أراء الكتـــــــــــــــــــــــــــــــــأب

أراء الكتـــــــــــــــــــــــــــــــــأب

مساحة نستعرض فيها الأفكار والإبداع بهدف إثراء الحياة الثقافية يعبر القارىء فيها عن رأيه ولا يمثل وجهة نظر الصحيفة
نتلقى مشاركتكم عبر الايميل
abdalmaqsud@hotmail.com




الوطن


يختلف مفهوم الوطن باختلاف الشخص وقدرته على الاستيعاب، فالاختلاف بين البشر بمعنى الوطن والوطنية والتشكيك في السلوك العام للأفراد الذين يعيشون داخل بلدانهم والآخرين الذين اغتربوا وعاشوا في بلاد أخرى.
الذين يعيشون في بلدانهم ويتمتعون بدفء الوطن وعطر الأرض والاستمتاع بالمناظر والحياة الطبيعية بين الأهل والأصدقاء، ودراسة الحياة السوية للمجتمع وبناء جسور متعددة في أركان الوطن مما يجعل الجميع منتمياً ولديه الولاء الكافي للدفاع عن كل حبة رمل على أرض الوطن، ومن بين هؤلاء من يجد في الوطن مجرد لفظ لا يتعدى كونه حفنة تراب أما الوطن فهو الذي تجد فيه الحياة الكريمة والاحترام الدائم والمتبادل بين مؤسسات الدولة والشعب، وهذا النوع لديه قصر نظر لأنه اختزل الوطن والوطنية في وظيفة وحياة رغدة لا تتعدى الأمان والاستقرار.
ومن المهاجرين من يتطلع للوطن بلهفة وشوق كبيرين ويحلم بالعودة، بل ويتأثر كثيرا بقضايا وطنه وبلده التى تتمتع بحدود جغرافية على خريطة العالم، ويدافع عنها بكل ما أوتي من قوة ويبث في نفوس أبنائه هذا العشق والوله، من خلال القصص التى يحكيها لهم لكي يمنحهم صورة ذهنية عميقة عن الوطن والدفاع عنه، وهؤلاء يحترمون البلاد التى يعيشون فيها ويؤمنون بمفهوم الوطنية ويقدرون الأوطان التى يعملون فيها ويجعلونها وطناً في المرتبة الثانية.
أما المهاجرون الآخرون فكثيرا ما تجدهم ناقمين على مفهوم الوطن وأن الوطن هو امتداد للسعي والحصول على الرزق ولا تحده أي خطوط رسم على الخريطة العالمية، وهذا النوع مخيف لأنه لا يحترم حتى الدولة التى لجأ إليها واعتبرها موطنه لأنه لا يبحث إلا على الرزق فإن وجده في مكان آخر ولى مدبرا ناسيا هذا البلد الذي آواه واستضافه ونعمه وقدم له سبل الراحة والتميز والنجاح.
فالوطن الأم لا يطلب من أبنائه إثبات  الولاء والانتماء كما تفعل البلدان التي تمنح الجنسية، وهذه مفارقة كبيرة لأن المفروض أن ابن البلد سيحمي عرضه وأرضه وشرفه ويهب وطنه دماءه وروحه فداء له، ولا ينتظر شكرا من أحد ولا ثناء في سبيل الدفاع عن أرضه وكل حبة الرمال فيه.
سيظل معنى الوطن غير مفهوم للبعض حسب مرئيات الفرد وتكوينه الشخصي وثقافته وأسلوب تربيته، لأن الوطن والوطنية تاج يتزين به الجميع، ويكفي أن الشخص لديه وثيقة يتنقل بها باسم وطنه وبلده وإذا ما غدر به الزمان وجد صدرا حنونا يتلقفه من أمواج الضياع.
كثيرا من العلماء والمفكرين وأصحاب الاختراعات، عندما نجحوا في بلاد يعيشون فيها بعيدا عن وطنهم الأم حصلوا على الجنسية، إلا أنهم ذكروا أوطانهم الأم وشكروها على دعمهم وبناء شخصياتهم، وهذا موجود بين العديد ممن حصلوا على جائزة نوبل، أو حصلوا على جوائز وميداليات ذهبية إلا أن الحاصل على هذه الإنجازات يذكر بلده وموطنه الأم وكأنه يتفاخر بالتنشئة والوطنية، فما أكثر هؤلاء الذين يفهمون معنى الوطن والولاء والانتماء.
 محمد شعيب


الكويت في كل بيت

خلف كل باب من بيوت الخليج العامرة بالحرية، صوت يتغلغل من بين جدرانها، فعلتها الكويت، كانت الكويت سباقةً في استشراف الثقافة إليها ثم نشرها على جميع دول الخليج الباقية، ولطالما كانت كل القلوب مفتوحةً لأي فكر كويتي، وذلك لثقتها اللامحدودة في حكمة آل صباح الكرام، اللسان مهما تكلم في ذكرهم خيرا، فالخير الخليجي وعلى رأسهم الكويت أبلغ من أي تعبير لساني، فسواعد آل الصباح كانت على الدوام بناءة لكل مدرسة أو مستشفى أو رعاية ثقافية.
ليست مقالتي لذكرى ما قدمت بقدر ما هو عزاء صادق من قلوب لا تكن لهذه العائلة المباركة إلا التقدير والاحترام، فعلى روح فقيدها الغالي أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح الذي تصادف يوم ميلاده سنة 29 ويوم كلف بمنصبه 29 ويوم وفاته 29 ألف رحمة وغفران.
رحم الله من مات، وأدام من ورث الإمارة من هذه العائلة الشيخ نواف أحمد الصباح في خير ويمن وسعادة وأدامه ذخراً وفخراً للكويت والكويتيين ، فحكام الإمارات والكويت لم يدخروا جهدا وتفانيا في خدمة شعوبهم. 
ميرا علي/إعلامية


الحركات الدينية وآثارها على المجتمع

 لقد شهدت الحركات الدينيّة السياسية والفكرية صُوراً كثيرة من الانقسام والتفتت والتشرذم جعلها لا ترى إلا نفسها كما جعلها تزعم أنها تمثل صحيح الدين وقبلته الوحيدة وكأنها تجسد صورةً إخطبوطيه فوضوية لإنكار الآخر.
لقد ظهرت جماعات وفرق كثيرة على السطح كادت تأخذ في التمدد لكنها سرعان ما انكمشت، لأن التطرف الذي كانت تمارسه كان يمثل عامل هدم لها لا عامل بناء، وعامل نفور منها لا عامل انتماء، فصراعها على السلطة بعد انتهاجها المسلك الدموي أفقد العاقل الثقة في الانتماء إليها.
لقد كانت نشأة هذه الجماعات من باب التقليد الأعمى لحركات وأحزاب نازية استطاعت السيطرة وقتها على ألمانيا لذلك سعت سعيها مقلدة لها ومتاجرة باسم الدين مما جعلها تنجح نجاحا مؤقتاً في استقطاب أعداد ليست بالقليلة من الناس، فبعد سقوط الخلافة العثمانية بدأت الحركات الإسلامية في النشأة وانطلقت جميعها من رحم جماعة الإخوان المسلمين والذي يدور فكرها حول احتكار الدين والعلم والفتوى وإصدار القرار الديني الذي يدور في فلكه عوام المسلمين، ومن ثم التأثير في القرار السياسي.
ويبدو لي أن الصراع والتشرذم وإنكار وجود الآخر والفوقية من أهم ملامح الحركات والجماعات الإسلامية، فقد كانت ولا زالت تلك الجماعات دائمة الاختلاف فيما بينها متباينة الآراء متضاربة المصالح والمنافع ما أدى إلى تشرذمها إلى فرق وأحزاب كثيرة متصارعة ومتناحرة تغذيها رغبتها في طمس هوية الآخر والخروج على السلطة والتمرد على الاتجاه السائد والغالب في المجتمع.
إن أيادي هذه الجماعات لم تكن أبداً بيضاء، إنما حمراء مخضبة بدماء الكثير من الأحرار المناهضين لفكرهم، فجماعة الإخوان المسلمين التي أسسها أحمد السكري، والتي صار زعيمها بعد ذلك حسن أحمد عبد الرحمن (حسن البنا) الذي كان معروفاً وقتها باسم حسن الساعاتي نسبة إلى مهنة أبيه ذي الأصول المغربية أعلنت في بداياتها أنها دعوية فقط ، إلا أنها سرعان ما انخرطت في دهاليز الحياة السياسة، إلى أن قامت ميليشياتها عام 1948م باغتيال أحمد الخازندار انتقاماً منه لإصداره حكما بالإعدام ضد أحد أعضاء التنظيم السري لجماعة الإخوان المسلمين، كما أن البنا قد تواصل مع قوى أجنبية، إذ قدم الجنرال الإنجليزي كلايتون والمستشرق هيورث دون دعماً مالياً للجماعة حسب مقالة السكري المنشورة بجريدة الأمة بتاريخ 25 -8 - 1940م ، بالإضافة إلى أن أصابع هيئات سرية عالمية عبثت داخل هذه الجماعة حسب قول الشيخ الغزالي رحمه الله في كتابه (ِمن معالم الحق في كفاحنا الإسلامي).
لقد استطاعت تلك الجماعات توظيف الدين بطريقة خاطئة لخدمة مصالحها واستخدمته كواجهة تزين بها وجهها الحقيقي حتى تتمكن من استقطاب أكبر عدد ممكن من الناس لتحقيق تغطية واسعة تستمد منها شرعية وجودها، فاجتزأت النصوص وفسرتها بما يخدم مصالحها السياسية، في الوقت الذي كانت فيه الساحة مهيأة أمامها تماماً والمناخ أكثر خصوبة، في ظل غياب الدور التوعوي الفاعل والمؤثر للمؤسسات الدينية، حيث تخلت تلك المؤسسات عن لعب دورها الحيوي، الذي كان مأمولاً أن تمارسه لتفويت الفرصة على هذه الجماعات ومنعها من نفث سمومها في عقول بعض الفئات التي فضلت أن تسمع لقادتها دون أن تتدبر، رغم أن حديث النبي صلى الله عليه وسلم فيه العبرة لمن أراد أن يعتبر، فقد وصف الحقيقة التي ستكون عليها حال الأمة، سيأتي قوم يَهدون بغير هُدى، ويستنون بغير سنتي، تعرف منهم وتنكر، فقال حذيفة: وهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: نعم، دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها، قلت: صفهم لنا يا رسول الله، قال هم من جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا، قال: فما تأمرني يا رسول الله إن أدركني ذلك، قال: تلزم جماعة المسلمين وإمامهم، قلت: وإن لم يكن لهم جماعة، قال: فاعتزل تلك الفرق كلها، ولو أن تعض على أصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك.
لقد رفضت هذه الجماعات في خطابها الديني إعمال العقل فسدت الطريق أمام باب الاجتهاد في كل القضايا والمسائل العالقة، لأن الفكر المتطرف يجعل عقلية صاحبه ثابتة جامدة متحجرة ومتسلطة الرأي تفرض رأيها على الآخر دون أن تسمع لرأيه، لذلك تجدهم لا يجيدون النقاش ولا يفهمون لغة الحوار، يحتكرون الرأي ويصادرون آراء الآخرين، كما استطاعت أن تجتزئ النصوص وتأولها لخدمة مصالحها، فجعلت عقول تابعيها معطلة تماماً، وجعلتهم كأنهم مسلوبي الإرادة ومفتقدي الثقة في ذواتهم، مما أدى إلى نرسيخ ثقافة النقل الحرفي دون اجتهاد، لذلك فشلوا في تمثيل الإسلام والمسلمين، فممارساتهم السياسية والاجتماعية والدينية كفيلة بالحكم على فساد رأيهم.
د/ محمد الشرقاوي   


بستان الأخلاق

التفاؤل مفتاح النجاح والباب الأعظم للمجد والطريق الواسع للانتصار في هذه الحياة،دعوة للتفاؤل، فهذه رسالةٌ إلى مَنْ ضاقَتْ عليه الأرضُ بما رحبت، وإلى مَنْ يشكو من زوجة أو ولد، أو قد آذاهُ أقاربُهُ وجيرانه، وإلى مَنْ تغيَّرَتْ عليه أحوال الناس إلى مَنْ يعيش تلك المشكلات، فلينظر تلك الآية الكريمة  وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ، كما وصف رب العزة الحياة الدنيا في آيات كثيرة منها، يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ .
حتى إن الرسول صلى الله عليه وسلم، عاش يتيمًا، طُرد من أهله وعشيرته، رمي بالحجارة عند دعوته لأهل الطائف حتى سال الدمُ منه صلى الله عليه وسلم، قيل: إنه ساحر وكاهن، ورموهُ بقول الشعر والجنون، لذلك الفأل هو تأميل الخير، وحسن الظن بالله عز وجل، وكان صل الله عليه وسلم إذا سمِعَ اسمًا حسنًا، انشرح صدره لذلك، ولما أقبل سهيل بن عمرو رضي الله عنه في قصة الحديبية؛ ليتفاوض مع الرسول صلى الله عليه وسلم، ورآه مقبلًا، قال صلى الله عليه وسلم: ((لَقَدْ سَهُلَ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ))، وكان كما أمَّل صلى الله عليه وسلم، فكان مجيئُه سببَ خيرٍ.
تفاءلوا بالخير تجدوه، وكان صلى الله عليه وسلم يحب الفأل ويكره التشاؤم وكان يكثر من قول أبشر.
 لما خرج النبي صل الله عليه وسلم من مكة مهاجراً من مكة إلى المدينة المنورة كان متفائلا سعيدا  مسرورا أخذ بكل الأسباب التي أدت إلى نجاح رحلته،  التفاؤل الذى عاش به النبى صل الله عليه وسلم  طيل حياته وحث عليه النبى صل الله عليه وسلم نحتاج أن نتخلق بهذا الخلق الكريم خلق التفاؤل حتى نسعد فى الدنيا والآخرة،
فالأمل كالزهرة التي تبث إلينا حلاوة ريحها وتسحرنا برونق منظرها، فارضة علينا الانجذاب إليها محاولين بكل جهد الحفاظ عليها، فيجب علينا التمسك بالأمل لكي نعيش الغد ونستمر في حياتنا ونحاول دائماً التغلب على اليأس، بالأمل نستطيع وبكل قوة أن نسير قارب حياتنا كيفما نشاء وأينما نريد مبتعدين عن الغرق والموت البطيء.
 حسن محمود الشريف


سعادتي في صلاتي

لا أجد في حياتي لذة أمتع من سجودي بين يدي الله وأنا أركع لله متضرعة متوسلة ليستجيب دعائي ويستقبلني مع الصالحين والمؤمنين الخاشعين المتوسلين له كي يغفر لهم الذنوب ويعفو عنهم ليدخلهم الجنة .
ليس هناك أجمل من الصلاة بخشوع ولا تكون سعادة الإنسان إلا بالسجود بين يدي الله، لعله يتقبلنا عنده ويعفو عنا ويرحمنا برحمته ، إنها أجمل وأرقى الأعمال التي نرتقي بها بين يديه وهو يسمع لأنين قلوبنا الشغوفة للراحة ولصدورنا التي يمسح برضاه ذنوبنا من سجلات كتبنا التي دونت فيها ذنوبنا.
لو يعلم تارك الصلاة كم هو محروم من الرحمة والسعادة ولو يعلم الإنسان كم هي جميلة وممتعة تلك اللحظات التي نقف فيها بين يدي الله مستسلمين لأقدارنا التي يسيرنا بها الله إلى حيث كتبه لنا في لوحه المحفوظ ، إنها تساوى سعادة الأرض ومن عليها وتوازي الراحة التي نجدها ونحن نركع خاشعين بين رب العباد الخالق الوهاب الذي يعطينا بمقدار ما خصصه لنا من الأرزاق في هذه الدنيا الفانية ؛وهي بكل تأكيد سوف نجدها في حلاوة الصلاة والركوع والسجود بين يديه -سبحانه -عل الله يغفر لنا وعسى أن يقبلنا ويتقبل منا صلواتنا ويقبلوا عليه بالرجوع إليه ونحن على يقين أنه أرحم الراحمين بنا من كل العالمين والأرض وما عليها إنها صلاتي راحتي فيها، هي حياتي وكل ما أتمناه أجده فيها .
سحر حمزة /كاتبة


الأنوثة

 الأنوثة باقة من الصفات والمقاييس التي يحددها المجتمع للمرأة، فالأنوثة هي الجمال الطبيعي الرباني الذي لا تصنعه أيادي أطباء ولا تدخلات جراحية، فضلا عن أن الأنثي يفوح عطرها أينما حلت يداعب الياسمين وجنتيها ومن عينها تشرق الشمس ويبدأ الصباح بنورها، يتمايل غصنها بين الرياحين وتنثر رائحة عطرها.
والجدير بالذكر أن عمليات التجميل هي نوع من العمليات الجراحية التي تهدف تحسين للملامح وليس تغييرها ويخضع لحدود مسموح بها، ولكن القرار بالإقدام على هذا النوع من العمليات لا يجب أن يكون سريعًا وعشوائيًا وهناك فرق بين تعديل عيب خلقي وبين تغيير ملامح الوجه.
ربما بعض من السيدات يرغبن بتقليد شكل المشاهير وهوسهم بهم مما يضر شكلهم أكثر مما يفيدهم، وللأسف الشديد الإدمان على عمليات التجميل والرغبة في المواظبة عليها كل فترة يشكل خطورة على المرأة ويجعلها كالمسخ اًو كشكل دمي بلاستيكية بدون روح . هل أصبحنا نستنسخ الملامح حتى تحولت إلى مسخ ؟ هل وصلنا إلى هذا الحد من التقليد الأعمي ؟
هل افتقدنا الحس الجمالي الحقيقي في حياتنا ؟
نعم أعتقد أنها الحقيقة ومع تواصلنا المكثف بمواقع التواصل الاجتماعي وخاصة تلك التطبيقات التي تبرز مظهرك أكثر من حرفك أو فكرك ومتابعتنا لمشاهيرها الناتج عن ساعات طويلة من الفراغ والوحدة هذا الفضاء الإفتراضي سن معايير جديدة وعالمية للجمال مثل مدى استقامة أنفك وبروز عظمة وجنتيك .. عدد "اللايكات" التي تحصل عليها بعد نشر صورتك، عدد "متابعينك" و"كومنتات" معجبينك.. كلها أرقام تحكمك.
فبفضل هذا العالم أصبحت "كيم كاردشيان" على سبيل المثال مقياسا للمرأة العربية، ومجتمع زائف يريد منا الظهور بأحدث صيحات الموضة، متناسين ذوقنا الأصيل المبني على شخصياتنا الحقيقية.
الجمال الحقيقي هو ما يبعث فينا إحساساً جمالياً ممتعاً للعين وشعورا بالإعجاب، لذا قال البعض: إنه عبارة عن غدة بصرية (تنجذب العين عن طريقها بكل ما هو جميل).
«إيريك نيوتن» بدوره يقول: «الجمال هو شيء يبعث فينا اللذة والمتعة وما يسر ويبهج إنساناً لا يبهج بالضرورة إنساناً آخر» ونصيحتي لكل سيدة: تمسكي بجمالك الرباني وكفي عبثًا بجمالك، فالله خلقك في أحسن صورة، فالأفضل أن تفكري في تجميل عقلك وفكرك وروحك.
نهلة خرستوفيدس /كاتبة


حمرة زائفة

نعيش اليوم وسط مصطلحات جديدة تفرض نفسها ولكل مجال لغته الخاصة ؛ من الشفافية والحوكمة عند أهل القانون إلى البوتكس والتكميم ونحت القوام عند أطباء التجميل أو بالأصح لغة النساء الجديدة التي نطق بها الجميع رغم إنها ليست بهذه السهولة التي يتصورها البعض.
في فيديو بث مباشر لامرأة تخضع لتلوين وتحديد ونفخ الشفاه نقل مشهد للتعامل الغير المسؤول مع ملامح المرأة لنعبر من مسار التجميل الأمن بوضع لمسات إضافية من طلاء الشفاه الناعم الذي لا يستغرق وضعه أكثر من دقيقة واحدة إلى تلطيخ وصبغ مساحة من ملامحنا بألوان من العذاب تقشعر لها الأبدان وقد جاءت التعليقات كلها تقريبا في هذا الاتجاه، فمؤلم جدا أن أقدم على ذلك، بينما تقول أخرى: الذهاب لشراء أحمر الشفاه أسهل بكثير. ولعل هذا المقطع يطرح سؤالاً يلح علي دائما: لماذا تجلس النساء لتلوين شعورهن ويتأذين  من رائحة صبغة خانفة ، لماذا تضع أقدامها في حذاء مدبب يضغط على فقرات ظهرها مقابل كل سم يمنحها إياه بصفة مؤقتة تنتظرها قامتها القصيرة التي لن تتمكن من إخفائها طوال الوقت، لماذا تخضع امرأة لقص جزء من معدتها رغم أن وزنها قابل للنزول ببعض التمارين أو النظام الغذائي وإن كانت المرأة هذا المخلوق الحساس تلك القارورة القابلة للخدش والكسر دائما قد خصها الله ببعض المهام الشاقة هل نحن بحاجة إلى وهن ثالث ورابع نكمل به على أنفسنا ونخرج عن رسالتنا التي خلقنا الله من أجلها.
فإعمار الأرض وتربية النشء وترك بصماتنا في كل التخصصات والعلوم، المرأة طاقة متجددة مشرقة بطبيعتها تستمد قوتها من نفس خارج نطاق الألم والتوتر، فلنتصالح معها أولا قبل أن نحملها المزيد من المعاناة والألم، نتساءل من أجل من! ومن أجل ماذا ! حمرة شفاه زائفة .
منى عبد العزيز /كاتب

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot