لاستضافتها زعيم المعارضة تشيروما.. نذر أزمة دبلوماسية بين غامبيا والكاميرون

لاستضافتها زعيم المعارضة تشيروما.. نذر أزمة دبلوماسية بين غامبيا والكاميرون

أكدت السلطات في بانجول أن زعيم المعارضة الكاميرونية عيسى تشيروما باكاري موجود في البلاد منذ السابع من نوفمبر-تشرين الثاني بعد فراره من الاضطرابات التي أعقبت الانتخابات، وهو الاعتراف الذي أثار الآن تدقيقًا في السرية والشفافية الحكومية. 
سافر تشيروما، الذي تحدى الرئيس الكاميروني بول بيا في انتخابات 12 أكتوبر المتنازع عليها، إلى بانجول هربًا مما وصفه هو وأنصاره بالتهديدات المتزايدة بعد إعلان النتائج الرسمية التي منحت بيا ولاية جديدة.

يُعتقد أنه وصل أولاً من شمال نيجيريا قبل أن يصل إلى غامبيا، بحسب صحيفة “ذا أفريقيا ريبورت».لم يأت إعلان الحكومة إلا بعد انتشار الشائعات وضغط الصحفيين المحليين للحصول على إجابات، ما أثار تساؤلات حول صمت السلطات خلال أسبوعين كاملين قبل الإعلان الرسمي.وفي بيان رسمي، قالت الحكومة الغامبية إن تشيروما “يستضيف مؤقتًا في غامبيا لأسباب إنسانية بحتة بروح التضامن الأفريقي». وأكد البيان أن الإقامة تهدف إلى ضمان سلامته بينما “تستمر المناقشات” حول كيفية نزع فتيل التوترات السياسية في الكاميرون، مشددًا على أن غامبيا لن تسمح باستخدام أراضيها كقاعدة “لنشاط تخريبي ضد أي دولة».

وأشار البيان إلى تنسيق بانجول مع الشركاء الإقليميين، بما في ذلك نيجيريا، كجزء من جهود الوساطة الجارية؛ لكن ما لم يوضح الإعلان هو سبب التأخير في الإفصاح، وما إذا كانت الحكومة عرضت الحماية على تشيروما، أو الأسباب الدقيقة لاختيار غامبيا كمكان للإقامة.

ورغم دعم ناشطين مثل مادي جوبارتيه لحضور تشيروما، فقد انتقدت صمت الحكومة، معتبرة أن “انتظار حكومة غامبيا أسبوعين قبل إبلاغ البلاد بهذا القرار ليس من الشفافية ولا المساءلة”، فيما وصف الحزب الديمقراطي المتحد الصمت بأنه “غير مقبول” ويثير “تساؤلات جدية حول الشفافية والمساءلة واحترام حق الشعب الغامبي في المعرفة».

أكد مسؤول حكومي كبير، طلب عدم الكشف عن هويته، أن الحكومة لم تحاول إخفاء وجود تشيروما، وأنها اتبعت “البروتوكول المعتمد”، مشيرًا إلى ضرورة تقييم سلامة الفرد والعواقب الدبلوماسية قبل إصدار أي إعلان. 
وأوضح المسؤول أن الحكومة كانت بحاجة لتقييم المخاطر والتشاور مع الشركاء للتأكد من عدم انخراط غامبيا في صراع مع دولة أخرى.

ودعت الحكومة إلى تقديم إحاطة كاملة وشفافة للجمعية الوطنية والجمهور حول كيفية دخول تشيروما إلى البلاد، وتوضيح شروط وترتيبات إقامته الأمنية، بما في ذلك أي التزامات تجاه دول أجنبية، وتبني سياسة الإفصاح الاستباقي بشأن جميع المسائل المتعلقة بالأمن القومي والدبلوماسية والمصلحة العامة الأوسع.

أعلن تشيروما، الوزير السابق والمتحدث باسم الحكومة لفترة طويلة قبل انشقاقه إلى المعارضة، نفسه الفائز الشرعي في الانتخابات الرئاسية في الكاميرون، رغم أن النتائج الرسمية منحت بيا ولاية جديدة. 
وعين تشيروما في 17 نوفمبر-تشرين الثاني المحامية المخضرمة أليس نكوم متحدثة رسمية باسمه، مخولة “بتمثيله في التبادلات المؤسسية والدبلوماسية والإعلامية وتنسيق اتصالات الرئاسة المنتخبة».

ولم تضِع نكوم، البالغة من العمر 80 عامًا، أي وقت في الإشارة إلى نيتها تحدي الحكومة بشكل مباشر، وقالت في رسالة على وسائل التواصل الاجتماعي: “يتساءل كثير من الناس عما إذا كان للكاميرون رئيسان؛ الجواب هو لا؛ فهناك رئيس منتخب واحد، وهو عيسى تشيروما باكاري، ودكتاتور محاط بفريق يدير الدكتاتورية ويحميها ويستفيد منها».
توضح هذه التطورات أن وجود تشيروما في غامبيا يعكس أهمية الملاذات الإنسانية في المنطقة، لكنه يضع الحكومة الغامبية أمام تحديات الشفافية والمساءلة، ويزيد الضغوط على السلطات للتعامل بحذر مع الأزمة السياسية في الكاميرون.