آراء الكتاب
مساحة نستعرض فيها الأفكار والإبداع بهدف إثراء الحياة الثقافية يعبر القارىء فيها عن رأيه ولا يمثل وجهة نظر الصحيفة نتلقى مشاركتكم عبر الايميل
abdalmaqsud@hotmail.com
الأم
الأم قصة لا تنتهي، هي البداية والنهاية، والمصدر الذي لا ينضب من الحب والعطاء، وتعيش لأجلنا حتى آخر رمقٍ في حياتها الأم هي المعنى الحقيقي للرحمة الإلهية على الأرض، فالأمومة هى أرقى وأعظم وأصعب مهنة عرفها التاريخ، لأنها مصنع البشرية.
منذ اللحظة الأولى التي تفتح فيها أعيننا على الدنيا، نجد وجهها أول ما نراه، وصوتها أول ما نسمعه، ودفء حضنها أول ما نشعر به. تمضي سنوات العمر ونحن لا نعلم كم من الليالي سهرت، وكم من الأيام تجاهلت تعبها لتسعدنا، وكم من الدعوات رفعتها لله من أجل راحتنا وسعادتنا.
الأم لا تنتظر شكرًا، ولا تطلب جزاءً. يكفيها أن ترى أبناءها بخير، ناجحين، مطمئنين. تحمل همّهم صغيرين، وتبقى تحمل همّهم كبارًا. تتألم لألمهم، وتفرح لفرحهم، وتسعد بنجاحهم أكثر مما يسعدون أنفسهم.
إنها المعلمة الأولى، والمربية العظيمة، التي تغرس القيم والمبادئ قبل أن تعلم الحروف والكلمات. علمتنا الصبر حين كانت تتألم بصمت، وعلمتنا الرحمة حين كانت تمسح دموعنا وتخفي دموعها، وعلمتنا الحب حين كانت تمنحنا كل شيء دون أن تأخذ شيئًا.
حين نتأمل حياتنا، نجد أن كل نجاح نحققه، وكل خطوة نخطوها للأمام، كانت الأم فيها ضلعًا أساسيًا. فهي الداعمة الأولى، والناصحة الأمينة، والسند الثابت الذي لا يهتز مهما اشتدت علينا الحياة.
وحين نغيب أو ننشغل، تبقى الأم تنتظر، قلبها معلق بنا، دعاؤها يسبقنا، وحنانها لا ينقص لحظة. وإن فقدناها، نشعر أن الكون قد تغير، وأن الحياة فقدت طعمها ودفأها. لا أحد يعوّض غياب الأم، ولا شيء يملأ مكانها.
مهما كتبنا من كلمات، ومهما صغنا من عبارات، ستبقى قلوبنا عاجزة عن وصف فضلها ومكانتها. فاللهم احفظ أمهاتنا، وارزقنا برّهن في حياتهن وبعد وفاتهن، وامنحنا القدرة على ردّ الجميل، ولو بالقليل.
علاء رياض
الرفقة الطيبة مفتاح التغيير الحقيقي
في أيام المدرسة، تعلّمت أن الدراسة وحدها لا تصنع النجاح، بل البيئة التي نعيش فيها، والناس الذين نرافقهم، هم من يدفعوننا للأمام… أو يسحبوننا إلى الوراء، قصة الطالبَين: رفقة صنعت الفرق، في مدرستنا، كان هناك طالبان مختلفين تمامًا الأول: متفوق، دائمًا يحلّق في المركز الأول، والثاني: رغم ذكائه، كان يضيع وقته ويهمل دراسته، الغريب أن الطالب المتفوق لم يكن من أسرة غنية، بل يعيش مع أربعة إخوة كلهم متفوقون، أما الآخر، فكان من بيت ثريّ، لكنه تائه وسط الرفاهية.
زيارة غيّرت مصير شاب، حيث قرر والد الطالب الثري أن يزور والد الطالب المتفوق ليفهم السر، دخل البيت، فوجد أسرة بسيطة، لكنهم يعيشون بنظام، وانضباط، وروح جميلة. طلب أن يسمحوا لابنه أن يعيش معهم فترة لعلّه يتغيّر، وعرض أن يقدّم لهم دعمًا ماليًا، لكن الأب أجابه بابتسامة ووقار: نحن مستورون، لا نأخذ مقابلًا على الأخلاق، بعد أسابيع قليلة، بدأ الطالب يتغيّر التزم بوقت الاستيقاظ، جلس معهم للمذاكرة، تعلّم احترام الوقت، وقيمة التعب، تخلّى عن الترف المُفرط واكتشف متعة الإنجاز.
ومع مرور الوقت، أصبح من الأوائل، وتخرّج بامتياز… فقط لأنه عاش في بيئة إيجابية، ومع رفقة تعرف قيمة النجاح، الرفقة ليست مجرد صحبة، الرفقة الطيبة ليست فقط من تضحك معهم بل من، يحفزك على الأفضل، يذكّرك إن نسيت، ينصحك في وقت الغفلة، ويفرح بك حين تتقدّم.، اختر أصدقاءك بعين عقلك لا بعين هواك.
إذا أردت أن تعرف مستقبلك، فانظر إلى من تجالسهم كل يوم، ما تغيّر ذلك الطالب بالمال، ولا بالذكاء، بل بالرفقة الطيبة التي أيقظت فيه ما كان نائمًا، اجعلوا من رفاقكم سُلّمًا نحو النجاح، لا حفرةً من الضياع، واختاروا من يشبه أحلامكم، لا من يُرضي لحظتكم.
المهندس سامي الفاضل
التوازن بين الأصالة وبين الحداثة
في ظل التطور السريع الذي يشهده العالم يجد الكثير منا نفسه أمام تيار متسارع من التغيرات، قد تصاحبه مشاعر قلق واضطراب هذه المشاعر ليست سلبية في حد ذاتها بل يمكن أن تصبح حافزًا للنمو الشخصي والتكيف مع المستجدات إذا ما تعاملنا معها بوعي وحكمة.
و هنا نجد التغيرات التي تفرضها الحياة الحديثة تتطلب منا مرونة في التفكير والانفتاح على كل ما هو جديد دون أن نسمح لها بطمس هويتنا أو التأثير على مبادئنا الراسخة.
التحدي الحقيقي يكمن في قدرتنا على إيجاد توازن بين التكيف مع العصر والتمسك بالقيم التي نشأنا عليها تلك القيم التي تمثل الأساس المتين الذي يُبنى عليه مسار حياتنا.
الأصالة والحداثة ليسا متضادين فقط بل يمكن دمجهما في منظومة واحدة تعزز من قوة الشخصية وعمقها عندما نتمسك بجذورنا ونستلهم منها فإننا نجد بوصلة داخلية توجهنا وسط العواصف المتسارعة تلك البوصلة لا تمنعنا من استكشاف الجديد ولكنها تحمينا من أن نُضيع الطريق أو نفقد ذواتنا.
الحفاظ على هذا التوازن لا يأتي بسهولة فهو يحتاج إلى وعي دائم ومراجعة مستمرة لأنفسنا نسأل فيها "هل نسير وفقاً للأساس الذي نشأنا عليه؟ وهل ننفتح على العالم الجديد بما يعزز تطورنا أم بما يُشتت مسارنا؟.
الثبات الحقيقي لا يعني الجمود أو المقاومة العمياء للتغيير بل يعني التحلي بالمرونة الواعية حيث نتغير ونتطور وفقًا لاحتياجات العصر دون أن نفقد هويتنا ومن هنا يمكننا أن نحيا في عالم متغير دون أن نفقد توازننا أو قدرتنا على العيش بسلام مع أنفسنا ومع العالم من حولنا.
د. إيمان فؤاد
الفؤاد والعقل: رحلة في أعماق الوعي
الليل عندما يعم صمته الأرجاء، وحين تهدأ ضوضاء العالم وتنام الأصوات، يبقى سؤال واحد يقظاً في أعماقنا، من أين يأتي هذا الوعي الذي يجعلنا نشعر، نحب ، نتألم، ونحلم !؟ إنه السر الأعظم الذي حيّر الفلاسفة والعلماء عبر التاريخ .
لطالما اعتقدنا أن العقل هو سيد الوعي وملكه المطلق، لكن التأمل العميق في تراثنا الروحي يكشف لنا حقيقة أخرى ، فالقرآن الكريم يميز بوضوح بديع بين القلب وبين الفؤاد ، ويضع الفؤاد في مرتبة خاصة كمصدر للإدراك الحقيقي :
"إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا " ، وهنا لا أفسر القرآن الكريم ، وإنما قمت بالربط بين نظرية الثنائية بطريقة جديدة ، في هذا التمييز اللغوي والروحي ، نجد مفتاحاً لفهم طبيعة الوعي الإنساني ، الفؤاد ليس مجرد عضو، بل هو المنبع الصافي الذي تتدفق منه المشاعر والأحاسيس والإدراك الخالص، إنه البئر العميقة التي لا تنضب ، والتي تحتوي على جوهر ما نحن عليه .
أما العقل ، فهو المترجم البارع والوسيط الأمين الذي يأخذ هذا الوعي الخام النابع من الفؤاد ويحوله إلى أفكار وكلمات وقرارات ، العقل لا يخلق الوعي ، بل يصوغه ويشكله ويقدمه للعالم الخارجي في صورة قابلة للفهم والتواصل .
هذه الرؤية تتجاوز الثنائية التقليدية بين العقل والجسد ، لتقدم لنا ثنائية أكثر دقة ورقة :
ثنائية الفؤاد والعقل .
الفؤاد كمصدر للوعي ، والعقل كأداة للتعبير عنه، الأول يشعر والثاني يفكر، الأول يحس والثاني يحلل، الأول يعيش اللحظة والثاني يفسرها ، في هذا التناغم بين الفؤاد والعقل ، نجد سر الوعي الإنساني في أجمل صوره ، فعندما يصمت العقل لحظات ، نشعر بنبضات الفؤاد الخفية التي تحمل في طياتها كل ما نحتاج لمعرفته عن أنفسنا وعن العالم من حولنا ، وعندما ينطق العقل ، فإنه يترجم هذه النبضات إلى معان وحكم وأفكار تضيء طريقنا في الحياة ، ربما يكون الوعي ، في نهاية المطاف، هو هذا الحوار الصامت والمستمر بين الفؤاد والعقل ، حيث يهمس الأول بأسرار الوجود ، ويصغي الثاني بكل انتباه ليحولها إلى واقع مُعاش .
حيدر فليح الشمري : كاتب صحفي
نسيج الذهب.. ازدهار الحضارة العربية
في الوقت الذي يحلو فيه للبعض التشكيك في الجهود العلمية الجبارة لأجدادنا الحكماء الذين أقاموا حضارة متفوقة مبهرة تمتاز بعطاءها الخصب الجليل في كل المجالات العلمية والفكرية والفنية، يأبى التاريخ المُسَطَّر والحقائق الخالدة إلا أن يبطلا هذا التشكيك بكل حسم وقوة، مع الرد الجليِّ المحكم على من تسول لهم نفوسهم الأمارة بالسوء أن ينشروا بيننا هذا التشكيك الآثم لبث الشعور بالهزيمة النفسية بداخلنا حتى لا يرفع العربي رأسه ولا يؤمن بذاته.
والحق الذي يعرفه المنصفون من باحثي الغرب وكبار مؤرخي العرب على السواء هو أن حضارتنا العظيمة كانت في القمة، ونظرة سريعة على منجزات علمائنا الكبار تجعلنا منبهرين بهذا السبق العلمي الذي أوضح للعالم كله أن العرب والمسلمين كانت لهم الريادة ذات يوم ولم يكونوا من الأغبياء كما وصفهم بعض المتعصبين الظلمة الذين أعماهم التعصب الأرعن عن الحقائق التاريخية التي تفرض نفسها.
ونحن نعترف أن العرب استفادوا من الكتب اليونانية التي وجدوها في مدرسة "جنديسابور" وهي مدينة فارسية بناها الملك سابور ومعناها بالعربية "معسكر سابور" وكانت اللغة السائدة في هذه المدرسة هي السريانية لأن أساتذتها كانوا على الديانة المسيحية وكان المسيحيون الأوائل في فلسطين وبلاد الشام يتحدثون بهذه اللغة، وإلى اليوم لا يزال سكان "معلولا" في الجمهورية السورية يتحدثون بالسريانية، كما أن السريانية هي لغة الصلاة والطقوس الكنسية عند مسيحيي الشام وطائفة الموارنة في لبنان.
المهم أن العرب لما استولوا على بلاد فارس و"جنديسابور" من ضمنها وجدوا كتب الحكمة والطب التي ألفها كبار فلاسفة اليونان وحكمائهم، واكتشفوا أنها مترجمة إلى السريانية، فأعجبهم أن يجدوا هذا الكنز الثمين ولأنهم لا يعرفون السريانية التي دونت بها تلك الكتب فقد استحضروا إلى عاصمتهم بغداد بعد قيام الدولة العباسية علماء تلك المدرسة وأغدقوا عليهم الأموال بسخاء وطلبوا منهم أن يترجموا إلى العربية الكتب اليونانية المنقولة إلى السريانية.
وأحب علماء مدرسة "جنديسابور" أن ينتقلوا إلى بغداد، نظراً لأنها لم تكن مسرفة البعد عن مدينتهم، ولأن الخلفاء وعدوهم بالحياة الطيبة والأموال الوفيرة..
وأول خليفة استقدم طبيباً من جنديسابور هو أبو جعفر المنصور، حيث أصابته علة عسر الهضم، فدعا إليه "جرجيس بن بختيشوع" رئيس مدرسة جنديسابور والبيمارستان الخاص بها، وكلمة البيمارستان تعني المستشفى، وفي بعض الأحيان كان العرب يقولون "المارستان" ثم حَوَّر المصريون الكلمة إلى "مورستان" لأن الفرس حين كانوا ينطقونها كانوا يفخمون الألف التي بعد الميم فتصير إلى الواو أقرب، وصارت كلمة "مورستان" عند المصريين تعني مستشفى الأمراض العقلية!
وقد نجح "جرجيس بن بختيشوع" في معالجة الخليفة المنصور، ومكث في بلاط الخليفة منذ عام ١٤٨ إلى ١٥٢ هـ ثم استأذن الخليفة في العودة إلى جنديسابور فأذن له.
وفي خلافة الهادي بن المهدي العباسي استقدم ابن جرجيس، وكان حكيماً مثل والده، واسمه "بختيشوع بن جرجيس بن بختيشوع" وجعله طبيبه الخاص لكن مع الأسف نشأ بينه وبين "أبي قريش" طبيب زوجة الخليفة الهادي نزاع، وعلى إثره استغنى عنه الخليفة فعاد إلى جنديسابور.
فلما تولى الحكم هارون الرشيد رحمه الله وهو أخو الهادي، استقدم بختيشوع وأكرمه وطلب منه معالجته من الصداع المزمن، وعاش بختيشوع في كنف الخليفة، ولما توفي خلفه ابنه "جرجيس بن بختيشوع بن جرجيس بن بختيشوع" وظل يخدم هارون الرشيد وابنيه من بعده الأمين والمأمون، وكتب المؤلفات الطبية باللغة العربية، ثم توفي سنة ٢١٣ هـ.
وبعد وفاته بسنتين أنشأ الخليفة المأمون العباسي "بيت الحكمة" في بغداد ليمثل طفرة في مسيرتنا الحضارية الرائعة، وقرر الخليفة أن يصبح البيت مقراً للترجمة من السريانية واليونانية إلى العربية، وجعل على رأسه "يوحنا بن ماسويه" وهو طبيب سرياني قادم من مدرسة "جنديسابور" العريقة، وهاجر إلى بغداد لينشئ فيها "بيمارستان" ثم عينه المأمون رئيساً على بيت الحكمة.
واشتهر بالترجمة في بيت الحكمة الطبيب حنين بن إسحاق وهو تلميذ يوحنا.
ومن "بيت الحكمة" ومن خلال حركة الترجمة ظهر أول فيلسوف مسلم وهو السيد "أبو إسحاق الكندي" الذي كان أيضاً عالماً بالرياضيات، وهو عربي من "بني كندة" ذوي الأصل اليمني، وقد حكم بنو كندة منطقة اليمامة في الجزيرة العربية، وموقعها الآن في مدينة الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية، مما يدل على أن الجنس العربي لم تكن تستعصي عليه الفلسفة والرياضيات والعلوم كما يزعم بعض المغرضين.
حاتم السروي
أفدي الحياة
أفدي الحَيـاةَ إذا سَمَتْ أقــــــدارُهَا
وتَجَلّتِ الأرواحُ فـــــــي أنوارِهَا
واسْتيقَظَ الإنسـانُ من غَفَـــــــلاتِهِ
وسَمَا إلى عَلياءِ حُســـــن مَدارِهَا
ما زِلتُ أَحفِرُ في الزمَانِ حُروفَـها
حتى أُقيمَ العَدلَ فـــــي أَشــعارِهَا
يا رَاحِلاً في الدَّربِ، مَهْلاً إنـــّني
أبني من الأحلامِ جسرَ خيارِها
لا تَستَعِبْ طَيفَ المــحبّةِ إنّــــني
سَكَنٌ لأرواحٍ مضيء مَــــــزارِها
وغَرامُ قلبي لم يَزلْ مِسْكًا سَرى
فوقَ الصّباحِ تعيش في أزهارها
في كلِّ جُرحٍ قد نَزَفْــتُ من الأذى
حتى تُضيءَ الحُـــلمَ فـي أسرارِها
فأنا ابنُ هذا العصرِ، لم أَخـــنِ النّدى
وبمُرِّهِ ذقت الأسى بشرارها
يا سائلي عن ســـرّ قلبــــي إنّـــــهُ
خَفَقٌ يذوب به جليد نهـــــارها
قد كنتُ وحدي في الدُّجى متأمّـــلاً
أن تستفيقَ الأرضُ من أعـــــذارِها
ما كلُّ مَن يمشي يعي دربَ الهُـدى
بل من سَقَى الأرواحَ ماءَ خــيارها
شِعري صلاتي والحروفُ مواطني
قد خطّـــها قلمــــي دمــا لشِعــارِها
أنا لستُ إلّا فكرةً قد أشــــــــــرقتْ
في الكونِ كي تَمحُو دُجى أحْجارها
سافرتُ في نَفْسي أُفتّشُ سِرَّها
فرجعتُ أؤمن أنَّنا مــــــن نــــارِها
لكنّنا قد نُطفئُ الغضبَ الــذي
في القلبِ، إن سَجدَ الحنينُ بـدارِها
والله لو شاءَ السَّلام لقُلـــــــتُهُ
شِعراً يذكر بعد ذاك بثأرها
أنا من ترابِ الله أنبَتَني الرجا
بالحـــــبِّ صب البحر في أنهارها
أمنية كانوني : شاعرة
الرحمة تحت لهيب الشمس
أول ما لفت نظري عند زيارتي الإمارات، هي الرحمة التي صدرت بقرار يشمله نوع من الإنسانية والرأفة على العاملين في قطاع النظافة والمقاولات وتوصيل الطلبات على الدراجات الهوائية، وهذا التوجه وإن دل فيدل على وجود نظام يهتم بالإنسان ويراعي مصلحته على مصلحة الانتهاء من تنفيذ خطة الدولة في البنية التحتية وغيرها، ولذلك وجدت الشركات حلا يرضي العامل في النظافة والمقاولات هو انطلاق العمل في الساعات الأولى من النهار وتنتهي فترة العمل عند الظهيرة.
وما يلفت النظر أن العقل الجمعي يســــــاهم في هذه المبادرة العظيمة التى تتم عن وعي القيادة الرشيدة واهتمامها بالشـــــعب من المواطنين والمقيمين والحلقة الضعيفة في الهيكل الوظيفي، هذه الفئة التى تعمل تحت لهيب الشمس من أجل الحياة وتحمل المسؤولية، فئة تعودت أن تنظر لأعلى لتلقي الأوامر، واليوم قانون ومبادرات تحميهم من الشمس وحرارتها، فنعم المبادرات ونعم التعاون بين القطاعين الحكومي والخاص في تحقيق الهدف من المبادرة
وجـــــدت الكثير من أفراد المجتمع يحملون في سياراتهم مياه باردة وعصائر يزورون المواقع التى تحت الانشاء لمدة العمال بهذه المرطبات للتخــــــفيف عنهـــــــم، وهذه اللافتــــــة الطيبــــــة لم تكـــــن مجرد الترويح عن العامل وبل جسده بل هي أعمق بكثير من هذا، هذا العمل البسيط يـــــــؤثر بالإيجــــــاب على العـــــامل ويشــــعر بوجوده ويتقن أن أهل الإمارات لا يفرقون بين الجنسيات ولا العرق ولا اللغة الجميع على أرضها واحد.
في المقابل وجدت أفراد مجتمع يوزعون أناء به ماء أمام بيوتهم الطير، وهذه رأفة ورحمة، بل شاهدت في النوافذ بالهيئات والشركات والمنازل نفس الشئ، حبوب تلقى لهم ومياه في إناء نظيف، كل هذه القيم تجعلنا نثني على صاحب المبادرة والفكرة ونحيب الدولة على هذه الرحمة التى تمنحها للضعفاء.
خالد سالم
قصص النجاح
في عالم يتوق فيه الجميع إلى النجاح والتفوق، تتكرر الأسئلة حول سر الوصول إلى القمة: هل هو الحظ؟ أم القدرات؟ أم الجهد والمثابرة؟
الحقيقة أن قصص الناجحين في مختلف المجالات تكشف لنا سرًا مهمًا: النجاح لا يأتي صدفة، ولا يفتح الحظ بوابته بسهولة، بل هو ثمرة العمل الشاق، وتحمل المسؤولية، والإصرار على عدم الاستسلام.
الفاشل الحقيقي ليس من لم يحقق أهدافه، بل من يعتقد أن النجاح يأتي دون تعب أو اجتهاد، وأن الحظ وحده هو من يصنع الفارق، هذا التفكير يقتل روح المبادرة، ويجعل الإنسان عالقًا في دائرة الفشل، في المقابل، الناجحون يدركون أن الطريق إلى القمة مملوء بالتحديات التي يجب مواجهتها بقوة الإرادة والصبر، من أكثر السلوكيات التي تميز الفاشل هو إلقاء اللوم على الآخرين أو الظروف الخارجية كتبرير لفشله. فهم يرفضون تحمل مسؤولية أفعالهم أو أخطائهم، ويستخدمون “شماعة اللوم” للهرب من مواجهة الحقيقة.
هذا السلوك يعيق نموهم وتطورهم، ويجعلهم يعيشون في دائرة من الأعذار تمنعهم من التقدم، بينما الناجحون يتحملون المسؤولية كاملة، يتعلمون من أخطائهم، ويواصلون تحسين أنفسهم لتحقيق أهدافهم، لو نظرنا إلى قصص نجاح عظيمة، سنجد أن هؤلاء الأشخاص لم ينجحوا بسبب الحظ وحده:
• دييغو مارادونا، الذي نشأ في أحياء فقيرة في الأرجنتين، جاع وتعب لكنه لم يسمح لظروفه أن توقفه، بل جعل من موهبته وسيلة للتعبير عن ذاته وتحقيق المجد.
• أوبرا وينفري، التي تحملت طفولة مليئة بالصعوبات والإساءات، وحولت ألمها إلى قوة دفع نحو النجاح لتصبح واحدة من أشهر الإعلاميات في العالم.
ليونيل ميسي، الذي واجه مرض نقص النمو في طفولته، لم يستسلم أو يسمح لمحدودية جسده أن تمنعه من تحقيق أعظم إنجازات كرة القدم
كريستيانو رونالدو، الذي جاء من عائلة فقيرة في جزيرة ماديرا، عمل بلا كلل، ورفض أن تكون الصعوبات حائلاً بينه وبين أحلامه، وكثيرون غيرهم إذا تعمقنا في قصص نجاحهم، سنجد وراء كل قصة تعب، ألم، معاناة، وفشل
لم يكن الحظ وحده حليفهم، بل الإصرار والعمل المستمر وتحمل المسؤولية، الحظ قد يلعب دورًا بسيطًا أحيانًا، لكنه لا يصنع النجاح، النجاح الحقيقي هو من نصيب من يثابر ويتحمل المسؤولية ويعمل بجد، الفاشل هو من يعلق إخفاقه على عوامل خارجية ويتوقف عن المحاولة، لذا، لتصل إلى النجاح، عليك أن تؤمن بقدرتك على العمل والاجتهاد، وأن ترى في كل عقبة فرصة للتعلم والنمو، النجاح يبدأ من قرار داخلي، ومن الإصرار على تجاوز كل ما يعترض طريقك.
رنا أحمد شريف: كاتبة
المكتبات
عايزين نحقق أحلامنا
علشان ترفرف أعلامنا
في المكتبات سر حياتنا
صبيان بنات مع قيادتنا
ويا الفنون مع فرحتنا
جغرافيا وعلوم جمعتنا
في المكتبات
المكتبات دي بستانا
وسط الكتب احنا في جنة
علوم معارف نتهنى
شوف الثقافة بتتغنى
في المكتبات
كل الفنون مع إبداعنا
سرح الخيال واستمتعنا
ع الحب احنا اتجمعنا
والكل جاي بيسمعنا
في المكتبات
سامي سرحان : عضو اتحاد كتاب مصر