يمر الناخبون الأمريكيون بمرحلة من التشاؤم الاقتصادي الذي لا يبشر بخير للديمقراطيين في نوفمبر، لكن الأمور قد تتغير.
   هذا الصيف، في البيت الأبيض، الموضوع المفضل للمحادثة هو متوسط سعر جالون البنزين في المضخة. طيلة عشرة أسابيع، ينخفض هذا السعر بشكل مطرد، وتفاؤل فريق بايدن آخذ في الارتفاع.
   ماذا يمكن أن نستنتج من هذا مع اقتراب انتخابات الكونجرس النصفية؟ إذا كان الأمر يتعلق بالأداء الفعلي للاقتصاد الأمريكي، فإن هذا التفاؤل سيكون له ما يبرره، لكن هل ستلحق التصورات بالواقع في الوقت المناسب لتجنب الكارثة الانتخابية التي يتوقعها الديمقراطيون؟ قد يكون من المنطقي تصديق ذلك.
   على الرغم من الكآبة المحيطة، وعدم اليقين الناجم عن التضخم، وارتفاع أسعار الفائدة، فإن الاقتصاد الأمريكي يعمل بشكل جيد إلى حد ما، لا سيما فيما يتعلق بالتوظيف.

الواقع والتصورات
   بعد أن بلغ ذروته عند 14 فاصل 7 بالمائة في أبريل 2020، عاد معدل البطالة إلى أدنى مستوياته التاريخية في فبراير 2020، أي 3 فاصل 5 بالمائة. ويخلق الاقتصاد الأمريكي فرص عمل بوتيرة قوية منذ بداية عام 2021، وتيرة لا تظهر أي علامات تباطؤ. ووفق بيانات وزارة التجارة، ارتفع متوسط الدخل الحقيقي للموظفين، بعد تعديله وفقًا للتضخم، بين فبراير 2020 ويونيو 2022.
   لكن، خلال هذه الفترة، كشفت استطلاعات الرأي عن تدهور ملحوظ في تصور حالة الاقتصاد وازدياد الشعور بانعدام الأمن الاقتصادي المرتبط بالتضخم غير المسبوق منذ عقود، ولكن أيضًا بالتغطية الإعلامية التي تركز على الأخبار السيئة، خاصة في غرفة صدى الإعلام اليميني.
    الاستقطاب السياسي، والشلل الواضح للمؤسسات، يزيدان الطين بلّة. يرفض الناخبون الجمهوريون الاعتقاد بأن الاقتصاد يمكن أن يعمل بشكل جيد في ظل القيادة الديمقراطية. من جانبهم، عانى الناخبون الديمقراطيون الذين أرادوا إصلاحات كبرىلا لعدة أشهر من التقاعس عن العمل في الكونجرس حيث كشفت مماطلة الجمهوريين عن انقسامات حزبهم.

ومع ذلك تدور
   ومع ذلك، فإن التصورات تنتهي في الغالب بالالتحاق بالواقع، وبدأ الواقع يُظهر إشارات لصالح الديمقراطيين. وينعكس هذا في الانخفاض الواضح للأسعار في المضخة، وسياسيا، في حقيقة أن الأخبار السارة بدأت تفوق السيئة.
   هذا لا يعني أن الناخبين الجمهوريين المتشددين سيتخلون فجأة عن عبادة ترامب، لكن التحسن في بعض المؤشرات الاقتصادية الرئيسية الذي شوهد خلال الأسابيع القليلة الماضية هو نوع من الاتجاه الذي، إذا استمر، قد يؤدي إلى تحرك كافٍ يرجّح الكفة لصالح الحزب الحاكم في عدة سباقات متقاربة.   سيستفيد الديمقراطيون أيضًا من رد الفعل العنيف للناخبين ضد التحول نحو اليمين في المحكمة العليا، والترمبنة الواضحة بشكل متزايد للحزب الجمهوري. على سبيل المثال، في انتخابات فرعية أجريت الثلاثاء في منطقة بارومتر من ولاية نيويورك، صنع الديمقراطي المفاجأة بفوزه على المرشح الجمهوري المفضل.
   لا يزال الجمهوريون الاوفر حظا لاستعادة مجلس النواب، ولكن إذا لحقت التصورات بالواقع الاقتصادي والسياسي بحلول نوفمبر، فقد تأخذ الأمور منحى مختلفًا.