«البيئة… التزام ومسؤولية»
«عود على بدء»
أكتب هذه السطور وأنا أستعيد شغفي الأول: مخاطبة القارئ في قضايا البيئة والاستدامة والتغير المناخي والمسؤولية المجتمعية بلغتنا الأم. من هنا، من أبوظبي، عبر منصة جريدة "الفجر" التي أتشرف بها لأنني بدأت العمل الصحفي من خلالها منذ ربع قرن، أجدّد التزامي بواجب الكلمة الصادقة والمعرفة الموثوقة، ليكون هذا العمود بمثابة مساحة أسبوعية للوعي والعمل معاً من أجل بيئة أفضل.
لقد علّمتني التجربة أن القضايا البيئية ليست مجرد أرقام أو تقارير، بل هي حياة الناس وصحتهم ومواردهم ومستقبل أطفالهم. وتوطين المعرفة العلمية في بيئتنا العربية ليس ترفاً، بل ضرورة استراتيجية حتى يفهم الإنسان بلغته الأم معنى الاستدامة والحياد الكربوني والتغير المناخي ومبادئ المسؤولية المجتمعية. فالمعرفة المُبسّطة بلغة واضحة هي الجسر الذي يعبر به المجتمع من وعي جزئي إلى ممارسة واعية ومستدامة.
وانطلاقاً من محيطنا الحيوي في دولة الإمارات العربية المتحدة، فإن التزامنا الوطني تجاه البيئة هو وعد وعهد أمام الأجيال القادمة بأن نحافظ على مواردنا الطبيعية ونصون تنوعنا البيولوجي ونعزز مكتسباتنا البيئية التي باتت قصة نجاح ونموذج يُقتدى به حول العالم في الاستدامة. لأن حماية البيئة مسؤولية مشتركة بين جميع فئات المجتمع على المستوى الوطني والإقليمي والدولي، الحكومات تضع السياسات والتشريعات، القطاع الخاص يبتكر الحلول ويُطبق المعايير، المجتمع المدني ينشر الوعي ويحرك المشاركة، والأفراد يجسدون هذه القيم في سلوكهم اليومي. هذه الشراكة المتكاملة هي الضمانة لتحقيق التنمية المستدامة وتعظيم الأثر.
أكتب اليوم لأقول للقارئ: أنتم شركاء في صناعة التغيير البيئي، والكلمة التي تقرؤونها هنا ليست نهاية المطاف، بل دعوة للمشاركة والعمل والنقاش. هذه المنصة التي وفرتها لي "الفجر" هي فرصة أسبوعية نعرض فيها التحديات والحلول ونحتفي بالإنجازات البيئية.
أعدكم أن يكون هذا الركن مساحة للمعرفة الموثقة، والتحليل العلمي المبسط، والرؤية الإنسانية العميقة التي تجعل من البيئة مسؤولية الجميع. معاً، بالكلمة والمعرفة المسؤولة، نستطيع أن نساهم بجعل الاستدامة هي نمط حياة وثقافة مجتمع في مختلف مرافق حياتنا اليومية لكي نصنع مستقبلاً أكثر خضرة وعدالة للأجيال التي لم تولد بعد.
info@abudhabienv.ae