محمد بن راشد: التنمية هي مفتاح الاستقرار .. والاقتصاد أهم سياسة
هل تشكّل زيارة سوليفان لإسرائيل فرصة لتغيير نهج أمريكا تجاه إيران؟
ذكرت صحيفة “هآرتس” أن المسؤولين الإسرائيليين يأملون في أن تكون زيارة مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان إلى تل أبيب هذا الأسبوع، فرصة لإعادة توجيه نهج الولايات المتحدة تجاه إيران، قبل استئناف المحادثات النووية في نهاية هذا الأسبوع.
مقابل القليل”وأشارت الصحيفة إلى أنه بعد أيام قليلة من فشل الجولة السابعة من المحادثات بين إيران والقوى العظمى في فيينا في إحراز أي تقدم، تعتبر إسرائيل سوليفان الشخص الذي يُمكن أن يغيّر الإستراتيجية الأمريكية تجاه إيران، حيث يُعتبر محبوباً ومحترماً من قبل كبار القادة الإسرائيليين».
ونقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى قوله إن “الولايات المتحدة محرجة، بعد أن فُوجئت بقرار إيران تشديد مواقفها في الجولة الأخيرة وقائمة مطالبها”، مؤكداً أن “الإدارة الأمريكية خاضت المحادثات في فيينا من دون أن يكون لديها خطة بديلة واضحة في حالة فشل المفاوضات، وإنه من السابق لأوانه معرفة كيف ستتطوّر الأمور».
الرجل القوي
وإلى جانب منصبه الرسمي والرفيع، يعتقد القادة الإسرائيليون أن سوليفان جاد وذو خبرة، وله دور مركزي ومؤثر في السياسة الخارجية لواشنطن. وقال مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى: “إنه الرجل القوي في الإدارة اليوم».
ونقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي آخر قوله: “سوليفان بارع، ويفهم المواد المتعلقة بإسرائيل من كل النواحي، ويهتم جداً باحتياجاتنا».
وذكرت الصحيفة أن اهتمام المسؤولين الإسرائيليين بسوليفان يتزايد، بما أن اسرائيل “تعتبر أن الرئيس الأمريكي جو بايدن ووزير خارجيته أنتوني بلينكن ضعيفان من الناحية الدبلوماسية، حيث يرغبان في تحويل تركيز السياسة الخارجية للولايات المتحدة عن الشرق الأوسط نحو الصين وغيرها».
تغيّر موقف روسيا وإيران
وقال مسؤولون منخرطون في المفاوضات النووية للصحيفة إن “روسيا والصين، اللتين أظهرتا نهجا أكثر اعتدالاً تجاه إيران طوال الوقت، شدّدتا الآن مواقفهما وراء الكواليس في ضوء المطالب الإيرانية الجديدة».
وقال أحد المسؤولين: “إيران، بالمواقف التي قدّمتها، دفعت روسيا والصين باتجاه الولايات المتحدة والدول الأوروبية».
ضغط اسرائيلي
وأضافت الصحيفة أنه في الأسابيع الأخيرة، ضغط وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس ووزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد، ورئيس الموساد ديفيد بارنيع، ومسؤولون إسرائيليون آخرون على نظرائهم الأمريكيين للتراجع عن المفاوضات مع إيران، وجعل العقوبات الاقتصادية على إيران أكثر صرامة، وكذلك التهديد بعملية عسكرية بعيدة المدى في محاولة لإقناع النظام في طهران بوقف برنامجه النووي.
وفي هذا الإطار، أوضحت الصحيفة أن “إسرائيل تأمل أن تكون زيارة سوليفان بمثابة إشارة محورية في السياسة الأمريكية بشأن هذه القضية، وتعتقد أن فشل محادثات فيينا يمثل فرصة للتأثير على المجتمع الدولي لتغيير نهجه”، مضيفة أنه “عندما زار روبرت مالي، المبعوث الأمريكي الخاص لإيران، إسرائيل في نوفمبر -تشرين الثاني، قبل استئناف المحادثات الإيرانية مباشرة، اختار بينيت عدم مقابلته.
وقال مسؤول مقرّب من بينيت في ذلك الوقت: “رئيس الحكومة لا يقاطع مالي، يعتقد أن العودة إلى المفاوضات ليست الخطوة الصحيحة؛ ويقود مالي هذا النهج في الإدارة الأمريكية».
مستمع جيد
ووفقاً للصحيفة، قال دينيس روس، الذي شغل منصب مبعوث السلام في الشرق الأوسط في إدارة كلينتون، إن “إسرائيل مغرمة جداً بسوليفان بسبب استعداده للاستماع إلى الجانب الإسرائيلي بذهن متفتح».
وأضاف روس: “إن سوليفان مستمع جيد للغاية، هناك شعور بأنه منح المسؤولين الإسرائيليين دائماً فرصة حقيقية للتعبير عن آرائهم، والطريقة التي سيتفاعل بها أظهرت أنه يفهم ما يقولونه. لم يكن ذلك يعني أنه يوافق دائماً بالضرورة، لكنه فهم ذلك».
وأضاف: “الإسرائيليون في المجال الأمني يريدون أن يشعروا بأنهم يحظون بمستمع حقيقي؛ ليس مهذباً ولا روتينياً بل حقيقياً. كان ينقل دائماً أنه يريد حقاً سماع ما سيقولونه».
وقال روس: “ينظر كثيرون إلى روب مالي من منظور خبرته السابقة. لقد عمل في مجموعة الأزمات الدولية، حيث كان لديه مسؤوليات التعامل مع الكثير من الجهات الفاعلة، بما في ذلك حماس. لذلك، كان هناك شعور، حتى بعيداً عن الاتفاق النووي مع إيران، أن لديه ميل دائم نحو محاولة حل الأمور بطريقة دبلوماسية، حتى عندما يعتقد الإسرائيليون أنه لا يوجد حل دبلوماسي للأمور».
الأفعال هي المهمة
وأشار روس إلى أن “الشيء الأكثر أهمية في النهاية، من الجانب الإسرائيلي، هو رؤية ما ستفعله الإدارة الأمريكية. حتى لو كان هناك تقبّل أكبر ومستوى معين من الراحة مع سوليفان، فإن ذلك يعتمد على أفعال الإدارة الأمريكية».
ورغم أن المعلومات تشير إلى أنه من المفترض أن تستأنف المحادثات في نهاية هذا الأسبوع، أو على أبعد تقدير في بداية يناير (كانون الثاني) المقبل، أشارت “هآرتس” إلى أن المسؤولين الإسرائيليين يتوقّعون الآن أن الأطراف لن تعود إلى اتفاق 2015 ، لأنه لن يكون سارياً على أي حال».
ومن المرجّح أن تتجاوز إيران العتبة التكنولوجية التي كان من المفترض أن تمنعها الاتفاقية في نهاية يناير، أو أوائل فبراير (شباط)، بينما ستتطلّب قائمة المطالب التي قدّمتها إيران مزيداً من الوقت للمناقشة.
وكان مسؤول حكومي أمريكي قال في وقت سابق، إنه “سيتعيّن اتخاذ قرارات بشأن الاتفاقية مع إيران بنهاية الربع الأول من عام 2022».
ويخشى المسؤولون الإسرائيليون من مبادرة أمريكية أثارها سوليفان بالفعل في محادثاته للترويج لاتفاق جزئي ومؤقت مع إيران، وتنص على مبدأ “القليل مقابل القليل”؛ في حين رأت “هآرتس” أن “هذه المبادرة يتم من خلالها رفع بعض العقوبات مقابــــــل اتفاقـات جزئية من جانب إيران لوقف تخصيب الأورانيوم، وتجديد الرقابة والتزام وقف بعض النشاطات والأبحاث النووية لفترة من الوقت».