رئيس الدولة ونائباه يعزون خادم الحرمين بوفاة الأميرة جواهر بنت بندر بن محمد
لولا غزو روسيا لأوكرانيا لما تقدمت فنلندا ولا السويد على الأرجح
واشنطن سترحب بأذرع مفتوحة.. هل تنضم أيرلندا إلى ناتو؟
رأى المستشار البارز لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية دوف زاخيم أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اجترح العجائب لحلف شمال الأطلسي، معتبراً أنه وحد الحلف بطريقة لم يسبق لها مثيل منذ الحرب الباردة. إذا تقدمت دبلن للحصول على عضوية ناتو فإن الأمريكيين بشكل عام ومجلس الشيوخ، الذي سيصوت على الانضمام بشكل خاص، سيرحبون بها بأذرع مفتوحة.
وعلاوة على ذلك، ولولا غزوه لأوكرانيا لما تقدمت فنلندا ولا السويد على الأرجح بطلب للانضمام إلى ناتو. أصبحت فنلندا عضواً فيه، وقد تنضم السويد الآن بعد إعادة انتخاب رجب طيب أردوغان رئيساً لتركيا. يقول زاخيم في موقع “ذا هيل” الأمريكي إن أردوغان لم يعد في حاجة إلى اللعب على النزعات المعادية للأكراد لدى القوميين المتطرفين في بلاده والذين دعمه زعيم حزبهم خلال الجولة الثانية من الانتخابات. ويتكهن بعض المسؤولين في ناتو بأن أردوغان سيعكس مساره ضد السويد في وقت يناسب قمة الحلف في فيلنيوس.
قد يكون في هذا تفاؤل كبير، لكن انضمام ستوكهولم في وقت ما خلال هذا الصيف هو أكثر من محتمل. مع ذلك، من المحتمل أن هدايا بوتين إلى ناتو قد انتهت.
تطور ملحوظ
تناقش أيرلندا إذا كانت ستنضم إلى الحلف، في تطور ملحوظ في بلد دافع بشدة عن حياده في الحرب ضد ألمانيا النازية. لكن دبلن لم تعد تشعر بأن الحياد المطلق، سياسة قابلة للتطبيق، حسب الكاتب، فهي قلقة من قطع روسيا في مرحلة ما الكابلات العابرة للأطلسي، والتي تعتبر بالغة الأهمية لأنظمة معلوماتها واقتصادها. عبر عن هذا الخوف مراراً القادة العسكريون البريطانيون، ولا سيما حين أكد رئيس أركان الدفاع البريطاني الأميرال توني راداكين قبل الغزو الروسي لأوكرانيا بقليل أن البرنامج الروسي تحت الماء، يمكن أن “يعرض للخطر وربما يستغل” الكابلات البحرية التي توفر نظام المعلومات للعالم.
مواجهة..روسيا تتراجع
في الواقع، واجهت أيرلندا روسيا في الماضي القريب جداً. في منتصف يناير -كانون الثاني 2022، أعلنت موسكو أن أسطولها الشمالي سيجري في تدريباً كبيراً على بعد نحو 150 ميلاً من الساحل الأيرلندي. بالنظر إلى توقيت التدريبات قبل أسابيع فقط من الغزو الروسي لأوكرانيا، بدا أنه هدفها إخافة بريطانيا حتى لا تتخذ لندن موقفاً قوياً ضد الحملة العسكرية الروسية الوشيكة.
أضاف زاخيم أن الإعلان الروسي أثار قلق الحكومة الأيرلندية التي سعت وفشلت في إقناع موسكو بوقف التدريب. لكن صيادين من مقاطعة كورك أخذوا الأمور على عاتقهم، وأعلنوا أن قواربهم ستحافظ على عمل مستمر في محيط التدريب، وبالتالي تدخلوا في أنشطة الأسطول الروسي. بعد أيام قليلة من إعلان الصيادين خطتهم، تراجعت موسكو عن التدريب ونقلته إلى مكان آخر.
موقفان
أوضح رئيس وزراء أيرلندا ليو فارادكار في الأيام الماضية أن عضوية ناتو ليست مطروحة على الطاولة. كان هذا موقف السويد، وفنلندا قبل طلب العضوية. مع ذلك، حتى لو لم تكن أيرلندا على وشك التقدم للحصول على المقعد، فإنها أشارت بشكل لا لبس فيه إلى أنها ترغب في أن تصبح لاعباً أكثر نشاطاً في جهود أوروبا لمقاومة العدوان الروسي.
إن عضوية أيرلندا في الاتحاد الأوروبي تلزمها بموجب البند السابع من المادة 42 لمعاهدة الاتحاد بمساعدة أي دولة عضو تتعرض لأي هجوم. بالإضافة إلى ذلك، فإن أيرلندا عضو في شراكة ناتو من أجل السلام.
تصريح لافت
رغم أن معظم أنشطتها شريكاً في ناتو ركزت حتى الآن على حفظ السلام، عملت أيرلندا أيضاً تحت عباءة الشراكة من أجل السلام بشكل وثيق مع ناتو في التدريب على مكافحة العبوات الناسفة، وانضمت إلى مركز التميز للدفاع التعاوني السيبيراني لحلف ناتو، في إستونيا.
وبالنظر إلى قلقها على الكابلات البحرية الأطلسية، من المرجح أن تشارك أيرلندا في خلية تنسيق البنية التحتية الحرجة تحت سطح البحر التي أنشأها حلف ناتو أخيراً في بروكسل.
في الواقع، تابع زاخيم، أعلن رئيس الوزراء فارادكار منذ فترة قصيرة أنه سيولي “اعتباراً عميقاً” لأي جهد من الاتحاد الأوروبي أو ناتو لحماية الكابلات البحرية، قائلاً: “بالنظر إلى أننا دولة جزيرة، بحارنا أكبر بسبعة أضعاف من مساحة أرضنا، وعبر تلك البحار الكثير من البنية التحتية المهمة حقاً، كابلات الاتصالات التي تربط أيرلندا بالعالم، وأوروبا، بأمريكا الشمالية وأيضاً، على سبيل المثال، خط ربط الغاز مع المملكة المتحدة، وخطوط ربط الكهرباء مع المملكة المتحدة وواحد جديد مع فرنسا في الوقت نفسه».
أذرع مفتوحة
ومع ذلك، توفر الشراكة من أجل السلام مجالاً أكبر لدبلن لتوطد علاقتها مع ناتو والولايات المتحدة على وجه الخصوص، كما فعلت فنلندا والسويد على مدار العقد الماضي. من المؤكد أن أي جهد أيرلندي لتعزيز علاقاتها العسكرية مع أمريكا سيكون موضع ترحيب في واشنطن، وليس فقط لأن الرئيس جو بايدن، من أصل أيرلندي.
حسب زاخيم، ينقسم الرأي العام الأيرلندي حالياً بشكل متساو تقريباً على الانضمام إلى ناتو. ومع ذلك، وعلى ضوء التحول المفاجئ في الدعم العام السويدي والفنلندي لعضوية ناتو، قد تبدأ شريحة أكبر من الأيرلنديين أيضاً الضغط للانضمام إلى الحلف خاصـــــــةً إذا استمرت روسيا في متابعـــــــة حملتها في أوكرانيا.
وإذا تقدمت دبلن للحصول على عضوية ناتو فإن الأمريكيين بشكل عام ومجلس الشيوخ، الذي سيصوت على الانضمام بشكل خاص، سيرحبون بها بأذرع مفتوحة.