وول ستريت جورنال: دروس يجب أن تتعلمها واشنطن من 7 أكتوبر لمواجهة بكين..

وول ستريت جورنال: دروس يجب أن تتعلمها واشنطن من 7 أكتوبر لمواجهة بكين..


اعتبرت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن التجربة الإسرائيلية في السابع من أكتوبر تُقدم دروسًا بالغة الأهمية ينبغي على الولايات المتحدة استيعابها قبل مواجهة أي لحظة حساب محتملة مع الصين.  
وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإن أول الدروس هو أن “الحرب الافتراضية” قد تصبح واقعًا ملموسًا. رغم استعدادات إسرائيل الفكرية، فاجأت حماس المؤسسة الدفاعية بغزو شامل، بعد أن اعتبرته مشكلة قابلة للإدارة على المستوى الاستخباراتي والدبلوماسي، بعيدًا عن حياة المواطنين اليومية.
وأشارت الصحيفة، “كان المسؤولون الإسرائيليون يركزون على تهديدات محور إيران، كما يركز نظراؤهم الأمريكيون على الصين وأزمة تايوان، ظنًا منهم أن التهديدات البعيدة أقل إلحاحًا. ثم جاء الغد ليكشف عن هشاشة هذا الاعتقاد».
وحول ما إذا كانت الولايات المتحدة تواجه خطرًا مماثلًا مع الصين، ذهبت “وول ستريت جورنال” إلى أن بكين تشير بوضوح إلى استعدادها العسكري، وتخطط للاستيلاء على تايوان بالقوة بحلول 2027، مع تطوير صواريخ نووية وقوة بحرية متقدمة، وتجهيز الاقتصاد والقاعدة الصناعية للحرب. وكما راقبت إسرائيل تحركات “حماس”، يراقب حلفاء واشنطن في طوكيو وتايبيه نشاطات الصين العسكرية، التي تكشف عن استعداداتها للصراع “بطريقة لا تحتمل الشك».
 أما الدرس الثاني فيتعلّق بالعجز عن مواجهة التعصب الأيديولوجي بالمنطق الاقتصادي. حاولت إسرائيل تهدئة حركة حماس عبر تحويلات مالية، وتصاريح عمل، وكهرباء مجانية، لكنها لم تثنِ الجماعة عن أهدافها.
وأضافت الصحيفة أن هذا النمط يتكرر عالميًا، من كوريا الشمالية إلى إيران، حيث تُضحي الأنظمة باقتصادها للحفاظ على أهدافها العسكرية والأيديولوجية. وبالتالي، افتراض أن الوصول إلى الأسواق أو الحوافز الاقتصادية سيكبح طموحات بكين يشبه الاعتقاد الخاطئ الذي اعتمدته إسرائيل حيال حماس.
الدرس الثالث، بحسب الصحيفة، عدم وضع خطوط حمراء واضحة يؤدي إلى تراكم المخاطر. تعاملت إسرائيل مع تحركات حماس على الحدود وكأنها “رذاذ”، ولم ترد بقوة على الاستفزازات الصغيرة، وهو ما أضعف الردع. اليوم، تختبر الصين حدودًا غامضة عبر هجمات إلكترونية، واستعراض القوة البحرية، وإكراه اقتصادي، واختبار ردود أفعال واشنطن وحلفائها.
وحذرت من أن التهاون في الرد يعادل الرضا بالهدوء الزائف على حساب المخاطر المستقبلية، كما تعلمت الدول الكبرى عبر التاريخ، من سياسة التهدئة البريطانية قبل الحرب العالمية الثانية إلى مواجهة إسرائيل للأزمات على حدودها.
وأكدت الصحيفة، أهمية أن تكون الرسالة الأمريكية واضحة، وهي الردع والتحالف الاجتماعي والسياسي الذي يصنع الفرق في أوقات المحن. “أما الحوافز الاقتصادية وحدها فلن تمنع يوم المحنة، ولكن الاستعداد المبكر، وضبط الخطوط الحمراء، والتضامن الوطني العميق يمكن أن يكون العامل الحاسم عندما يحين اليوم الذي قد تشهده أمريكا على مرأى منها».