رئيس الدولة والرئيس القبرصي يؤكدان أهمية العمل على ترسيخ أسباب السلام والاستقرار الإقليميين
شخصيات في حياتنا
كلنا يعلم أن الشجر لا ينبت إلا بالري والرعاية، وكذلك البشر لا ينجح إلا بالدعم والاحتواء والمساندة، ومن يدعي أن العصامي ينجح بلا راع أو داعم فهو جاحد لشخصيات شكلت شخصيته وساهمت في بناء وجدانه، فالشكر لكل من ابتسم في وجوهنا ووجهنا للصواب وأراد لنا التميز والنجاح وصار شريك الدرب، فكان لنا العكاز الذي تستند عليه وقت الضعف، وقطرات الماء وقت الظمأ، ونبض القلب حين اليأس.
هناك بشر يظهرون في حياتنا كل فترة يرووا قلوبنا التي ذبلت مع السنين، بدعم روحاني يعيد لها الحياة، من خلال كلمة أو هدية أو دعم معنوي، فهؤلاء البشر يمتازون بالإنسانية ويعيشون على أسعاد الآخرين، فحياتهم مرتبطة بالرسم البياني لقلوبهم الصافية وملائكيتهم البشرية، لا نجاح إلا بداعم ولا حياة إلا بالحب، فالحب والرحمة والرأفة لا تتوفر إلا في أشخاص عرفوا معنى الإخلاص وادركوا مفهوم السعادة، لذلك يفنون أعمارهم في إسعاد الأخرين، فكيف ننكر أفضالهم علينا وواجب نستمر في ذكرهم.
الإنسان لا ينسى أبدا لأن عقله يستوعب بذاكرته ملايين الأحداث، ويذكر من وقفة بجواره ورفعه لأعلى، ليس شخص واحد فقط من يرعى ويروي بل مجموعة تقف في الكواليس تشجع وتبث الهمة والعزيمة وترفع من قدرنا لترسخ في وجداننا معنى الثقة بالنفس، فكل فترة يشعر كل منا بحالة من تعب وفقدان الحلم وشغف الاصرار، ليأتي من بعيد حلم جديد يشعرنا بوجودنا ويثبت أننا نمضي في الطريق السليم، فعندما تأتي دعوة روحانية لم تكن في الحسبان تجلي القلب وتريح النفس وتمدنا بساعات جميلة في حياتنا وكأننا نسرقها من عمرنا، ندرك أننا على صواب ومازلنا على قيد الحياة، فالموت ليس معناه الرحيل بل فقدان الأمل والتنفس وسط زحام لا يشعر بنا أحد، لذلك كل من في حياته داعم أو مساند عليه أن يثني عليه ويصر على ذكره لسببين، الأول ليستمر في دعم الأخرين والثاني لنكبح جماح الغرور ونقول إن نجاحنا ليس إلا بوجود شخصيات في حياتنا.