ردّ على خطاب الرئيس سعيد

هل هي المواجهة بين اتحاد الشغل والسلطة التنفيذية؟

هل هي المواجهة بين اتحاد الشغل والسلطة التنفيذية؟

-- الطبوبي: «الصف الثالث للاتحاد، هو الخيار الوطني الحقيقي»

   في كلمته خلال أشغال المؤتمر الـ 27 للاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس، قال نور الدين الطبوبي الأمين العام للمنظمة الشغيلة ‘’إن من يريد أن يحكم البلاد عليه أولا وقبل كل شيء أن يقرأ جيدا تاريخ البلاد وتاريخ الاتحاد العام التونسي للشغل’’، متابعا: “تاريخ العمل النقابي للاتحاد مشرف يدافع عن العباد والبلاد وعن القضايا الوطنية والإنسانية العادلة».   وأضاف ‘’الاتحاد يقود الصفوف ونحن من ملاّك ولسنا مستأجرين في هذه البلاد ولن نخشى لومة لائم وإذا كان البحر هائجا اليوم فلن نفرط في “المركب” لأنه مركب نجاة تونس المحصن».   وأوضح الطبوبي أن السهام التي تم توجيهها الى الاتحاد لم تكن في محلّها وهو كأمين عام للمنظمة الشغيلة لن يتركها تمر هكذا، وفق تعبيره.

«الخيار الوطني الحقيقي»
   وأكد الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل، أن “الصف الثالث للاتحاد”، في إشارة إلى مضمون خطاب الرئيس قيس سعيد الاثنين، “هو الخيار الوطني الحقيقي، ولا أحد مهما كان حجمه وموقعه، قادر على تحديد مواقف ومربع الاتحاد العام التونسي للشغل، باستثناء مؤسساته وهياكله».
   وأضاف في تصريح اعلامي، أن الهيئة الادارية الوطنية التي ستعقد الأسبوع القادم للإعداد للمؤتمر الوطني 25 للاتحاد، الذي سينتظم خلال شهر فبراير القادم بمدينة صفاقس، والنظر في بعض المسائل المؤسساتية الداخلية للاتحاد، سوف تخصص جانبا من أعمالها لتقييم خطاب سعيد الذي وتوجهاته، وإصدار موقف موحد لمؤسسات الاتحاد وهياكله من هذا الخطاب».

   واعتبر الطبوبي، أن “الوطن يمر بمنعرجات ومنعطفات خطيرة جدا”، وأن الاتحاد، باعتباره، حسب قوله، “البوصلة الحقيقية للوطنية، ولا يصطف إلا وراء الخيارات الوطنية والدولة المدنية، مدعو إلى التحلي بالهدوء والحنكة وروح المسؤولية أكثر من أي وقت مضى، مهما ما يحاك ضده من مؤامرات وهجمات في غير محلها».

   وتابع يقول “نحن نحترم المقامات ومؤسسات الدولة، ولكن بصفتي أمين عام المنظمة الشغيلة، كنت أنتظر من خطاب الرئيس، باعتباره رئيس السلطة التنفيذية، وصاحب أمانة انتخب لأجلها لتوحيد التونسيين، رؤية واضحة للخيارات الاجتماعية والاقتصادية والمفاوضات الاجتماعية”، مؤكدا أن “الاتحاد ليس مستعدا للتنازل عن المفاوضات الاجتماعية ومصداقيتها».

   وكشف الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل، أن الحكومة طلبت من الاتحاد الموافقة على برنامج اقتصادي يشمل التخفيض بنسبة 10 بالمائة في أجور الوظيفة العمومية.
   وأضاف الطبوبي، ان هذا البرنامج الاقتصادي، الذي قدمته الحكومة خلال اجتماع مع اتحاد الشغل السبت الماضي، يقضي كذلك بتجميد الاجور لخمس سنوات قادمة ورفع الدعم عن المواد الأساسية والتفويت في عدد من مؤسسات القطاع العام.
   ودعا الطبوبي إلى مصارحة الشعب بحقيقة الأوضاع الاقتصادية الصعبة والكشف عن الاشكاليات التي تعيشها البلاد أمام الرأي العام، عوض عن طرحها فقط في “المكاتب المغلقة”، حسب تعبيره.

أي اصطفاف؟
   وتواصلت ردود الفعل النقابية على ما جاء في خطاب قيس سعيد، حيث نشر الامين العام المساعد لاتحاد الشغل سامي الطاهري تدوينة على حسابه الرسمي فسبوك، أمس الأربعاء، توجه بها إلى الرئيس قيس سعيد بخصوص خطابه الأخير، متسائلا عن أي اصطفاف يتحدث؟ ومع من؟ داعيا سعيد الى توضيح ما جاء في خطابه بخصوص اصطفاف المنظمة.

   وبيّن الطاهري في التدوينة أنه إذا كان يعني النهضة وتوابعها فهو لم يكتو بتحاملها وتشويهها وإشاعاتها واعتداءاتها وتآمرها وحصارها وتهديداتها لحياة الكثيرين وهتكها للأعراض وانتهاكها للذّوات والمؤسّسات والتنظيمات، ولم يعش حملات ذبابها وعصاباتها الالكترونية وسعيها الدّائب لمحو التاريخ وتشويه السمعة، ولم يتعرّض لذلك لا هو ولا أي جهة كما تعرّض الاتحاد العام التونسي للشغل ومناضليه وفق نص التدوينة.    وأشار الطاهري إلى أنه لم يتصدّ أحد إلى جموح النهضة ونهمها في السلطة ومعاداتها “الفطرية “ للتونسيات والتونسيين وسعيها الحثيث للثّأر منهم والتنكيل بهم مثلما تصدّى الاتحاد.

  وختم الطاهري قائلا: “لذا لا يزايدنّ علينا أحد في مسألة الاصطفاف في هذه البؤرة الموبوءة ولن يكون هناك أيّ اصطفاف في أيّ بؤرة واهمة أخرى».
  وكان الطاهري قد اعتبر في تدوينة سابقة أن خطاب قيس سعيّد الأخير، انقسم إلى قسمين موضحا أن “القسم الأول هو تبرير لما سيأتي وفيه نقد للحقبة السابقة وتحميل للمسؤولية مفيدا أن في خطابه رغبة للإساءة إلى الخصوم وتصعيد لهجة الشتيمة والتخوين ونزع الإنسانية والصواريخ».

  وكتب الطاهري “في رأيي الخطاب العدائي وإن كان يشنّج الوضع العام فإنه لا يربك الاتحاد لأن الذي ييأس من تجنيد الاتحاد ليصطف معه أكيد أنه سيتشنج ضده وهذا متوقع. أما حكاية الاصطفاف فمغالطة تمرر لمن لا يدرك تاريخ الاتحاد والبلاد، وتعبّر بطريقة غير مباشرة عن رغبة جامحة في رؤية الاتحاد مصطفا وراءه وهو ما لن يقع معه ومع غيره فقرارنا مستقل ومواقفنا مستقلّة وتصعيد اللهجة ليس إلا تبريرا للجزء الثاني من الخطاب الذي تعلق بالقرارات».

رد حكومي
   وفي أول رد فعل حكومي على مواقف المركزية النقابية، وفي تكذيب غير مباشر لما جاء في خطاب الطبوبي في علاقة بالإجراءات المقترحة من قبل الحكومة، نشر وزير الشؤون الاجتماعية مالك الزاهي تدوينة على صفحته فيسبوك للتعليق على تصريحات الأمين العام لاتحاد الشغل نور الدين الطبوبي.
   وكتب الوزير “على خلاف ما يتم ترويجه وبثه لإدخال مناخ من الارتباك على الوضع العام للبلاد، نؤكد أن من يهتم لقوت الشعب وكرامته لن ينخرط أبدا في سياســة تجويعه مهما كان الثمن».    وأضاف الزاهي “محاولات تجاوز حجم الخراب الذي خلفته عقود من الفساد متواصلة بالعمل والثقة في الحلم الوطني».