نافذة مشرعة

هل هي حقا حرب باردة...؟

هل هي حقا حرب باردة...؟


تعبير يروج منذ فترة: نحن على وشك الدخول في حرب باردة جديدة. نجومها، الولايات المتحدة والصين، يتصارعان من أجل تقسيم جديد للعالم، وسيتعين على الجميع اختيار معسكره في هذا النزاع.
لكن هذا التعبير مضلل، ويستند إلى تشابه تاريخي مشكوك فيه. كانت الحرب الباردة، كما نعلم، بين الولايات المتحدة واتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية، أو لوضعها في مدار أوسع، بين الكتلة الديمقراطية والكتلة الشيوعية.
وقد وضعت في تعارض دولتين “ثوريتين” تطمح كل منهما الى فرض نموذجها الاجتماعي على العالم. وكان هذا التعارض، بشكل ما، داخل الحضارة الغربية، رغم أنه انتشر في جميع أنحاء العالم.

الولايات المتحدة
وهكذا كانت الحرب الباردة تنتشر في جميع القارات، حتى وان قسمت أوروبا في البداية. وكان سقوط جدار برلين رمزا لنهاية هذا العصر. ومثلت نهاية تقسيم أوروبا نهاية الحرب الباردة، حيث أراد البعض رؤية حرب عالمية ثالثة لا تقول اسمها.
إن العالم الذي يتشكل هو بلا شك عالم صراع، لكنه لا يخضع حقًا لهذا التصوّر.
الصراع الناشئ سيكون متعدد الأقطاب، كما يقولون. إنه لا يطرح طموحين عالميين، بل كتل حضارية كبيرة في صراع كلاسيكي على القوة، حيث ينوي كلّ الهيمنة، علما أنه لا أحد فيهم سيلعب دور القوة المفرطة.
كلّ يزعم أنه يملك منطقة نفوذه الطبيعية، لكنه يدرك أنه لم يعد لديه الوسائل لفرض إرادته. ومن الممكن أن تكون هذه العودة إلى الصراع، عودة إلى الحياة الطبيعية في بعض النواحي. ان روح الوفاق ليست هي التي تهيمن على تاريخ البشرية، وانما منحى الصراع. وسنضيف أن هذا العالم المتضارب سيتكون من لاعبين رئيسيين آخرين، من بينهم روسيا وأمريكا الجنوبية والعالم الإسلامي.
ونحن لا نعرف حقيقة ما سيحدث لأوروبا في هذه اللعبة. هل ستتركها الولايات المتحدة في المدار لفترة طويلة أم أنها ستجد طريقة لإسماع صوتها وتعزيز مصالحها الخاصة؟
علاوة على ذلك، فإن العالم الغربي نفسه منقسم بشكل وثيق بين رؤيتين لذاته.
من ناحية، نجد أولئك الذين، باسم العولمة والليبرالية الجديدة والعالمية، ينوون إنشاء حضارة كونية.

الصين
ومن ناحية أخرى، هناك من يريدون إحياء السيادة والهويات الوطنية، ويُتّهمون عمومًا بـ “الشعبويّة” أو حتى بمغازلة اليمين المتطرف.
تتعارض هاتان المدرستان الفكريتان بشكل أو بآخر في كل بلد، ومن غير الواضح كيف يمكن إيجاد أرضية مشتركة.
وربما يكون هذا، من وجهة النظر هذه، هي الحرب الباردة الجديدة الحقيقية التي تقسّم العالم الغربي. إنها تضع العولمة في مواجهة أصحاب السيادة، والكوسموبوليتيين ضد القوميين... وهذا الاشتباك ليس سطحيا.



 

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot