نافذة مشرعة

هل إيطاليا في منعطف...؟

هل إيطاليا في منعطف...؟


   بعد أزمة برلمانية، اضطر ماريو دراجي إلى الاستقالة والدعوة لإجراء انتخابات عامة سابقة لأوانها في 25 سبتمبر المقبل. كان لا بد لتجربة دراجي أن تكون قصيرة العمر ، حيث جمعت في الائتلاف نفسه  فورزا إيطاليا، حزب سيلفيو برلسكوني، والشعبويين من حركة 5 نجوم، وحتى أحزاب يسارية.
   ستتنافس الأحزاب السياسية الإيطالية في مسابقة انتخابية معقدة تسمى “روساتولوم”، سميت بهذا الاسم نسبة إلى المهندس المعماري إيتوري روساتو، الذي يعين البرلمانيين وفقًا لنظام مختلط، يجمع بين الانتخابات النسبية في كل منطقة بالنسبة للثلثين، والنظام الفردي للثلث المتبقي.
    هذا النظام الانتخابي، يمنع وجود أغلبية لواضحة في البرلمان ويشجع الائتلافات. لقد تم تصميمه لمنع حركة 5 نجوم من الحصول على الأغلبية. وسيخدم الآن الائتلاف اليميني المكون من ثلاثة أحزاب: فراتيلي دي إيطاليا بزعامة جورجيا ميلوني، وفورزا إيطاليا، والرابطة بزعامة ماتيو سالفيني. وينتظر أن يحصل هذا الائتلاف على أغلبية جليّة بحوالي 45 بالمائة من الأصوات، ويحتل حزب فراتيلي دي إيطاليا الصدارة في جميع استطلاعات الرأي.

احترام المواعيد
   تم تأسيس فراتيلي دي إيطاليا عام 2012 من قبل جورجيا ميلوني من رماد تنظيم ما بعد الفاشية، التحالف الوطني (الحركة الاجتماعية الإيطالية سابقًا)، حيث تمنحه الاستطلاعات 23 بالمائة من نوايا التصويت، مقابل 4 فاصل 3 بالمائة عام 2018. على رأسه، تتمتّع جورجيا ميلوني، خمسة وأربعين عامًا، بميزة كبيرة: وهي ادارتها للحزب الوحيد الذي لم يسبق له أن مارس السلطة خلال الفترة التشريعية المنتهية، متفادية بذلك التنازلات والتسويات المختلفة التي تصاحب ممارسة السلطة.
    في موقع الرئيس المستقبلي للحكومة، تسعى جيورجيا ميلوني إلى بناء صورة المسؤولة. يتحدث البرنامج المشترك لليمين الإيطالي عن انعدام الأمن والهجرة وانخفاض الضرائب، ولكنه يتحدث أيضًا عن الارتباط بحلف الناتو ودعم أوكرانيا. وعليه اولا الفوز بالانتخابات، والاستعداد لما سيأتي بعد ذلك من خلال تفادي ذعر الأسواق المالية وانتشاره.
    ومع ذلك، فإن الأسئلة المعلقة هي أسئلة رئيسية بالنسبة لإيطاليا. المطلوب، إكمال خطة التعافي والصمود بعد الجائحة، التي يمولها الاتحاد الأوروبي، وإيطاليا هي البلد المستفيد الرئيسي منها، بمبلغ 191.5 مليار يورو، منها 69 مليار يورو من الإعانات خلال الفترة 2021-2026، تستوجب حسن التصرف فيها.
   وسيتعين على روما أن تحقق 100 هدف لتصل إلى 47.9 مليار يورو عام 2022. وقد فحص مجلس مراجعي الحسابات 31 هدفًا من أصل 45 هدفًا تم الإعلان عنها خلال الأشهر الستة الماضية، ولديه شكوك جدية بشأن الوفاء بالمواعيد النهائية.
 ان الإدارات الإيطالية تفتقر، على وجه الخصوص، إلى المهارات اللازمة لإنشاء المشاريع واستخدام الأموال. علاوة على ذلك، لا يزال التفاوت بين شمال إيطاليا وميزوجيورنو هائلا. فمناطق الجنوب، التي هي في أمسّ الحاجة إلى التمويل الأوروبي، هي الأقل قدرة على استخدامها. وسيتعين أيضًا تسوية العديد من القضايا العاجلة، منها خصخصة شركة الخطوط الجوية الإيطالية (أليطاليا سابقًا).

تحدي المسؤولية
   أخيرًا، على الرغم من دبلوماسية ماريو دراجي الهجومية بشأن الغاز مع العديد من الدول المصدرة “الجزائر وغيرها”، لا تزال إيطاليا تعتمد على الغاز الروسي، والقادة الرئيسيون للتحالف اليميني قريبين من الكرملين.
   كل هذه الرهانات الإيطالية هي بنفس القدر تحديات أوروبية. يُنقل إن يوليوس قيصر قال: “الخطر الذي نشعر به ولا نراه هو أكثر ما يزعجنا”. الإيطاليون على وشك اتخاذ خيار ديمقراطي واضح يمثل نقطة تحول سياسية كبرى لبلدهم. وسيتعين على جيورجيا ميلوني رفع التحدي المتمثل في المسؤولية والمصداقية للحكم، وإصلاح وتأكيد رسوخ شبه الجزيرة أوروبيا وأطلسيا.
 

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot
https://ejournal.unperba.ac.id/pages/uploads/sv388/ https://ejournal.unperba.ac.id/pages/uploads/ladangtoto/ https://poltekkespangkalpinang.ac.id/public/assets/scatter-hitam/ https://poltekkespangkalpinang.ac.id/public/assets/blog/sv388/ https://poltekkespangkalpinang.ac.id/public/uploads/depo-5k/ https://smpn9prob.sch.id/content/luckybet89/