حكايات على مائدة العشاء

آخر صورة في الألبوم

آخر صورة في الألبوم

تلك هي الصورة التى اخترتها لتكون مصاحبة لنعيي، وفيها ابتسامتي ترسم على وجهي لفراق هذا العالم الغريب الذي عجزت أن أعيش فيه بقوانينه التى تتنافى مع فطرتي، أرفع كفي المنبسط لأشير للجميع، أنني لم أحصل على شيء وكأني أطالب الكل بتفتيشي قبل رحيلي، والابتسامة الأخيرة تخبر المقربين مني بأنني سأفسح المكان لغيري، وأذهب بهدوء قبل أن يضجر مني أحدهم، فغالبا ستكون الابتسامة عن كسب الرهان، بأنني سأموت واقفا كالشجر، لا أحتاج مساعدة من أحد لا لعجز عن السير أو الوقوف أو قضاء حاجتي، ففي تلك اللحظة التى أودعكم فيها، ستستقبلني قلوب تنبض تحت الثرى، وأرواح اشتاقت لرؤيتي، ستضمني كسابق عهدي بها أمي وأبي، فلي في عالم الأرواح أحبة سيلتقون بي حين أطرق الباب، سيفتح وقلوبهم عامرة بالمحبة، وأرواحهم كما هي يشع منها الحنان، فما أكرم هذه القلوب وأعمقها. فلما الخوف من اللحد ولي فيه أنيس، ولما الخوف من العذاب وفيه النعيم، سأذكر لكم إن علمت عن العذاب أو النعيم،  وسوف أخبركم عمّ رأيت، وأنهي جدل المختلفين في العذاب والنعيم، سأتي لمن يذكرني بعد الرحيل في المنام، سأتي له بصورة تسره وأخبره عن أحداث تهمه، فقط مطلوب أن تذكرني لتراني في أحلامك، ستعشرون بأنفاسي تحوم كالطير حولكم حتى ولو كنتم تكرهوني في حياتي فكنت أحبكم، فرق كبير بين الأحياء وهم أموات وبين الأموات وهم على قيد الحياة، رسالتي وأنا أرفع يدي وباسط كفي مودعا أن الموت ليس نهاية الحياة، فالموت بوابة أخرى من بوابات الحيوان، فكما عشت سعيداً فرحا منفرداً بالرحم حزيناً باكياً يوم فارقته، وهبط لأعيش في الدنيا الكبيرة بقوانينها واحكامها، ثم اليوم أذهب إلى ما هو أوسع من تلك الدنيا الضيقة، لأجد براحاً واسعاً وحيواناً آخر يستوعب بالحب والود البشر انتظاراً  لليوم الموعود.
الصورة الأخيرة في الألبوم تحمل في طياتها نهاية المشوار الطويل، حياة مرت بحلوها ومرها بضحكاتها وبكائها بحزنها وفرحها، حتى الصورة على ملامحها الفرحة ونصاعة في الوجه والأسنان البيضاء تنم عن ابتسامة تشملها السعادة، الغريب أننا في زمن لم نهتم كثيرا بمن يرحل، وصار الحي يحسد من ودع الحياة على مروره في سكينة ومضيه في هدوء، تسمع من يحسد الراحل على تشييعه في جنازة مهيبة في ظل ذهاب بعض الراحلين في مقابرهم عن بعد، وكأن الجنائز صارت مواكبة للعصر وأصبحت افتراضية من خلال تطبيقات الشبكة العنكبوتية، حتى العزاء من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، أما الراحل اليوم فكانت صورة الوداع مشرفة والجنازة تليق بشخصه، ليرحل في سلام وهدوء تام.

 

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot
https://ejournal.unperba.ac.id/pages/uploads/sv388/ https://ejournal.unperba.ac.id/pages/uploads/ladangtoto/ https://poltekkespangkalpinang.ac.id/public/assets/scatter-hitam/ https://poltekkespangkalpinang.ac.id/public/assets/blog/sv388/ https://poltekkespangkalpinang.ac.id/public/uploads/depo-5k/ https://smpn9prob.sch.id/content/luckybet89/