آراء الكتاب
مساحة نستعرض فيها الأفكار والإبداع بهدف إثراء الحياة الثقافية يعبر القارىء فيها عن رأيه ولا يمثل وجهة نظر الصحيفة نتلقى مشاركتكم عبر الايميل
abdalmaqsud@hotmail.com
إيجابيات التطبيقات
انتشار شبكة الاتصال الدولية على مستوى العالم، ساعد على سهولة انتقال المعرفة والدخول في فكرة الاستفادة من نشر المعلومات وسهولة الحصول على العلوم والإمكانات المهمة في عالم المعرفة والتقدم العلمي على مستوى الدول المتقدمة، ومع هذه الوسيلة تمكنت شركات عالمية من تصميم تطبيقات تهدف للربح وتجعل المستخدم سلعة بدلا من كونه مستهلك، وهذه الفكرة الذكية جعلت مستخدمي التطبيقات هم السلعة الحقيقية وليس التطبيق، والشاهد على ذلك وقت وجود القنوات الفضائية المحدودة التى كانت تعتمد على إرسال محدود داخل الدول صارت تلك الفضائيات تقدم إعلانات للمستخدمين عن كل الاحتياجات الشخصية والحياتية، وبذلك تحولت القناة الفضائية لنافذة الهدف منها استخدام المشاهدين لبيع المنتجات.
ومع التطور ومنافسة الشركات العالمية للاستفادة من شبكة الاتصال الدولية، كان من السهل الحصول على هاتف ومنه تم تصميم التطبيقات الخاصة بوسائل التواصل الاجتماعي، وتهافتت الشعوب لاستخدام التطبيق المناسب لها، فالفيس بوك مثلا مستخدم في دول كثيرة وعدد سكانها بالملايين بالإضافة للتوك توك وانستجرام، اما تويتر واليوتيوب فله شعوب تتعامل معه وبعض هذه التطبيقات صار معتمد في الأوساط التجارية والقانونية ايضا ويعتبر دليل إدانة عند الشكاوى، واسناب شات أيضا أحد التطبيقات المضافة للتواصل الاجتماعي مع العلم أن هذه الوسائل كان لها دور سلبي أكثر من دورها الإيجابي.
مع كل هذه التطبيقات وانتشارها وتنوعها وتهافت المستخدمين لتحميلها، جعل من الإنسان آلة يتحكم فيها التطبيق المستخدم، فغالبا ما يكون الأشخاص هم السلعة خاصة وأن التطبيقات مجانية وتحميلها سهل، لكن الشروط الموضوعة للتحميل تمنح المصمم من استخدام المعلومات الشخصية، والدخول على الصور والسماعات والشاشة، مما يجعل المعلومات تحت تصرف التطبيق، ومن هنا يتحول المستخدم من فاعل لمفعول به، والسبب في ذلك أنه أصبح كتاب مفتوح أمام التطبيق، صار معلوم الهوية والعرق والعقيدة والجنس والنوع واللغة والمؤهل والتفكير والميول حتى الحالة الصحية صارت معلومة مؤكدة ومخزنة على التطبيق، وكلما زاد عدد المستخدمين زاد دخل التطبيق ما يبرهن على أن المستخدم استخدم وصار سلعة.
هناك دول تمكنت من حجب بعض المواقع والتطبيقات التى تكدر السلم المجتمعي، وتحافظ على الهوية الوطنية وتؤمن مواطنيها، وذلك من خلال التوعية المستمرة في المنتديات الثقافية والعلمية والمحاضرات وتكثيف ورش العمل وتوجيه الطلاب والنشء من الصغر، والتحذير المبني على المبادئ والقيم والحفاظ على الموروث الثقافي عند الشعوب، ومن الدول التى تحولت إلى إلكترونية لتسهيل الإجراءات والحد من الزحام داخل أروقة المؤسسات والدوائر الحكومية لتحقيق مفهوم اسعاد المستخدمين، وهذا يعتبر الوجه الإيجابي لهذه التطبيقات والاستفادة منها.
معاذ الطيب : مخرج
الببغاوات الخمسة
نشرت (الفجر) على صفحاتها بوسائل التواصل الاجتماعي، انستجرام وضمن الأخبار المختارة حول العالم، أن حديقة حيوانات في بريطانية تفصل خمسة ببغاوات بسبب ألفاظ بذيئة ازعجت الزوار، وهذا ليس بغريب عن هذه النوع من الطيور الناطقة التي تحتفظ بذاكرة قوية تحمل العديد من الكلمات والجمل، وهو طائر لا يردد فقط بل يفكر فيما يقول والدليل أن نفس الفصيل يسمع ولكنه لا يردد الكلمات الخاصة عن الآداب العامة
شأن هذا الطائر شأن العديد من البشر، يتباهى بألوانه ومنظره الرائع وجماله المبهر، وأسلوب حياته المنظم، لكن في واقع الأمر أن الشكل عادة لا يعبر عن الشخص أو الببغاء، الببغاوات من الطيور صاحبة المظهر الرائع واقتناؤه ملفت والتعامل معه راق، ومنظره بين الأشجار في حرية مطلقة جميل، أما الموجود في الأقفاص داخل البيوت فهو يحقق حديث (المرء على دين خليله)، فكلما كان في مكان يسمع فيه كلاماً مهذباً ردد بأدب وتحاور بأسلوب لائق، وإذا وقع في بيئة يعلو فيها الضوضاء والحوار بها غير مهذب وغير مؤدب، سينخرط في هذه البيئة ويتحول إلى ناقل غير مهذب ولا يفرق بين الجد والسخرية.
لعل رواد الحديقة التي تم فصل الببغاوات منها يقصدون الحكمة التي شاهدوها بأم أعينهم، فالفصل أكيد جاء من شكاوى الزوار لهذا التطاول غير المسبوق، لذلك فصلوا بغير رجعة لأن إعادة تربيتهم وإعادة تأهيلهم وتغيير سلوكياتهم شبه مستحيلة، فالقاموس اللغوي بالذاكرة سيطغي على محاكاته وسيعود مرة أخرى لنفس الأسباب التي فصل من أجلها، وبما أن هناك أناساً مثلهم ينفصلون عن المجتمع ويضعون في مصحات نفسية وحبس إلا أن التأهيل قد لا يصلح معهم، فالطبع يغلب التطبع، لكن الإنسان من المخلوقات التي تفكر وتتدبر وتفهم وتدرك الصح وتتحول إلى الحياة اليومية لمجرد العودة للإيمان والاحتواء وإعطاء الثقة في النفس.
خالد سالم
حين يتحول الإنسان إلى بيانات
الحلم التقني في عمقه ، يقف الإنسان مذهولًا أمام فكرة جديدة ، أن تُختزل حياته في أرشيف رقمي ، أن يتحول ما عاشه من فرح وحزن ، وما نطق به من كلمات إلى خيوط بيانات تحفظها خوادم باردة لا تعرف النبض ، هكذا يُرسم وهمٌ كبير اسمه " ذاكرة الخلود " .
إنها ذاكرة بلا روح ، تُشبه صندوقًا ممتلئًا بالصور والرسائل ، لكنه يخلو من تلك الشرارة التي تمنح الأشياء معناها ، فالإنسان ليس فقط ما يكتبه أو يقوله ، بل ما يعيشه في لحظة الصمت ، في ارتجافة اليد ، في دمعة تسقط بلا شاهد ، كل ذلك لا يمكن أن يُترجم إلى خوارزميات ، لأنه يسكن في مساحة أعمق من التقنية ، في الروح .
الخلود الرقمي قد يحفظ الملامح ، لكنه يعجز عن حفظ الجوهر ، هو محاولة لتجسيد ما لا يُجسد ، وإبقاء ما لا يُبقى ، وحتى لو استطاع أن يحاكي الأصوات والحركات ، فإنه سيظل عاجزًا عن استعادة الدهشة التي تسكن عيون طفل ، أو الرهبة التي تعصف بقلب إنسان يودّع الحياة .
وربما الخطر الأكبر يكمن في أننا سنعتاد على هذه النسخ الهلامية ، فنُصدّق أنها تعويض كافٍ ، بينما نحن في الحقيقة نستبدل الحضور بالظل ، والروح بالهيكل ، عندها قد نفقد القدرة على التمييز بين الأصل والصورة ، بين إنسان حيّ وواجهة رقمية لا تعرف الألم ولا الحلم .
إنها مفارقة كبرى ، أن يسعى الإنسان إلى حفظ ذاكرته ، بينما يضيع منه سرّ الحياة نفسه ، وما لم ندرك أن الروح لا تُختزن في خادم ولا تُختصر في ملف ، سنبقى نلهث خلف سرابٍ رقمي ، يُشبه الذكرى لكنه لا يملك دفئها .
الصحفي : حيدر فليح الشمري
التفكير النقدي كمهارة أساسية للطلاب
أصبح العالم اليوم يموج بالمعلومات المتدفقة والتقنيات المتسارعة فالتعليم لم يكن قائمًا على الحفظ والتلقين وحده ولكنه أصبح التفكير النقدي ضرورة لا غنى عنها لتجهيز الطلاب لمواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين.
ولنتعرف على مفهوم التفكير النقدي ببساطة فهو القدرة على تحليل الأفكار وفحص الأدلة ومقارنة البدائل قبل الوصول إلى قرار أو تبنّي رأي هذه المهارة تمنح الطالب قوة عقلية تجعله أكثر وعيًا بما يتلقاه من معارف وأكثر استقلالية في اتخاذ قراراته.
ويرى خبراء التربية أن الطالب الذي يمتلك هذه القدرة لا يكتفي بتلقي المعلومة فقط بل يسعى لاختبارها ويسأل لماذا؟ وكيف؟ ومتى؟ ويبحث عن الروابط بين المعارف المختلفة هذا النوع من التفكير لا يرفع المستوى الأكاديمي فحسب ولكن يرسّخ قيم الحوار ويعزز روح الابتكار وحل المشكلات.
ولكي ينمو التفكير النقدي يحتاج الطالب إلى معلم يشجعه على طرح الأسئلة ويتيح له مساحة للنقاش الحر ويستخدم استراتيجيات تعليمية تبتعد عن التلقين مثل التعلم القائم على المشاريع والتعلم التعاوني ودراسة الحالات الواقعية.
إن غرس التفكير النقدي في عقول طلابنا هو استثمار في المستقبل لأنه يصنع جيلًا قادرًا على التمييز بين الحقيقة والزيف ومؤهلًا ليكون شريكًا فعال في بناء مجتمع أكثر وعيًا وإبداعًا.
د. إيمان فؤاد
مهما نويت
مهما نويت بأن تتوب
ستعود ترتكب الخطايا
والذنوب
ستقول إني قد نضجت بشيبتي
و يخونك الميزان ما بعد الغروب
مهما شددت العزم تعتزل
الهوى
حواء معركة و ديدنك الحروب
لست الملاك ولن تعيش مسالما
وإبليس أضواء لظلمات القلوب
غسان الدليمي : شاعر
لا تقلب أوراقك القديمة
لا تقلب أوراقك القديمة، ففيها ما يسرك وأيضا فيها ما يحزنك، فحياتنا مملوءة بالأحداث الخاصة بك والعامة التي حولك، هناك ما يغضبك لأنه لا يروقك وأنت في الأول والآخر إنسان تحمل مشاعر مرهقة وأحيانا تكون حساساً جدا وخاصة من تعتبرهم ذوي أهميه في مجريات حياتك فتعطيهم الثقة التي لا يستحقونها أو هم ليسوا أهلا لها.
وهناك الخبيثون الذين يظهرون لك حبا وتقديرا يخدعونك فتصدق بطبيعتك المعروفة، والعن من هؤلاء الخائن وما أدراك بالخيانة التي هي أسوأ ما في الحياة، والخائن والعياذ بالله هو الخنجر الذي يغرس في ظهرك وأنت آخذ للأمان فيطعنك طعنة مميتة لأنها أحيانا تفقدك الثقة في كل من حولك.
والإنسان النقي الذي إذا جربها مع من يهيئ له أانه صديق فهي غدر لا يوصف وسم قاتل من شخص كنت تأمنه على أسرارك بل على حياتك ظنا منك أنه إنسان بمعنى الكلمة وهو ليس كذلك فالغدر أسوأ ما في الحياة والخيانة أقذرها.
اللهم احفظنا من هؤلاء الشرذمة ومن القاسية قلوبهم والمشغولين بالتدابير الشريرة التي تؤذي الناس الطيبة قلوبهم ذوي العاطفة الجياشة والمخدوعين في هؤلاء الأشرار.
سامي سرحان : عضو اتحاد كتاب مصر
مشكلة الوزن في الشهية
يعاني الكثير من زيادة الوزن لعدة أسباب منها عدم وجود حركة، أو ممارسة الرياضة، ربما المهنة ووقتها ما يمنع ممارسة التدريبات وغيرها من تمارين الحمية، كما يعاني البعض من عدم حرق المخزون الغذائي لكسور في الغدد المسؤولة عن حرق الدهون، لكن عندما يقرر الإنسان أن يخفف الوزن، لابد أن يتبع أول شيء وهو تقليل السكريات خاصة السكر الأبيض، والمعجنات والحلويات، فكلاهما مدمر الوزن ويندرج تحت شهوة الشهية المفرطة، كما أن أوقات الأكل خاصة ليلاً يساعد على زيادة الوزن لعدم توفر الحرق.
وقبل التفكير في الامتناع عن السكريات والحلويات وتعويض السكر من الفاكهة، لابد وأن يدرب الشهية ويسيطر عليها، بهدف التحكم في كمية الطعام ونوعه، حتى لو تركت السكر، تظل تلقى نفسك تلعب بالمعجنات، الموالح، أو أي أكل متاح في أوقات لا يجب فيها الأكل، فالشهية تشتغل مثل زر صغير موجود بالدماغ، هذا الزر يتأثر بأشياء كثيرة، منها :
قلة النوم: إذا لم ينم الإنسان الوقت الكافي ، يرتفع هرمون الغريلين (هرمون الجوع) ، وهرمون اللبتين (هرمون الشبع) يقل مما يضطر الشخص للأكل غير المقنن.
التوتر والضغط النفسي: الجسم يعتبر الأكل وسيلة يخفف بها التوتر، فيجعل النفس تميل للحلويات أو الأكلات الدسمة التى تحتوي على الزيوت والمعجنات وغيرها .
نوعية الأكل: إذا كانت الوجبات فقيرة بالبروتين والخضار، ستشبع لحظات ثم يجوع الشخص بسرعة جداً، ثم أن البروتين مع الألياف يجعلوا مدة الشبع تطول، مما بحجم الشهية.
الأكل السريع والمعجنات: هذه الأغذية ترفع السكر بسرعة وتنزل بسرعة، مما يجعل الجسم يطلب طعام أكثر.
والحل في هذه الحالات ليس في قطع السكر 100% بينما الحل يكمن في الأتي:
النوم من 7–8 ساعات بانتظام، وذلك من بعد صلاة العشاء لوقت الفجر.
خفف التوتر أو على الأقل عالجه بالرياضة.
توزيع البروتين على كل وجبة (بيض، صدر دجاجة ، تونة)
وجود خضار بكل وجبة حتى تملأ المعدة وتساعد على الشعور بالشبع.
وفي هذه الحالة إذا أكل الشخص شيئاً حلواً، سيكون قراراً شخصياً، وليس نتيجة شهوة مسيطرة على تفكيره.
علاء رياض
حبر أبيض: رؤية نقدية
يتناول كتاب ”حبر أبيض” الصادر عن أكاديمية الشعر في أبوظبي بنية الخطاب الشعري العربي لدى الشاعرات مع مطلع الألفية الثالثة ”، للشاعرة والكاتبة الإماراتية الدكتورة عائشة جمعة الشامسي، جاء الكتاب في ثلاثة فصول رئيسة، وقدّمت فيه المؤلفة مقاربة تحليلية من منظور نسوي ونفسي وجمالي لخطاب الشاعرات العربيات، لاسيما في منطقة الخليج.
في مقدمة الكتاب أوضحت الشامسي أن سبب اختيار عنوان، ”حبر أبيض” مستلهم من مقولة الفيلسوفة والناقدة الفرنسية هيلن سيكسوس الشهيرة، في كتابها ضحكة ميندوسا، حيث تشير إلى الكتابة الأنثوية بوصفها امتداداً للأمومة والخلق. فالحبر الأبيض لا يِرى، لكنه يعبّر عن الكتابة النسائية الخفية، المحملة بحساسية أنثوية خاصة، وهو ما سعت المؤلفة لتتبّعه في تجارب الشاعرات
تناولت عائشة تجليات الموضوعات في شعر الشاعرات، مستعينة بمقولات غاستون باشلار، حول جماليات المكان والطفولة والبيت. أثبتت الكاتبة أن بيت الطفولة يشكّل مركزاً للأمان والانتماء لدى الشاعرات، ويُعد فضاءً رمزياً يعكس العالم الداخلي للأنثى. وأكدت أن أحلام اليقظة عندهن تشكل ذخيرة شعرية حيّة، تم تحفيزها داخل العوالم الموضوعية في خطابهن الشعري، وقد برز هذا بشكل ملحوظ في النماذج المقدمة، باعتبار المرأة الشرقية الشاعرة كائناً بيتوتياً من غيرها، كما أشارت إلى أن الشاعرة العربية التي ترغب في احتواء العوالم الدقيقة، تحوز القدر نفسه من الشغف الأنثوي اكتشاف الآفاق الممتدة للعالم، وقد كان داعياً قوياً لتشكل شعرها وفق حواريات متسامية مع العالم الخارجي.
في الفصل الثاني من الكتاب، اعتمدت د.عائشة على البنية النفسية في الخطاب الشعري للشاعرات العربيات، مستندةً إلى نظريات عالمة النفس هيلين دويتش التي كانت زميلة لسيغموند فرويد وواحدة من أبرز المتخصصات في نفسية المرأة. وقد رأت الكاتبة أن فهم الملامح النفسية للشاعرات من خلال متطور دويتش يضفي على الدراسة عمقاً وتحليلاً أكثر قرباً من العالم النفسي للمرأة. وقد خلصت أن البنية النفسية لدى الشاعرات ترتبط بعدة قضايا تناولها علماء النفس سابقاً، وأشارت إلى أن النرجسية التي تظهر في خطابهن الشعري تُعد انعكاسا لشعور دائم بانعدام الأمان، ورغبة في التواصل المتوازن مع العالم الخارجي. وبيّنت أن هناك صراعاً داخلياً في نفسية المرأة الشاعرة بين نوازع الأمومة واحتياجات نفسية أخرى، حيث تسعى من خلال الأمومة إلى "الخلود" لكنها تطمح أيضاً إلى تجاوزها لتحقيق ذاتٍ متفرّدة وواثقة.
أما عن صورة الأب، فقد أوضحت أن له حضوراً قوياً في البنية النفسية ، إذ أنه يمثل للأنثى رمزاً نفسياً بالغ الحساسية والدلالة
خُصص الفصل الثالث والأخير لتسليط الضوء على أبرز النقّاد العرب الذين ساهموا في إثراء البحث فيما يتعلق بالشعرية العربية المعاصرة، ومن بينهم: أدونيس، صلاح فضل، ويمنى العيد، وجمال الدين بن الشيخ. وقد تناول الفصل جانباً مهماً من التجارب الشعرية النسوية في منطقة الخليج، مركزاً على تحليل بعض نماذجها، لا سيما لدى الشاعرات. وأعربت الكاتبة عن عزمها مواصلة البحث في بنية الخطابات الشعرية لهؤلاء الشاعرات في دراساتها المقبلة . كما تناولت في هذا السياق عدداً من الشاعرات الإماراتيات، مثل نجاة الظاهري وشيخة المطيري وغيرهن.
اختتمت عائشة كتابها بجملة حول الشعر النسوي الخليجي، من أبرزها: هناك تحقق فعلي لمقولات النقاد حول جماليات الرفض والتمرد في الشعر النسائي كما أكدت على الحضور الرمزي القوي للجسد الأنثوي داخل النصوص، باعتباره وعاءً دلالياً يعكس أبعاداً نفسية وجمالية معقدة. وأبرزت أن القصيدة النسوية الخليجية تتسم اليوم بتماسك بنيوي وعمق دلالي ملحوظ، وهو ما يدل على نضج التجربة الشعرية للمرأة الخليجية وتفردها التعبيري.
شيمازا فواز الزعل
الأسرة
الأسرة هي تلك الكلمة البسيطة ، ذات المعنى الكبير بمحتواها وفحواها، وعندما نقول أسرة نتحدث عن أم وأب وأبناء ، عماد الأسرة هو الأب ولكن أساس الأسرة الأم التي من أهم رسائلها النبيلة في الحياة هي الوصول بأسرتها لبر الأمان حتى يصبحوا قادرين على الوقوف على أرجلهم ومواجهة الحياة ومصاعب الحياة بثبات وثقة ، في وقتنا هذا قد نظن أن أهم رسالة للأم هي الوصول لمنصب أو أن تكون أماً مستقلة مادياً وهذا ما يروج له مؤخرا ً ، ولكن الحقيقة الثابتة التي لا تتغير ولا تحيد عن هدفها مهما كان هو تنشئة أولادها تنشئة صالحة ، تعنى بالعلم والمعرفة ، تقضي معظم وقتها مع أطفالها تعمل على تربيتهم وتوجيههم ، تعرف متى يكون ولدها سعيدا ً ومتى يكون حزين ، تتعرف على أصدقاء أولادها ، لا تترك هذه المهام الواجبة عليها للمربية في المنزل، باتت الأسرة العربية تواجه الكثير من التحديات منها الانفتاح الحاصل على العالم والعادات الدخيلة على مجتمعاتنا وانخراط الوالدين في العمل لساعات طويلة كلها عوامل لابد لنا من مواجهتها بوعي وتفهم وانفتاح، حيث أن الأطفال في السن الصغيرة أكثر ما يكونون بحاجة لرعاية من الأم وتوجيه وتقديم الدعم العاطفي من حب وحنان والذي لا يمكن تعويضه من أي جهة أخرى .
ودولة الإمارات كانت حريصة على دعم المرأة وتقديم كل التسهيلات لها سواء في العمل أو حتى خارج العمل فقد سنت القوانين والتشريعات التي تصب في خدمتها لأنها كانت واعية أن صلاح المجتمع وتقدمه يكون من خلال دور الأم والأب معا في مواجهة كل التحديات والظروف، وكان لحضور قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي للمنتدى الدولي للاتصال الحكومي في دورته الـ 14 الدور الفعال في الإضاءة على دور الأسرة وأهميتها حيث قالت : ننشئ الأسرة في الشارقة ، لينشأ المجتمع متعلماً ومثقفاً ، وراضياً بما لديه"
ومن هنا ونحن كأمهات علينا حمل الأمانة والرسالة وتأديتها على أكمل وجه لأنها من أعظم وأسمى ما من الله بها علينا.
رنا أحمد شريف : كاتبة