رغم أن هاريس أكثر شعبية بهامش ضئيل.. إلا أنها تأتي خلف ترامب

هل تكون «غطرسة بايدن» إرثاً كارثياً بعد الانتخابات الرئاسية؟

هل تكون «غطرسة بايدن» إرثاً كارثياً بعد الانتخابات الرئاسية؟


عقب الأداء الكارثي للرئيس الأمريكي جو بايدن في المناظرة التلفزيونية الأسبوع الماضي، تحولت النبرة الوطنية من الصدمة والرعب إلى الغضب، أما بايدن نفسه، الذي اُعتبر مثيراً للشفقة، فقد نجا من أسوأ الانتقادات. وكتبت إيما بروكيز في صحيفة «غارديان» البريطانية، أنه عوض ذلك، يبدو أن الشخصين اللذين أثارا القدر الأعظم من الغضب هما زوجته جيل، التي اندفعت فجأة إلى نموذج لنانسي ريغان الجديدة، ورئيسة المحكمة العليا السابقة روث بادر غينسبيرغ. وعلى رغم فظاعة الأمور، تقول الكاتبة إن بعض الارتياح قد ساد في نهاية المطاف للقدرة على قول الجزء الهادئ بصوت عالٍ. وتقدم الكثير من الأشخاص هذا الأسبوع بمزيد من الأدلة على «هفوات» الرئيس.
وفي صحيفة «نيويورك تايمز» أعرب زعماء أوروبيون، التقوا بايدن مؤخراً في قمة مجموعة السبع بإيطاليا، عن قلقهم. وفعل الشيء نفسه أولئك الذين حضروا مناسبة في الأيام الأخيرة في البيت الأبيض. وبينما انضم المتبرعون الكبار بالأموال إلى جوقة المذعورين، فإن مساعدي بايدن نحوا جانباً الانتقادات، وبادروا إلى تقديم أمثلة حول تمتع الرئيس بـ»البصيرة وبعد النظر».

فضولي
إن مسار الدفاع هذا يبدو بلا معنى الآن. وقالت مستشارة الشؤون المحلية للرئيس نيرا تاندن: «إنه فضولي. وصاحب تركيز. ويتذكر الأشياء. إنه حاد الذهن». وكان لهذه الملاحظة تأثيراً مماثلاً لنبرة جيل بايدن، التي بدت تشبه مدرسة حضانة عقب المناظرة. خاطبت جيل زوجها المتثاقل الفكين بعد خطاب له أمام تجمع انتخابي غداة المناطرة: «أجبت على كل الأسئلة، إنك تعرف كل الحقائق». لكن ذلك لا يجعل حالة بايدن أفضل.
إذا لم يكن أي من هذا يجعل إقالة الرئيس لمصلحة مرشح ديمقراطي آخر أمراً محتملاً أو حكيماً، فهذا ليس لأسباب استراتيجية بحتة. لم يتم استبدال أي مرشح رئاسي في هذا الوقت المتأخر من السباق، وبطبيعة الحال، فإن مؤتمر الحزب الديمقراطي الشهر المقبل، ينطوي على خطر جعل الديمقراطيين يبدون أكثر تردداً مما هم عليه فعلاً.
قال الصحافي الأمريكي عزرا كلاين لمجلة «نيويوركر» الأسبوع الماضي، إنه لا توجد مؤشرات على أن بايدن «يتخذ قرارات خاطئة»، وهو يؤدي عمله بطريقة لا يؤديها الرئيس السابق دونالد ترامب. لكن إذا لم يستطع أن يوحي بالثقة، أو يتحدث بانسجام أمام الناس، فإن كفاءته في مسائل أخرى لا تشكل أهمية كبيرة.

غطرسة بايدن
وهذا ما يقودنا إلى مسألة غطرسة بايدن. هذا هو المكان الذي سيتركز فيه الغضب الحقيقي. إذا كان الرئيس محمياً، في الوقت الحالي، بالتعاطف، فسوف يتبخر إذا فاز ترامب. إن المخاطرة التي خاضها بايدن بترشحه لإعادة انتخابه، أكبر من القرار الذي اتخذه الرئيس إيمانويل ماكرون بالدعوة إلى انتخابات مبكرة في فرنسا وأسفر عن نتائج عكسية. ويعتقد على نطاق واسع أن بايدن رجل طيب، لكن أنانيته التي دفعته إلى الترشح لولاية ثانية، ستكون إرثه الوحيد إذا فاز ترامب.
إذن، السؤال الذي يطرح نفسه على مساعديه: لماذا لم يتم اكتشاف ذلك في وقت سابق؟ عليك أن تتساءل عن ظهور الرئيس السابق باراك أوباما على منصة إكس للدفاع عن بايدن، وتأييده مباشرة بعد المناظرة. من يدري ماذا كان يحدث خلف الكواليس – ربما أمضى الرئيس السابق العام الماضي، في محاولة إقناع بايدن بعدم الترشح.
 ولكن من المؤكد أن دفاع أوباما السريع عن صديقه ونائبه السابق، كان يبدو وكأنه تصرف مستوحى جزئياً من الشعور بالذنب.
وهناك كثيرون آخرون يقفون موقف أوباما، ممن يشعرون بوضوح أن الآوان قد فات ببساطة للتغيير ، ربما جزئياً للدفاع عن تقاعسهم عن العمل، ولأنه لا يوجد بديل واضح. ونائبة الرئيس كامالا هاريس، التي يفترض أن تكون أول من يتولى منصب نائب الرئيس خلفاً لبايدن، هي متحدثة سيئة لأسباب مختلفة تماماً. ووفقاً لاستطلاعات الرأي الأخيرة، على رغم أن هاريس أكثر شعبية من بايدن بهامش ضئيل، إلا أنها تأتي خلف ترامب.