الشيخة فاطمة بنت مبارك تشهد الاحتفال الرسمي بعيد الاتحاد الـ 54 للدولة
اتحاد الإمارات.. من حلم الآباء إلى فخرٍ عشته .. ويتجدد بقيادة الشيخ محمد بن زايد
منذ فجر الثاني من ديسمبر 1971م حين ارتفع علم دولة الإمارات العربية المتحدة لأول مرة
بدأت قصة عربية استثنائية لم تتكرر في المنطقة، لم يكن الاتحاد مجرد إعلان رسمي بل كان بداية لمسار طويل من البناء والعطاء والتخطيط العميق الذي وضع الإنسان في قلب كل خطوة، ولأنني عشت الاتحاد منذ لحظاته الأولى، فإنني أشهد أن ما بُني خلال أكثر من نصف قرن هو ثمرة حكمة قيادة آمنت بوحدة المصير، وبقدرة أبناء الإمارات على صوغ مستقبل يليق بأحلامهم.
لقد أرسى الآباء المؤسسون ..وفي مقدمتهم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم قواعد دولة حديثة وحددت مشاريعهم الأولى البوصلة نحو غدٍ مزدهر. واليوم، تتجدد تلك الروح الأصيلة بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة (حفظه الله)، الذي حمل الأمانة بثبات،
ورسّخ رؤية عصرية جعلت الإمارات نموذجاً عالمياً في التنمية، والتعايش وبناء الإنسان.
وعندما يتأمل المرء ما تحقق من نهضة عمرانية واقتصادية لا مثيل لها، ومن حضور دولي مشرف، ومن سياسات مبنية على الحكمة، والاتزان، يدرك أن الإمارات لم تكن يوماً دولة اعتيادية، بل تجربة نجاح نادرة،فقد تحولت إلى مركز عالمي للتقنية والابتكار، وإلى دولة تشارك في صناعة المستقبل، لا في استهلاكه فقط. شهادتي اليوم ليست مجرد كلمات بل هي ذاكرة ممتدة من الأيام الأولى للاتحاد، وحتى واقعه المزدهر، رأيت الدولة وهي تخطو خطواتها الأولى، وأراها اليوم تقود المنطقة في الريادة، والتنافسية والإنجاز.
ومن عاش تلك المرحلة الأولى يستطيع أن يستشعر عمق التحول، وأن يدرك قيمة ما قدمته القيادة الرشيدة عبر عقود من العمل المتواصل. وفي هذه المناسبة العزيزة، أتقدم بخالص التهاني والتبريكات إلى قيادة دولة الإمارات .. وإلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة (حفظه الله) على حكمته المتوازنة، ورؤيته المتفردة التي نقلت الاتحاد إلى مستوى جديد من القوة والازدهار، كما أهنئ الشعب الإماراتي الشقيق الذي أثبت أن الاتحاد ليس قراراً سياسياً .. بل روح تنبض في القلوب .. وعهد يُجدد عاماً بعد عام.
إن اتحاد الإمارات ليس تاريخاً يُروى فقط .. بل تجربة حيّة تُثبت أن الإرادة حين تتحول إلى مشروع دولة تصنع نموذجاً يحتذى به في المنطقة والعالم. ختاماً أطيب التهاني للأشقاء بدولة الإمارات، وحفظ الله الإمارات، وقيادتها، ودام اتحادها قوياً، متضامناً، والذي هو فخر لنا جميعاً، وكل عام وأنتم أهلي بالإمارات بخير، وصحة، وأمن وأمان.