الرسول الكريم ينمي ثقافة المجتمع

الرسول الكريم ينمي ثقافة المجتمع

من خلال استعراضنا لسورة لقمان يتبين لنا أنه كان على الرسول الكريم أن ينمى ثقافة المجتمع حتى يتلاقى مع الذين فرقوا أنفسهم شيعا وأحزابا، وكانوا مثل بحر متلاطم الأمواج ينذر بالخطر وحرص الرسول عليه السلام على تنمية الفطرة والذكاء عند الذين يدعوهم لعبادة الله الواحد، ليؤمنوا بالخالق العظيم الذي خلق السموات والأرض، وقد كان للذكاء القرآني الأثر الكبير في تنمية العقول المفكرة، وقد أوحت مقدمة سورة لقمان بثلاثة أحرف هي «ألم»، وعلى المخاطبين أن يفكروا أو يفسروا هذه الأحرف من أجل تحريك ماكينة العقل وإحداث جو من المناقشة، وذلك أمر غير معتاد عند أصحاب الشأن وربما حتى يومنا هذا وتلك دعوة مستمرة للدقة والتفكير ودون إهمال أو تنكير.  

وحينما غابت معاني أول سورة لقمان وهي «ألم» واحتار القوم في تفسير الأحرف الثلاث، تقدمت الآية التالية (تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ،2) لتلقى بصيصا من النور من أجل الوقوف على المعنى المراد إيضاحه أو فاعليته ،وذلك كله من أجل تبصرة المجتمع المكي، وشحذ همة التفكير للوصول إلى ما تقدمه الآيات القرآنية من ثقافة روحية بالإضافة إلى الثقافة العقلية التي يجب أن تكون من الطبيعة البشرية للإنسان، فأشارت الآية بوضوح تام إلى المعنى من خلال كلمة «تلك» وما يعقبها من آيات أرادها الله أن تكون قدرا من أقداره، فلا معقب على أقدار الله، وهذه الأقدار كتاب أراده الله بحكمته وقدرته، فكان المقدر والمكتوب هو رسالة خاتم المرسلين وهذا ما تعنيه كلمة الكتاب، وقد وضح القرآن هذا المعنى في معنى فرض الصلاة حيث قالت الآية « إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا (النساء:103)، فلا ينبغى الاعتراض على أحكام الله وإرادته وهو سبحانه خالق كل شيء، وعلى المخاطب أن يستجيب إلى الحكمة من رسالة خاتم المرسلين والله سبحانه وتعالى هو الحكيم الذى يؤتي الحكمة لمن يشاء من عباده...حقا “ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ».    


www.zeinelsammak.com

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot