وول ستريت جورنال: رجل بوتين القوي في الكرملين أمر باغتيال زعيم فاغنر

وول ستريت جورنال: رجل بوتين القوي في الكرملين أمر باغتيال زعيم فاغنر

قال تقرير في صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، إن اغتيال قائد مجموعة فاغنر العسكرية، يفغيني بريغوجين، كان بموافقة من سكرتير مجلس الأمن الروسي، الجاسوس السابق وأقدم حليف للزعيم الروسي فلاديمير بوتين، نيكولاي باتروشيف.
 
نيكولاي باتروشيف، هو الحليف الرئيسي للزعيم الروسي منذ عقود، وكان وراء اغتيال زعيم فاغنر
ووفقاً للصحيفة، أشار مسؤولون في استخبارات غربية وضابط استخبارات روسي سابق، إلى أن مقتل بريغوجين في 23 أغسطس (آب) الماضي، بعد تحطم طائرته في سانت بطرسبرغ، استغرق تخطيطاً قرابة شهرين.
ونفى الكرملين تورطه في مقتل بريغوجين، وتحدث بوتين عن تحطم الطائرة، بقنبلة يدوية انفجرت على متنها.
وحسب التقرير، وضعت القنبلة التفتيش الأمني ​​للطائرة التي كانت ستقل زعيم فاغنر إلى إفريقيا، لكنها فقدت ارتفاعها بعد حوالي نصف ساعة، وتحطمت على الأرض قرب قرية روسية.
 
وبعد ساعات من التحطم سأل أحد الأوروبيين المشاركين في جمع المعلومات الاستخبارية، والذي حافظ على قناة اتصال مع الكرملين، أحد المسؤولين هناك عما حدث، فرد عليه دون تردد قائلاً: «كان لا بد من إقالته والتخلص منه».
ويُذكر أن باتروشيف حذر بوتين طويلاً، من الاعتماد على فاغنر في أوكرانيا، حتى لا يحصل بريغوجين على النفوذ السياسي والعسكري، الذي كان يهدد الكرملين بشكل متزايد.
وبفضل عشرات آلاف المقاتلين والعوائد المادية المربحة في إفريقيا، تمكن بريغوجين من إدارة إمبراطورية بمليارات الدولارات في الخارج. ولكن بعد عودته إلى روسيا وإلى الجبهات في أوكرانيا، ثم مواجهاته العلنية مع كبار ضباط الجيش، بسبب الأسلحة والإمدادات، وضعته على مسار تصادمي مع الكرملين.
وبعد تحول الأمر إلى تمرد صريح في أواخر يونيو (حزيران) الماضي، ضد القادة العسكريين الروس، مع مسيرة مسلحة إلى موسكو لمقاتلي ودبابات فاغنر، تدخل باتروشيف لدرء التحدي الأكبر لحكم بوتين الذي دام أكثر من عقدين، ورأى فرصة للقضاء على بريغوجين إلى الأبد. 
 
وفي مقابلات مع وكالات استخبارات غربية، ومسؤولين أمنيين، أمريكيين وروس سابقين، ومسؤولين سابقين في الكرملين، كشفت الصحيفة تفاصيل جديدة عن تمرد ومقتل أقوى أمراء الحرب في روسيا، ودور  باتروشيف المجهول ف في إعادة تأكيد سلطة بوتين على روسيا.
وقالت الصحيفة إن الرجل طيلة حكم بوتين، عمل على توسيع نطاق الأجهزة الأمنية الروسية، وأرهب أعداء روسيا بالاغتيالات في الداخل والخارج، وفي الآونة الأخيرة، تزايد نفوذه، بعد دعم غزو أوكرانيا، وتعيين ابنه ديمتري، المصرفي السابق، وزيراً للزراعة، ويصفه البعض بخليفة محتمل لبوتين. 
 
ووصفه زملاؤه السابقون، ببيروقراطي رصين، مثل بوتين، يرفض وسائل الإعلام، ويعتمد على قراءات يومية عن العالم من أجهزة الأمن الروسية.
ومثل بوتين، انضم  الرجل إلى أجهزة التجسس في السبعينيات،  حتى انهيار الاتحاد السوفياتي، عندما توافد ضباط آخرون على وظائف أكثر ربحية في القطاع الخاص الناشئ في روسيا. 
 
وفي صور له مع بوتين، يظهر باتروشيف شخصية في الخلفية، لا يمكن ملاحظتها في الغالب، ببدلة داكنة غير ملحوظة.
وقال مسؤولون سابقون في الكرملين، إنه يسافر يومياً في سيارة ليموزين روسية الصنع من طراز «أوروس» إلى مكتبه البسيط في مجمع الإدارة الرئاسية، على بعد خطوات من الكرملين، مشيرين إلى أن مكالماته الهاتفية عادة ما تكون مشفرة. وانخرط باتروشيف في التجسس في سن مبكرة في لينينغراد السوفيتية، سانت بطرسبرغ، ثم جنده «كي جي بي» بعد حصوله على شهادة في الهندسة، والتحق بأكاديمية جهاز التجسس في مينسك.
 
وسرعان ما عمل في مكافحة التجسس وضابطاً مسؤول عن الأمن في المنطقة المتاخمة لفنلندا، ومع بوتين، عانى من انهيار الاتحاد السوفييتي، وانحدار الأجهزة الأمنية، بينما حاولت حكومة الرئيس بوريس يلتسين إدخال إصلاحات اقتصادية على النمط الغربي. وعندما عين يلتسين بوتين في 1999 رئيساً للوزراء، أوصى بوتين بباتروشيف بديلاً له لقيادة النسخة الجديدة من كي جي بي، جهاز الأمن الفيدرالي.