هل يؤثر يوم الولادة على شخصية الطفل؟

هل يؤثر يوم الولادة على شخصية الطفل؟


كشفت  دراسة جديدة من جامعة يورك أن يوم ولادة الطفل لا يؤثر على شخصيته، بعكس ما تقترحه القافية الشعبية الشهيرة "طفل يوم الاثنين" التي تعود للقرن التاسع عشر. هذه القافية التقليدية، التي نُشرت لأول مرة عام 1836، تنسب صفات شخصية للأطفال بناءً على يوم ولادتهم، فعلى سبيل المثال، طفل الاثنين "جميل الوجه"، في حين أن طفل الأربعاء "مليء بالهمّ".
وحلّل الباحثون بيانات لأكثر من 2000 طفل، بما في ذلك توائم، وتم تتبع نموهم من سن 5 إلى 18 عاماً. تم تقييم سمات مثل الجاذبية والسلوك الاجتماعي والأخلاقيات المهنية لمعرفة ما إذا كانت تتماشى مع توقعات القافية. على سبيل المثال، تم تقييم "جميل الوجه" بناءً على تقييمات مستقلة للجاذبية، في حين ارتبطت صفة "محب ومعطاء" بالسلوك الاجتماعي الإيجابي. وأظهرت الدراسة عدم وجود دليل علمي يدعم وجود علاقة بين يوم  الولادة وسمات مثل الشخصية أو المظهر أو النجاح المستقبلي. فالأطفال المولودون يوم الأربعاء ليسوا أكثر عرضة لـ "الهمّ" من أولئك المولودين في أي يوم آخر. وبدلاً من ذلك، وُجد أن العوامل مثل الوضع الاجتماعي والاقتصادي للأسرة، وجنس الطفل، ووزنه عند الولادة هي المؤثرات الحقيقية في نمو الطفل. وأكدت البروفيسورة صوفي فون ستوم، المؤلفة الرئيسة للدراسة، أن هذه القافية ليست سوى تسلية بريئة، ولا تعكس نتائج حقيقية في نمو الأطفال. ومع ذلك، أشار الباحثون إلى أن الإيمان بالقافية قد يؤثر بشكل غير مباشر على سلوك الآباء، مثل دفع طفل الخميس "الذي "أمامه طريق طويل"" نحو طموحات أكبر، أو تفسير حزن طفل الأربعاء كدليل على "الهمّ". ورغم أن الدراسة كانت شاملة، إلا أنها لم تستطع التأكد مما إذا كان وعي العائلات بالقافية يؤثر على أساليب التربية، وهو ما قد يؤثر على النتائج. في النهاية، خلص الباحثون إلى أن القوافي مثل طفل يوم الاثنين هي تراث ثقافي ممتع لا يُشكل مصير الأطفال، لكنها تدعم تنمية اللغة والقراءة بفضل بنيتها الإيقاعية والمفردات الغنية التي تحتويها.