محمد بن راشد: التنمية هي مفتاح الاستقرار .. والاقتصاد أهم سياسة
هل يُقيل ترامب مديرة الاستخبارات بسبب موقفها من إيران؟
قالت صحيفة «بوليتيكو» إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عبّر عن انزعاجه من مديرة الاستخبارات الوطنية تولسي غابارد، بعد أن نشرت مقطع فيديو وصفته مصادر مطلعة داخل الإدارة بأنه محاولة «جريئة» لتغيير توجه الرئيس ومنعه من الانخراط في الحملة العسكرية الإسرائيلية ضد إيران.
وأفادت الصحيفة أن غابارد نشرت في تمام الساعة 5:30 صباحاً من يوم 10 يونيو (حزيران)، تسجيلاً مصوراً مدته ثلاث دقائق عبر حسابها على منصة «إكس»، حذّرت فيه من أن «النخب السياسية وصناع الحروب يشعلون التوترات بين القوى النووية بطريقة متهورة»، وأضافت: «العالم بات على شفا إبادة نووية». واعتُبر هذا الفيديو بمثابة تحذير مبطّن لترامب بعد سلسلة اجتماعات عقدها مع مسؤولين إسرائيليين مقربين، حثوه فيها على دعم الضربات التي تشنها إسرائيل ضد إيران.
وقالت بوليتيكو إن ترامب شاهد الفيديو غير المصرّح به وأبدى غضباً شديداً في أحاديث خاصة مع مساعديه في البيت الأبيض، مشتكياً من أن غابارد خرجت عن الرسالة الرسمية للإدارة وتحدثت في قضايا استراتيجية حساسة دون تفويض. ونقلت الصحيفة عن ثلاثة مصادر، اثنان منهم داخل الإدارة، أن ترامب اعتبر الفيديو محاولة من غابارد «لتصحيح موقف الإدارة»، وهو ما لم يعجبه. ونقلت الصحيفة عن مسؤول رفيع بالإدارة قوله إن «الرئيس لا يكره تولسي كشخص، لكنه لم يكن راضياً عن الفيديو، وهو لا يحب أن يخرج أحد عن الرسالة أو أن يبدو وكأنه يصحح مساره»، مضيفاً أن كثيرين داخل البيت الأبيض رأوا الفيديو على أنه نقد غير مباشر لسياسة الإدارة تجاه إيران.
وبحسب بوليتيكو، فإن هذه الحادثة غير المعلنة من قبل، تعكس الهوة المتسعة بين ترامب، الذي يبدو على وشك الانضمام عسكرياً إلى إسرائيل، وبين رئيسة الاستخبارات التي طالما عارضت التورط الأمريكي في حروب جديدة. ورغم أن غابارد كانت من أبرز داعمي ترامب خلال حملته الانتخابية، وتحدثت عن إنهاء الحروب الخارجية منذ اليوم الأول، فإنها تبدو اليوم في خلاف واضح مع الرئيس حول الطريقة التي يجب التعامل بها مع إيران.
وأشارت الصحيفة إلى أن التوتر بلغ ذروته عندما سُئل ترامب، يوم الثلاثاء، على متن الطائرة الرئاسية «إير فورس وان»، عن تصريح سابق لغابارد أمام الكونغرس قالت فيه إن إيران لا تسعى لتطوير سلاح نووي، فأجاب: «لا يهمني ما قالته، أعتقد أنهم كانوا قريبين جداً من امتلاك السلاح».
كما لفتت بوليتيكو إلى أن ترامب، الذي أشاد سابقاً بغابارد وعيّنها في منصبها لتُظهر تنوعاً فكرياً داخل تحالف «لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى»، أصبح أخيراً يفكر بجدية في إلغاء مكتبها بالكامل أو دمج مهامه داخل وكالة الاستخبارات المركزية (CIA)، وهو احتمال تمت مناقشته عدة مرات داخل البيت الأبيض، رغم أن مصيرها لم يُحسم بعد.
وقالت الصحيفة إن تغريدة غابارد التحذيرية بشأن «إبادة نووية»، والتي استندت فيها إلى زيارتها الأخيرة لموقع القصف الذري في هيروشيما، سرّعت من تلك النقاشات. فقد تحدثت في الفيديو عن «أسلحة قادرة على تبخير مدن بأكملها»، وهو ما اعتُبر ضمن الإدارة تجاوزاً للخطاب الرسمي.
ورغم التوتر الظاهر، نفت غابارد في تصريحات للصحفيين وجود خلافات مع الرئيس، وقالت إنها «على الموجة نفسها» مع ترامب بشأن إيران. ونقلت الصحيفة عن شخص مقرّب منها قوله إن غابارد لم تحاول التأثير على قرارات ترامب، ولم تسمح لآرائها الشخصية بالتدخل في طبيعة عملها كمستشارة استخباراتية. وأكد المصدر أن غابارد حضرت اجتماعاً مهماً في «غرفة العمليات» بالبيت الأبيض مع الرئيس ومسؤولين آخرين، وتم تأجيل موعد الاجتماع خصيصاً لتتمكن من حضوره.
وفي تعقيب رسمي، قال المتحدث باسم البيت الأبيض ستيفن تشيونغ إن «الرئيس يثق تماماً بفريقه الأمني الممتاز»، مضيفاً أن «محاولات الإعلام التقليدي لإثارة الانقسام داخل الإدارة مجرد تشويش لن يُجدي نفعاً».
كما دافع نائب الرئيس جي دي فانس عن غابارد في بيان أرسله للصحيفة دون أن يُطلب منه ذلك، قائلاً إن «تولسي غابارد محاربة وقديرة، وطنية مخلصة، وداعمة وفية للرئيس ترامب، وهي عنصر أساسي في التحالف الذي بناه عام 2024».