حزب ماسك الجديد يُربك اليمين الأمريكي
اعتبر مراقبون سياسيون، أن إعلان رجل الأعمال الأمريكي إيلون ماسك، عن تأسيس حزب سياسي جديد تحت اسم «حزب أمريكا»، قد تُحدث اضطراباً في المشهد السياسي الأمريكي قبيل الانتخابات النصفية لعام 2026، رغم الشكوك حول قدرة الحزب على تحقيق اختراق حقيقي.
وذكرت مجلة «نيوزويك» الأمريكية، أنه على الرغم أن ماسك، المولود في جنوب أفريقيا، لا يحق له الترشح لرئاسة الولايات المتحدة بموجب الدستور، فإنه يستطيع دعم مرشحي أحزاب ثالثة يمكنهم الترشح على مستوى الولايات، إذا حصلوا على العدد الكافي من التوقيعات. وأشارت المجلة إلى أنه نادراً ما ينجح مرشحو الأحزاب الثالثة، في كسر احتكار الحزبين الكبيرين (الجمهوري والديمقراطي).
وفي حديث مع «نيوزويك»، يرى الخبراء أن الحزب الجديد قد يؤدي إلى انقسام في أصوات اليمين، مما يمنح الحزب الديمقراطي فرصة لتعزيز مكاسبه في مجلسي النواب والشيوخ، خاصة في ظل الفارق الضئيل في الأغلبية الجمهورية في كلا المجلسين.
وفي هذا السياق، قال كارل توبياس، أستاذ القانون في جامعة ريتشموند: إن «ماسك لم يقدّم تفاصيل كافية حول رؤيته لإنشاء حزب ثالث قابل للحياة»، مضيفاً أن «تجارب الأحزاب الثالثة نادراً ما تنجح في التاريخ السياسي الأمريكي الممتد لأكثر من 250 عاماً». وأوضح أن «محاولة ماسك قد تزيد من حالة الغموض، التي تكتنف انتخابات منتصف الولاية المقبلة».
وأما البروفيسور سكوت لوكاس، أستاذ السياسة الدولية في جامعة كوليدج دبلن، فشكك في قدرة ماسك على تخصيص الوقت والموارد والتركيز اللازم لإنشاء حزب منظم، مؤكداً أن «التغريد عنه شيء، وتنظيمه شيء آخر تماماً».
وأشار إلى ضرورة تجنيد مرشحين ومتطوعين على مستوى الولايات المتحدة، وهو ما يتطلب جهداً كبيراً في فترة زمنية قصيرة.
كما تساءل لوكاس عما إذا كان تمويل الحزب سيعتمد فقط على ماسك، موضحاً أنه «إذا كان الحزب ممولاً بالكامل من شخص واحد، فقد لا يبدو حزباً حقيقياً، بل مشروعاً شخصياً».
وبدوره، قال دافيد تاونلي، خبير السياسة الأمريكية بجامعة بورتسموث، إن «الأحزاب الثالثة نادراً ما تدوم طويلاً في السياسة الأمريكية».
وأضاف أن «حزب ماسك الجديد قد يتسبب في انقسام داخل صفوف الجمهوريين، مما يمنح الديمقراطيين الأفضلية في مجلس النواب على الأقل على المدى القصير، بسبب طبيعة النظام الانتخابي القائم على مبدأ الفائز يحصل على كل شيء».
ووفق نيوزويك، يبقى تأثير «حزب أمريكا» على المستوى الفيدرالي غير واضح حتى الآن، في ظل غياب التفاصيل حول هيكل الحزب والشخصيات السياسية التي قد تنضم إليه، رغم ظهور بوادر اهتمام من بعض الشخصيات العامة بالمشروع السياسي الجديد.