رئيس الدولة ونائباه يهنئون ملك البحرين بذكرى اليوم الوطني لبلاده
هل هددت واشنطن بالإطاحة بحكومة عمران خان؟
عن العلاقات الباكستانية الأمريكية وإسقاط حكومة عمران خان، كتب السفير الباكستاني السابق توكير حسين في "ناشونال إنترست" الأمريكية أن اتهامات خان لواشنطن بالتآمر للإطاحة به، لا يمكن اعتبارها حقائق، لأنها غير معروفة بالكامل.
ويقول الكاتب: "علينا الاعتماد على دلائل ظرفية، وتسريبات وسائل الإعلام والتكهنات. وربما إلقاء نظرة تاريخية على العلاقات الأمريكية الباكستانية-وتحديداً، كيف تغلغلت واشنطن في السياسات الباكستانية سواء بفرض نفسها أو بدعوتها لذلك". ويلفت السفير السابق إلى أن العلاقات بين الولايات المتحدة وباكستان خدمت على نحوٍ ما، المصالح الحيوية للبلدين في العقود الستة الماضية. وخلال هذه الفترة، كانت هناك ثلاث مراحل أساسية، أملتها حاجة واشنطن إلى تعاون مع باكستان لضمان مصالحها الأمنية والاستراتيجية على المدى القصير، وحاجة باكستان على المدى البعيد إلى واشنطن راعياً اقتصادياً واستراتيجياً.
وعلى كل حال، فإن الحاجة الأمريكية لباكستان، غير ملحة إلى درجة اللجوء إلى خطوة مثل تغيير النظام. ببساطة، إن الولايات المتحدة لا تحتاج إلى ذلك، وحتى لو فعلت، فإنها لم تكن لتنجح لأن لباكستان ديناميكياتها السياسية التي تمكنها من مواجهة الضغط الخارجي إذا أرادت. وأضاف "باكستان تستسلم للضغوط فقط عندما يتعلق الأمر ببقاء النظام أو عند تعرضه للخطر. ورغم كل الأخطاء، فإن العملية الدستورية والديموقرطية في باكستان لا تزال تعمل. إن قوة النظام الباكستاني برزت أخيراً في قرار المحكمة العليا إلغاء قرار الرئيس الباكستاني بحل الجمعية الوطنية وفي التطورات التي تلت ذلك بالتغيير السلمي للحكوحة. إن باكستان ليست جمهورية موز، ولديها مرونة".
تآمرت عليه
وزعم عمران خان أن الولايات المتحدة تآمرت عليه مع المعارضة بحجب الثقة عن حكومته. وفي دليل على ذلك، ادعى خان أن مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون جنوب ووسط آسيا دونالد لو، هدد بتغيير النظام في باكستان في اجتماع مع السفير الباكستاني بواشنطن في 7 مارس (آذار). لكن خان لم يقدم دليلاً على مثل هذا التهديد. وفي الواقع ربما عبر خان صراحة عن استياء واشنطن من السياسة الخارجية لباكستان، خاصة الخطاب السياسي لرئيس الوزراء السابق.
لكن أنصار خان يضخمون المسألة ويصورونها على أنها عقاب بسبب سياسته الخارجية "المستقلة"، رغم أن الأمر ليس كذلك. وتساءل الكاتب "ألا تعتمد الهند سياسة خارجية مستقلة وعلاقات ممتازة مع واشنطن أيضاً؟"، مشيراً إلى أن واشنطن تعتبر أنها غير مسرورة من الهند على غرار باكستان، بسبب دعمها لروسيا، وإذا تعرضت إسلام آباد لضغط أكبر، فبسبب التوقيت السيئ لزيارة خان لموسكو في اليوم الذي هاجمت فيه الروسية أوكرانيا في 24 فبراير (شباط) الماضي، ولم تكن الزيارة وحدها فقط الباعث على التوتر. إذ أن العلاقات الأمريكية مع خان كانت تغلي منذ وصول إدارة جو بايدن إلى البيت الأبيض.
التدخل الأقصى
وربما أبلغ الديبلوماسيون الأمريكيون في إسلام آباد المعارضة باستيائهم من خان، آملين إضعاف دعمه السياسي. وإذا صح ذلك، فإنه "التدخل" الأقصى الذي ذهبت إليه واشنطن. وهذا ليس أمراً جديداً، باعتبار أن أمريكا جزءٌ من السياسات الباكستانية منذ عقود. وفي الإجمال، كان على خان إذا وجد أن محادثة ديبلوماسية خاصة تنطوي على تهديد ضمني، أن يسارع إلى تواصل أقوى مع واشنطن، لكنه أخطأ بإعلان مؤامرة لإسقاطه، دون أن يملك دليلاً.