رئيس الدولة ونائباه يحيون معلمي الإمارات أصحاب الرسالة النبيلة
آراء الكتاب
مساحة نستعرض فيها الأفكار والإبداع بهدف إثراء الحياة الثقافية يعبر القارىء فيها عن رأيه ولا يمثل وجهة نظر الصحيفة نتلقى مشاركتكم عبر الايميل
abdalmaqsud@hotmail.com
دور الإعلام في بناء المجتمع
يعد دور الإعلام في بناء المجتمع من الركائز المهمة والداعمة في المجتمع، والذي يكاد يكون المؤثر الأول لدى كافة أطياف المجتمع، فهو يرصد ما يحدث ويدور في المجتمع سواء بشكل مباشر أو من خلف الكواليس، خاصةً في ظل ما تشهده البشرية من طفرة إعلامية غير مسبوقة منذ الربع الماضي من القرن الحالي، ففي بداية الألفية كانت البداية الحقيقية والملحوظة في تطور الوسائل والشكل الإعلامي حتى أصبح بإمكان أي فرد معرفة ما يحدث في أقصى الأرض لحظة وقوعه سواء من خلال الإعلام المرئي أو المسموع، وكأنه عايش الحدث تمامًا، ولا شك فيما يبذله كل من يعمل في مجال الحقل الإعلامي، مع الوسائل الحديثة.
ويمكن دور الإعلامي سواء صحفياً أو مذيعاً، سواء كان يتعامل مع الجمهور بشكل مباشر أو من خلال اللقاءات التلفزيونية، دورًا مهمًا في إبراز مدى قدرته المهارية وتوجهه، فكل ذلك يلعب بشكل مباشر أو غير مباشر بتأثير بجميع أفراد المجتمع، والإعلام من المهن السامية، فلا يقل دوره في بناء شخصية الأجيال تمامًا مثل المربي والمعلم وحتى دور الأم والأب أيضًا، لذلك يجب أن يراعي الإعلامي أو الصحفي فيما يقدمه وما يقوم به.
فلا رقيب عليه سوى مبادئه وضميره، في ظل تلك الأونة والتي تعاني فيما يسمى بـ (الفقر الإعلامي)، والذي أصبح واقع نعيشه، فكم من يمتهن الإعلام من أجل الشهرة، أو الثراء، أو لدخول باب الفن، بصرف النظر عن دور الإعلام وما يسمو إليه، ولكن هناك نماذج مشرقة ومشرفة ما زالت تُثري المشهد الإعلامي، ومن بين هؤلاء، على سبيل المثال لا الحصر، الصحفي والإعلامي المبدع محمود سعد، أحد المنابر الصحفية والإعلامية العربية الهامة والمؤثرة، لرصد واقع الحياة المصرية والعربية مع كافة طبقات المجتمع، فلا تقتصر لقاءاته مع طبقة بعينها، بل تمتد حتى للطبقات الفقيرة أو المهمشة، فيرصد أوجاعهم وما يعانونه من مشاكل وصعوبة الحياة، فأصبح رمزًا للوجه الإعلامي المتميز الموجه لخدمة المجتمع بأسره، فنجد الأطفال والشباب يعرفون ما يقدمه من تميز بل ويعشقونه أيضًا، وهناك أيضا من استطاع كشاعر ورسام كاريكاتير أن يؤثر في كافة الطبقات، واثبت أنه ايقونة إبداعية هامة ، لذلك نتوجه بالشكر والتقدير لكل صحفي وإعلامي أدرك أهمية الإعلام كرسالة سامية وهامة لبناء أجيال قادمة.
سماح سليم : شاعرة
الإنسانية حين تعيد رسم ملامح الحياة
يبقى الإنسان هو الضحية الأولى في عالمٍ تتنازعه الحروب والأزمات ، أطفال يولدون بلا سند ، يكبرون في ملاجئ تفتقد لدفء العائلة ، بلد تُثقل كواهله الأرامل والمطلقات، وشباب يخطون نحو المجهول بلا بيت يؤويهم أو يد تُمسك بهم ، هذه الصورة الموجعة ليست مجرد مشهد عابر في حياة المجتمعات، بل هي جرح مفتوح لا يندمل إلا حين تُغرس فيه بذور الرحمة.
الإنسانية الحقيقية لا تُقاس بما نملكه، بل بما نهبه للآخرين، فهي صوتٌ خافت يعلو فوق صخب الأنانية ، ويدٌ تمتد لا لتمنّ بل لتواسي، وعين تبصر ما يتجاهله الكثيرون، وحين تتحول هذه القيم إلى مشروع متكامل، يصبح العطاء لغةً قادرة على إعادة صياغة مصائر كاملة.
هنا تتجلى الأدوار العظيمة للنفوس التي جعلت من العون رسالة، ومن الرحمة دستورًا، ومن الأمل حياة جديدة ، فالأيتام الذين وجدوا وظيفة بعد بلوغهم ، والنساء اللواتي وجدن سندًا في الزواج الكريم ، والأطفال الذين يستعيدون بصرهم أو سمعهم ، كلهم ليسوا مجرد حالات فردية ، بل شواهد على أن للإنسانية قدرة تفوق حدود المستحيل.
وسط هذا المشهد يقف عمل الأستاذة والباحثة الاجتماعية "رنده صادق الربيعي" كترجمة حيّة لهذه القيم ، فهي لم تأتِ لتضيف قصة جديدة في سجلات المساعدات، بل لتقول: إن الإنسان يمكن أن يغيّر واقعه إذا وجد من يؤمن به من خلال منظمتها "نسمة عطاء"، حملت هذا العبء الكبير لتجعل من العطاء مسارًا دائمًا ، لا لحظة عابرة .
إنها ليست حكاية فرد، بل حكاية إنسانية بأكملها، تتجسد في كل دمعة تتحول إلى بسمة ، وفي كل قلب يائس يعود لينبض بالأمل ، وهنا يتضح أن الإنسانية ليست حلمًا بعيدًا بل واقع ممكن إذا وُجدت قلوب كقلبها ، تصرّ أن تجعل من الألم بذرة حياة ، ومن اليُتم نافذة نحو مستقبل أكثر رحمة وعدلاً .
الصحفي حيدر فليح الشمري
الدخلاء
فكرة الألفة والترابط الأسري شئ فطري، تنشأ عليه المجتمعات وتزداد قوة وصلابة في العلاقات، فالأب مصدر الأمان والأم منبع الحنان، والأخوة القوة الضاربة وشد الوثاق، والأخوات زهور البيت والجزء اللطيف الحنين، وعلى هذه الصفات والسمات الجميلة تكبر أفراد الأسرة، يلتفون جميعا حول مائدة الطعام، ويشاركون في تجاوز المشكلات، ويتقبلون الرأي والرأي الآخر.
تظل الأسرة متماسكة وقوية وبينها ترابط قوي، وكأنهم بنيان مرصوص، حتى إذا جاء دخيل يرتدي عباءة زوج الأخت أو زوجة الأخ، لنرى أسرة مختلفة تماما، وكان الدخيل ثمرة فاسدة وضعت بين فاكهة ناضجة وصحية، تشتعل الأجواء وتتنافر القلوب وتخلو المائدة من زوارها، وتصنع المشاكل بدلا من التكاتف لحلها في السابق، تعلو نبرة الأحادية وتنتشر ألفاظ حديثة أقلها الأنانية، وخطوة خطوة يقل الاحترام بين الأخوة والأخوات، إلى أن يزداد الأمر سوء ويتم التطاول على الوالدين بالألفاظ التي لا تليق.
المشكلة الأساسية تكمن في الدخيل، الذي أفسد العلاقة الفطرية السليمة بين العائلة الواحدة، وربما لوسائل التواصل الاجتماعي دور في هذا النمط الذي غزى مجتمعاتنا وغير هويتها الأصيلة، فزوج الأخت أو زوجة الأخ ينفثا سمومهما في إناء الألفة ليعكرا صفو العائلة، وإذا صلحا صلح الإناء واستمرت العائلة في البناء والتطور ونشأت الأحفاد في جو صحي ومناخ ملائم للحياة الطبيعية.
على العائلات أن تختار العناصر الدخيلة عليها، لتستمر الحياة في إطار المحبة بعيدا عن الطمع والغيرة وتدمير النفوس الطيبة، والغريب أن الأخ أو الأخت تتحول لمجرد الاستماع لشخص أو لمرأة لم يعرفها إلا حديثا وتغير قلبيهما وتزيد من الكره في أيام، ليس من الطبيعي أن يدير المرء حياته من خلال السمع، لاغياً العشرة والعقل وصلة الدم، على الأبناء أن يحسنوا اختيار الدخلاء حتى تظل سلة الفاكهة سليمة وناضجة.
معاذ الطيب : مخرج
تاج الحب
يا تاج الحب كله.
يا حمامة ع البنية
يا زهرة البنفسج.
يا ملانة بالحنية
ياحلوة يا أصيلة
عيونك مستحية
يا نايمة وبين رموشك
الشعر ده غواية
يا صاحية وجوا عقلك
الحب والهداية
شايفك حمامة بيضا.
روحي بصي في المراية
كل الأصالة فيك
محاطة بالعناية
احنا الشعرا نشوفك
زهرة جميلة هواية
احلامك العظيمة
دي حكايتك م البداية
إيمانك يا حبيبتي
الظلم له نهاية
سامي سرحان : عضو اتحاد كتاب مصر
مواجهة التنمّر
التنمّر المدرسي ليس مجرد سلوك فردي عابر بين الطلاب، بل أصبح ظاهرة عالمية تشغل بال التربويين والأهالي معًا هذا السلوك القائم على الإساءة الجسدية أو اللفظية أو النفسية يترك آثارًا عميقة قد تمتد مع الطالب سنوات طويلة فتؤثر على ثقته بنفسه وتحصيله الدراسي، بل وصحته النفسية أيضاً على المدى البعيد.
إن التنمّر لا يقتصر على الضرب أو الإيذاء الجسدي و لكن يأخذ صورًا متعددة مثل، التنمّر اللفظي عبر السخرية و الشتائم أو إطلاق ألقاب جارحة، التنمّر الاجتماعي بعزل الطالب أو نشر الشائعات عنه، التنمّر الإلكتروني عبر الرسائل أو منصات التواصل وهو الأخطر لصعوبة ضبطه، و لدينا بعض الأسباب الجذرية حيث تشير الدراسات إلى أن التنمّر غالبًا ما ينشأ، من غياب الرقابة الأسرية والتربية القائمة على العنف، ضعف دور المدرسة في غرس قيم الاحترام والتسامح، غياب العقوبات الرادعة للطلاب المتنمّرين، الرغبة في إثبات القوة والسيطرة أمام الأقران، لنتعرف على أهم الآثار النفسية والتعليمية، لنجد أن الطالب الذي يتعرض للتنمّر قد يعاني من فقدان الثقة بالنفس والشعور بالوحدة، انخفاض التحصيل الدراسي نتيجة الخوف المستم، أعراض جسدية مرتبطة بالقلق مثل الصداع أو اضطرابات النوم، في بعض الحالات قد يقود التنمّر إلى التفكير في الانعزال أو إيذاء النفس.
كيف نواجه التنمّر؟
لمواجهة هذه الظاهرة لابد من تكاتف جميع الأطراف.
الأسرة: تعزيز الحوار مع الأبناء وملاحظة أي تغيّر في سلوكهم.
المدرسة: وضع سياسات واضحة ضد التنمّر وتدريب المعلمين على التعامل مع المواقف بحزم ووعي.
الطلاب: نشر ثقافة “الصديق الداعم” وتشجيعهم على الدفاع عن بعضهم البعض بدلًا من الصمت.
المجتمع والإعلام: حملات توعية تسلط الضوء على خطورة الظاهرة، التنمّر في المدارس ليس مجرد مشاغبات أطفال و لكنه قضية تربوية وإنسانية تستحق الاهتمام، إنّ بناء جيلٍ واعٍ آمن نفسيًا يتطلب تعاونًا جادًا من البيت والمدرسة والمجتمع بأسره. فكل كلمة طيبة وكل موقف دعم قد يكون سببًا في إنقاذ طفل من جرحٍ نفسي عميق.
د. إيمان محمد فؤاد
المرأة العنيدة
لا شك أن الرجل أي رجل يحب المرأة اللينة الهينة الودودة ، ذات المعشر الطيب، والمجلس الرائق. أما العنيدة فهي المتخذة الرجل عدوا لها، المرأة العنيدة هي التي تفشل في إقامة علاقة طبيعية مع أسرتها وأولادها وأقاربها حتى مع زملاء العمل، المرأة العنيدة هي التي تفشل في زواجها لأنها غالبا تفتقد الذكاء العاطفي ؛ولذلك نراها في شد وجذب وعراك دائم مع زوجها وكأنها في حرب ضروس لا تهدأ ولا تلين.
فالرجل يكون أكثر عنادا وأكثر تمسكا برأيه أمام تلك المرأة العنيدة التي تظن أنها عندما تتمسك برأيها وعنادها تكون قوية ،وأنها سوف تحقق نجاحا باهرا، في حين أنها تتجه إلى الفشل والسقوط إلى الهاوية ، لأنها إن فازت من وجهة نظرها؛ فإنها سوف تخسر قلوب المحبين من حولها، إذ تعافها نفوسهم وتنأى عنها قلوبهم ،وهذه أعظم خسارة ولن تعوض مع مرور الزمن.
إن الكثير من الحكم و الروايات والأحاديث تمتدح المرأة الهينة اللينة الودودة ، وهذا ليس من فراغ بل الأصل هو المودة والرحمة، فالمرأة التي تنحني لتمر العاصفة؛ هي المرأة الحكيمة العاقلة التي تعمر بيتها بالحب والمودة والتسامح ،أما المرأة التي تقف كالعود الصلب هي من تنكسر وقد لا ينجبر كسرها.
إنّ المرأة العنيدة المتشبثة برأيها دوما نراها تعيش حياة كلها حزن وأسى وألم تظل تتجرع مرارته في حياتها وبعد مماتها، ففي حياتها ينتهي بها الحال إلى الطلاق وفشل حياتها الأسرية مع زوجها وأولادها وفشل حياتها الاجتماعية مع أقاربها وصديقاتها ، بل قد يؤدي ذلك إلى المرض والاكتئاب والعيش فى بؤس وشقاء. أما بعد مماتها فهي محاسبة على أعمالها وأولها ظلمها نفسها ومن حولها، وخصوصا أولادها وزوجها .
عاطف البطل : كاتب صحفي
فوائد الرمان
ثمرة الرمان من الثمار التي ذكرت في القرآن ولها منزلة عظيمة ومهمة للجسم، كما لا تختلف فوائد تناول الرمان عن فوائد عصير الرمان الطبيعي، ومن أبرز الفوائد المحتملة لأكل حبات الرمان، يقوم بمقاومة بعض أنواع السرطان، وذلك لأنه يحتوي على كميات مرتفعة جدًّا من مضادات الأكسدة بنسب تتجاوز بعض الأغذية والمشروبات الشائعة الغنية بمضادات الأكسدة كالشاي الأخضر، وتلعب مضادات الأكسدة دورًا مهماً في مقاومة حالة الإجهاد التأكسدي والشوارد الحرة المسببة لها، والتي يمكن أن تحفز نشأة السرطان.
لذا وبفضل محتوى الرمان من مضادات الأكسدة والعديد من المغذيات الهامة الأخرى يمكن لتناول الرمان بانتظام أن يساعد على، مقاومة انتشار خلايا سرطان البروستاتا، وتسريع موتها، الوقاية من أنواع معينة من السرطانات أو مقاومة انتشار خلاياها بعد نشأتها، مثل سرطان الثدي، وسرطان القولون، وسرطان الرئة، وسرطان الجلد.
وايضا تخفيف حدة فقر الدم، لما يحتوي الرمان على نسب جيدة من معدن الحديد، والذي يلعب دورًا هامًّا في تعزيز إنتاج وضخ الدم، لذا يمكن لأكل الرمان أو لشرب عصيره الطبيعي بانتظام أن يساعد على تخفيف حدة فقر الدم والعديد من الأعراض التي قد ترافقه، مثل، التعب، فقدان أو ضعف حاسة السمع، الضعف العام، الدوار.
يقوم الرمان ايضا بتقوية عظامك ومفاصلك وجعلها أقل عرضة للأمراض، يحتوي لب الرمان على مواد قد تساعد على دعم صحة العظام والمفاصل ومقاومة بعض الأمراض التي قد تصيبها، مثل المواد الآتية: مضادات أكسدة متنوعة ومواد طبيعية مضادة للالتهاب، وهذه قد تساعد على تخفيف حدة الالتهابات وإبقائها تحت السيطرة، بما في ذلك الالتهابات التي قد تلعب دورًا في نشأة أمراض العظام والمفاصل، مواد قد تمنع إنتاج أنزيمات يمكن لنشاطها أن يسبب تفكك بعض الأنسجة الرابطة في الجسم
لذا من فوائد أكل الرمان أنه قد يساعد على مقاومة أو إبطاء وتيرة التلف والتنكس الذي قد يصيب الغضاريف، مما قد يساعد على إبقاء حالة مرضى الفصال العظمي تحت السيطرة أو تأخير ظهور المرض لدى المرشحين للإصابة به، بالإضافة لتخفيف حدة أعراض بعض أمراض العظام والمفاصل الأخرى، مثل: التهاب المفاصل الروماتويدي.
يساعد في مقاومة أمراض القلب والشرايين، قد يعود أكل الرمان على جهازك الدوراني على وجه الخصوص بالعديد من الفوائد، خفض ضغط الدم المرتفع، وذلك بفضل محتوى الرمان المرتفع من بعض المركبات الطبيعية التي يعتقد أنها قد تخفض الضغط، مثل: مضادات الأكسدة، إبقاء مستويات الكولسترول السيئ تحت السيطرة، وتحسن مستويات الكولسترول الجيد، مما قد يساعد على تقليل تراكم الدهون على الجدران الداخلية للأوعية الدموية، فضلًا عن تحسين تدفق الدم في الأوعية الدموية، الحفاظ على صحة القلب وانتظام وظائفه.لذا يمكن لتناول الرمان بانتظام أن يجعلك أقل عرضة لأمراض ومشكلات القلب والشرايين، مثل التصلب العصيدي والنوبات القلبية
يسهم في تعزيز صحة الدماغ، وتقوية الذاكرة، بفضل غنى الرمان بمضادات الأكسدة ومضادات الالتهاب، يمكن لتناوله أن يساعد مقاومة تعرض الدماغ لبعض الإصابات القاتلة، خفض فرص الإصابة بمرض الزهايمر، أو إبطاء وتيرة تقدم المرض،تحسين الذاكرة عمومًا، لا سيما الذاكرة المتعلقة باكتساب المهارات والتعلم.
علاء رياض
حين تصبح القراءة رفاهية
القراءة هي نافذة الإنسان إلى العالم، وهي غذاء للروح والعقل في آن واحد، ومع ذلك تصبح هذه النعمة رفاهية لا يستطيع الكثيرون الوصول إليها في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها بعض البلدان، حيث تنتشر الحروب ، ويعم الفقر، وتتفشى الأمراض ، وتكثر الصراعات في هذه الأماكن، يواجه الأطفال تحديات لا حصر لها، وهم في مقدمة من يتحملون عبء هذه الأزمات، وقد لا تكون الكتب أو القصص هي الأولوية، لا يمكن لوم الآباء الذين يضطرون إلى تقديم رغيف خبز لأبنائهم على حساب كتاب أو قصة، فالاحتياجات الأساسية للبقاء على قيد الحياة تصبح طاغية على كل شيء آخر.
هذا الواقع المرير الذي يعيشونه يوميًا ، في العديد من البلدان العربية التي تعيش تحت وطأة الصراعات المستمرة، يتعرض الأطفال لأوضاع حياتية قاسية قد تحرمهم من أبسط حقوقهم في التعليم والرعاية النفسية واللعب وبدلاً من أن يستمتعوا بطفولتهم في تعلم وتطوير مهاراتهم، يصبحون مشاهدين أو حتى ضحايا للدمار الذي يحيط بهم، المدارس تُغلق، وتغيب الكتب من الأيدي، وتختفي أسطح الطاولات المملوءة بالأحلام، ليحل محلها أنقاض البيوت ومخاوف المستقبل، وأمراض نفسية يحملونها وفقد كبير يعيشونه ، أي مستقبل ينتظرهم ؟ وأي أحلام تراودهم ؟
هؤلاء الأطفال الذين من المفترض أن يكونوا رواداً وبناة للمستقبل، في ظل هذه الظروف تصبح القراءة أو الحصول على كتاب نادرًا ما يحدث ،وفي المجتمعات التي تشهد أزمات إنسانية مستمرة، يصبح التعليم والتعلم رفاهية يصعب الحصول عليها، ويصبح مستقبل الأطفال غير مؤكد، هؤلاء الأطفال، يجدون أنفسهم محاصرين بين فقر مدقع، وحروب مستعرة، وغياب تام للأمل، إن الأطفال هم أكثر ضحايا الحروب والفقر وهم من يدفعون الثمن الأكبر للحروب والصراعات فبالإضافة إلى فقدانهم للأمان، فهم يعانون من تدمير لبراءتهم وتعرضهم لأهوال لا يقدرون على فهمها أو التعامل معها، الحروب لا تقتل فقط الأرواح، بل تقتل أيضًا الطموحات والأحلام، ويُجبر العديد من هؤلاء الأطفال على العمل في سن مبكرة من أجل مساعدة أسرهم في البقاء على قيد الحياة، بعيدًا عن الفصول الدراسية وعن فرصة بناء مستقبل أفضل.
ولا تقتصر آثار غياب القراءة على تعطيل تعلم المهارات الأكاديمية فحسب، بل تمتد إلى التأثير العميق على النمو النفسي والعاطفي للأطفال، الكتب ليست مجرد أدوات تعليمية بل هي مفتاح لعوالم جديدة، وهي مساحة ينمو فيها الخيال وتُبنى فيها الشخصيات ، وعندما تُسلب هذه الفرصة من الأطفال، فإنهم يخسرون فرصة لتطوير تفكيرهم النقدي وقدرتهم على التصور، وفي مثل هذه الظروف، يصبح من الضروري توفير الدعم الدولي والمحلي لمساعدة الأطفال على تجاوز المحن التي يعانون منها، وينبغي للمنظمات الإنسانية والدول المعنية أن تبذل جهودًا أكبر لإيصال الكتب وموارد التعليم للأطفال في مناطق النزاع.
كما أن التشجيع على المبادرات المحلية التي تهدف إلى إعادة بناء مدارس التي دمرتها الحروب أو توفير الأدوات التعليمية يمكن أن يكون خطوة هامة نحو إعادة الأمل والفرص للأطفال، القراءة ليست رفاهية، بل هي حق من حقوق الإنسان الأساسية ، ويجب ألا يضطر الأطفال إلى الاختيار بين الخبز والتعليم، ومن خلال جهود مشتركة من جميع الأطراف، يمكننا أن نساعد في خلق عالم يستطيع فيه كل طفل الحصول على الفرصة للتعلم والنمو في بيئة آمنة ومزدهرة، إن مستقبل هذه الأجيال يعتمد على ما نفعله اليوم، ومن واجبنا أن نمنحهم الفرصة ونفكر فيهم ليعيشوا كأطفال حقيقيين، وليس كضحايا للحروب أو الفقر.
رنا أحمد شريف: كاتبة