دون طيار. ثانياً، على الولايات المتحدة والأسرة الدولية مواجهة محاولات إيران شن هجمات سيبرانية.
ثالثاً، يجب التصدي لمحاولات النظام نشر معلومات مضللة عبر الإنترنت. ويورد النظام سرديات خاطئة تضفي شرعية وتبرر علاقات الشراكة التي تقيمها طهران مع أنظمة معادية للغرب، وخصوصاً بكين وموسكو.
وخلص الكاتب إلى أن دعم واشنطن للأصوات المعارضة، سيبعث برسالة أمل لا لبس فيها، من شأنها تشجيع المزيد من الإيرانيين على المجاهرة بمعارضتهم لنظام لا يزال يسير خلف شعار ثورة 1979، وكأنه لا يزال يمثل مصالح الشعب الإيراني المحب للحرية.