هل تهاجم الصين تايوان؟ الحرب في أوكرانيا تجعل السؤال الملتهب موضوع الساعة.
    ومع ذلك، فقد ظهر هذا السؤال منذ عام 1949، عندما أجبر ماو تسي تونغ وجيشه تشيانغ كاي شيك على اللجوء إلى الجزيرة مع قواته.
    لعقود من الزمن، لم يقلق أحد كثيرًا بشأن غزو الجيش الصيني لتايوان. في ذلك الوقت، قامت الولايات المتحدة بحماية تايوان، لأن الجزيرة تشكل قاعدة عسكرية طبيعية هائلة، تقع بجوار الصين. علاوة على ذلك، أوضح الاتحاد السوفياتي أنه لا مصلحة له في دعم الغزو الصيني لتايوان.

   عام 2022، تغيّر الوضع.
على مدى عقود، كان الجيش الصيني يستعد لغزو تايوان. وكل التحديثات العسكرية، وكل الاستثمارات، وكل الأبحاث انتهت بأن أثمرت.
لم تعد الصين بحاجة إلى روسيا لغزو تايوان، ولم تعد القوة النسبية للولايات المتحدة بمثل قوّة الامس، ولم يعد النصر العسكري الأمريكي على الصين مضمونًا، خاصة إذا انضم الروس إلى الصينيين.
لكن هل الهجوم العسكري على تايوان ممكن سياسياً واقتصادياً؟ لا شيء مؤكد.

حواجز سياسية
الغالبية العظمى من سكان تايوان ضد إعادة التوحيد، إذا ظلت الصين نظامًا شموليًا. فتايوان بلد ديمقراطي.
من جهة اخرى، أرعب سحق الحركة الديمقراطية في هونغ كونغ التايوانيين. فقد تراجعت الصين، التي تعهّدت بعدم المساس بالسياسات الداخلية لهونغ كونغ حتى عام 2047، عن وعدها، وسحقت الحركة الديمقراطية في هونغ كونغ. ومع ذلك، وعدت السلطات الصينية تايوان بمعاملة تفاضلية مماثلة لتلك التي تمتعت بها هونغ كونغ حتى السنوات الأخيرة.
يحلم شي جين بينغ بغزو تايوان منذ سنوات عديدة، غير ان التحول الحالي للحرب في أوكرانيا سيدفعه للتفكير. في حال وقوع هجوم، من المرجح أن يُظهر التايوانيون مقاومة لأوكرانيا.
معوقات اقتصادية
    وفي حال حدوث غزو، يمكن للعقوبات الاقتصادية التي تفرضها الولايات المتحدة وحلفاؤها دفع الصين إلى ركود مؤلم. يعتمد اقتصاد الصين إلى حد كبير على التجارة الخارجية، من بين أشياء أخرى، بسبب طرق الحرير الجديدة.
   علاوة على ذلك، مثلما نجح غزو أوكرانيا في حشد الأوروبيين ضد روسيا، فإن غزو تايوان يمكن أن يثير تحالف دول المنطقة ضد الصين. لا ننسى أن الصين تعتدي على مناطق بحرية لكثير من الجيران وتهددهم بالجزر المحصنة.

درس
إن مشاكل روسيا في أوكرانيا مفيدة للغاية لكبار القادة الصينيين. إذا تم تجديد ولاية شي جين بينغ للمرة الثالثة في أكتوبر، فهل سيتبع مسار فلاديمير بوتين ويستمع فقط إلى المستشارين الذين يخبروه بما يريد سماعه؟ هل الجيش الصيني قوي كما ينبغي أن يكون؟
ربما تكون صراعات بوتين في أوكرانيا قد منحت تايوان بضع سنوات أخرى دون هجوم من الصين.

حاملة الطائرات الصينية
للصين حاملتا طائرات. والثالثة، التي ستستخدم أحدث التقنيات، من المقرر إطلاقها هذا العام. ومن المتوقع بناء العديد من حاملات الطائرات الأخرى في السنوات القادمة.

القوات البحرية الصينية
وفقًا للبنتاغون، تمتلك الصين أحدث وأكبر قوة بحرية في العالم، بأكثر من 355 سفينة قتالية رئيسية. وبحلول عام 2030، سيبلغ عدد الأسطول الصيني 460.

الجزر المحصنة
يوجد في الصين حوالي 20 جزيرة محصنة في جزر باراسيل وسبراتلي. هذه الجزر بعيدة جدًا عن تايوان لتكون ذات جدوى في حال نشوب صراع مع تايوان، لكنها تساهم في إثارة قلق جيران الصين.

ترجمة خيرة الشيباني