رئيس الدولة يؤكد دعم الإمارات للشعب السوري وتطلعاته نحو التنمية والاستقرار
تقرير: أوكرانيا تبحث عن مخرج أمام التصعيد الروسي
مع تصاعد الغارات الجوية، وتقدّم القوات الروسية داخل أوكرانيا، رصد ستيفن بريين، مراسل موقع «آسيا تايمز» ونائب وكيل وزارة الدفاع الأمريكية السابق للشؤون السياسية، هشاشة الموقف الأوكراني، الذي يواجه تصعيداً يدفعها نحو مفترق طرق استراتيجي.
وقال الكاتب إن التحوّل عن النزعة الأحادية إلى تبنّي حكومة ائتلافية يُعد أحد الحلول الممكنة لمواجهة الوضع الراهن.وأشار إلى أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وفريقه يكررون بثقة أن أوكرانيا قادرة على الانتصار بفضل دعم غربي قوي، دون التنازل عن شبر واحد من الأرض، مُذكرين بشكل لا ينقطع بضرورة توافر الأسلحة الأمريكية والتمويل الألماني.
لكن هذا الوعد، حسب الكاتب، يغلب عليه الطابع الإقناعي للمجتمع الداخلي أكثر منه حقيقة قابلة للتنفيذ، لا سيما في ظل قصف متواصل، يطال المدنيين في الملاجئ.
وأشار الكاتب إلى اللحظة الحاسمة التي شهدت الانحراف عن أول اتفاق سلام في إسطنبول في 30 مارس -آذار 2022. فقد كان رئيس الوزراء البريطاني الأسبق بوريس جونسون عاملاً محورياً في دفع زيلينسكي للانسحاب من الاتفاق، خشية وقوع انقلاب داخلي أو تعرضه لتهديد يخاطر بسلامته، رغم ضمانات روسية لسلامته نفسها، وهو ما دفع الرئيس الأوكراني للتمسك بموقف صارم يرفض أي تنازل.
ولفت الكاتب النظر إلى أن هذا الموقف الثابت أحبط وساطات دبلوماسية دولية، وحتى اقتراح زيلينسكي لوقف إطلاق نار مؤقت لمدة 60 يوماً قوبل برفض من قبل موسكو، رغم محاولة دونالد ترامب فرضه، خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الروسي في 3 يوليو -تموز. وتسبّبت هذه الرؤية الصارمة في انسداد مساعي الوساطة الأمريكية، حسب بريين.
المعضلة الكبرى: نفاد
الموارد وفقدان السيطرة
أما المعضلة الأبرز لدى أوكرانيا، برأي الكاتب، فتكمن في نفاد الموارد الحربية واقتراب فقدان الأرض. فالطرق المؤدية إلى خطوط الإمداد ومخازن الذخائر ومراكز القيادة تتعرض بصورة يومية للقصف، مما يزيد من الضغط ويضع كييف أمام خطر فقدان السيطرة.
من جهة ثانية، يمتلك الجيش الروسي ميزة فاعلين إضافيين: احتياطي ضخم لم يستخدمه بعد، ودعم متزايد من كوريا الشمالية.
وحسب ستيفن بريين، فإن مشاركة عناصر من الشمال الكوري في الصراع يعزز من موقف موسكو، خاصة في ظل ارتفاع معدلات الانسحاب من صفوف الجيش الأوكراني.
وتطرق الكاتب أيضاً إلى مشكلات التصنيع الحربي الأمريكي والأوروبي التي تهدد الإمداد.
فعلى سبيل المثال، توالت المشاكل على شركة General Dynamics في مصنع الذخائر في مزكويتش بولاية تكساس، إلى حد إصدار الجيش الأمريكي «إنذاراً» بحقها، مما دفع وزارة الدفاع لإلغــــاء شحنات من الذخائر وأسلحة متقدمة كانت مخصصة لأوكرانيا، لتعويض النقص في مخزونات الدفاع الأمريكية.
تعدد الجبهات
يشتت الدعم الأمريكي
وأشار إلى أن تصريحات ترامب حول تحوّل دعم أوكرانيا باتجاه دعم إسرائيل، إثر الضربات على المنشآت النووية الإيرانية، تؤكد أن الأزمات متعددة الجبهات تؤثر على قرارات الشراء والإمداد.
هذا التراجع في القدرة الإنتاجية، يضيف الكاتب، يؤكد محدودية القدرات الصناعية الأمريكية خلال صراعات طويلة المدى، وهو ما طُرح من قبل في عدة دراسات تتوقع نفاد الأسلحة الذكية في أسابيع قليلة.
وذكر الكاتب أن قبول التفاوض على أرضية إسطنبول كان يمكن أن يطلق عملياً عملية دبلوماسية حقيقية، بدلاً من تراكم الخطط التي لا تنفذ. وقال إن موقف ترامب الداعم لإحياء الاتفاق كان فرصة لتغيير المسار السياسي في أوكرانيا، لكن ذلك يحتاج شجاعة سياسية وواقعية مرنة.
وحذر الكاتب النخب الأوكرانية التي تولت السلطة منذ ثورة «الميدان» من أنها سبقت وأخطأت حين وضعت قضيتها فوق الواقع التاريخي والسياسي الراهن؛ لأنهم نقلوا أوكرانيا من حالة سلم وسلام إلى جحيم حقيقي، وعند انتهاء الحرب سيكون عليهم تبرير ما حدث.
واختتم الكاتب مقاله بالقول: يمكن إنقاذ ما تبقى من الدولة وإن كان بحجم أقل؛ فبلد عانى فساد كبير قبل 2014 يحتاج اليوم إلى دولة قوية توازن فيها بين الخطاب الوطني والتحديات الواقعية.