«البيئة… التزام ومسؤولية»
مفهوم الاستدامة
مفهوم الاستدامة موجود منذ القدم فأجدادنا لم يستخدموا مصطلح الاستدامة كتعبير عن طريقة معيشتهم وكيفية توفير مصادر العيش والأسلوب الذي يبنون به، بل عاشوا هذا المفهوم وطبقوه بشكل عفوي وتلقائي. مفهوم التنمية المستدامة لم يظهر بين ليلة وضُحاها، لا بل هو قائم على مقولات أخذت طريقها إلى التداول منذ ما يزيد على أربعة عقود. في البداية اصطلح على استخدام عبارة ''التنمية القابلة للاستمرار''، ثم ''التنمية المستديمة''، قبل الاستقرار على عبارة ''التنمية المستدامة".
إلا أن خبراء التنمية المستدامة والأكاديميين عبر مؤتمراتهم العلمية اتفقوا على توحيد المفهوم بطريقة مبسطة ألا وهو "القدرة على تلبية احتياجات الحاضر بما لا يؤثر سلباً في قدرة الأجيال القادمة على تلبية احتياجاتهم من الناحية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية"، أي هي التنمية التي تبني اقتصاد قوي يُلبي احتياجات الجيل الحالي والأجيال القادمة، من أجل عيش كريم وسعادة ورفاه الإنسان، دون التعدي على حقوق المجتمع والبيئة، فنَحْنُ مُؤتَمَنِيْن عَلَى الأَرْضْ وَمَا عَلَيْهَا لِلأَجْيَالِ القَادِمَة، وَلَا نَمْلُكُهَا.
وأهداف التنمية المستدامة (SDGs) هي عبارة عن مجموعة من 17 هدفاً مترابطاً صممت لتشكل خارطة طريق لتحقيق مستقبل أفضل وأكثر استدامة لكافة البشر، وُضعت من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 2015 والمراد تحقيقها بحلول عام 2030، هي جزء من قرار للأمم المتحدة يسمى "جدول أعمال 2030". وهي رؤية واعدة ودعوة عالمية للعمل من أجل القضاء على الفقر وحماية كوكب الأرض وضمان تمتع جميع الشعوب بالسلام والازدهار بحلول عام 2030، وما يميز هذه الاتفاقية عن غيرها، أنه لم يسبق أن وافقت جميع الدول الأعضاء بمنظمة الأمم المتحدة والبالغ عددهم 193 دولة -علاوة على مئات الآلاف من الجهات أصحاب العلاقة-على رؤية بعيدة المدى لمستقبلنا الجماعي. وأتت هذه الأهداف السبعة عشر التي يطمح العالم لتحقيقها، ضمن 6 محاور أساسية تشمل 169 غاية و233مؤشر.
مفهوم التنمية المستدامة يتطلب قرار سياسي بالدرجة الأولى من خلال تضافر جهود كافة قطاعات الدولة ضمن استراتيجية وطنية تستند إلى رؤية واضحة تلبي احتياجات الدولة والمجتمع وتتماهى مع أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة 2030 وهذا ما تعمل عليه أغلب دول العالم.
info@abudhabienv.aeش