الرسول يعمل على إذكاء العقل

الرسول يعمل على إذكاء العقل

كان الرسول في دعوته يعمل على تحريك العقل من أجل نشر العلم والثقافة، حيث كان يقول "العقل أصل ديني"، كما قال عليه السلام "أُمرت أن أخاطب الناس على قدر عقولهم"، فالدين الذي يدعو الرسول إليه ليس أمرا متوارثا، وإلا لتشابه مع ما كان يعتقده الإنسان في عصر الجاهلية، ليعبد الأصنام كأمر ورثه عن آبائه وأجداده، وخروجا من هذا الموقف المتحجر، عمل الرسول على إلانة العقول، فدعا قومه لينظروا حولهم، كما جاء في الآية الكريمة " خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ (لقمان:10)، فإذا ما رفعوا أبصارهم إلى السماء وجدوا أنها قد رُفعت بلا عمد، وإذا نظروا إلى الأرض وما تحويه من جبال، فما تلك الجبال إلا رواسي تحافظ على ثبات الأرض واستقرارها حتى لا تميل أو تنحرف، وعلى الأرض خلق الله خلقه بما فيه دواب بأنواعها، وجعل فيها الذكر والأنثى من أجل استمراريتها طوال الحياة، ذلك هو الإله الذى يسجد له من في السموات ومن في الأرض، كما أنزل الله بفضله وإحسانه ورحمته ماء من السماء، يكون سببا للأنهار التي تجرى، كما تتنزل الأمطار على الأرض لتخرج النباتات من كل زوج كريم، منها يأكل الإنسان ومنها يكون عشبا تقتات عليه الأنعام، وما تلك الأنعام إلا كلمة واضحة تعيش في بيئة الإنسان، الذي يحب أن يراها ويرى جمالها في ذهابها ورواحها، وهكذا يكون الخطاب الديني الذي يتميز بالقبول، يقبله الإنسان بيسر ودون عسر، وتلك من خصائص الرسول الذي كان إذا عُرض عليه أمران اختار أيسرهما. وحينما احتدم الجدال بين خاتم المرسلين وعبدة الأصنام من قبيلة قريش، الذين كانوا لا يؤمنون بالله ويؤمنون بالأصنام التى تمثل الاستقرار الأمني في مجتمع مكة، بذل الرسول الكريم جهدا عظيما لإقناع المشركين بعبادة الخالق العظيم، وأخبرهم بالآية القرآنية التي تقول " هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ (لقمان:11)، فالآية تواصل جهادها بمنطق عقلي سليم، وليس بسيف يطيح برؤوسهم أجمعين، حيث وجهت الآية قولها لمناصرة رسول الدعوة، وبذلك اعتمدت الدعوة على إذكاء العقل، والعمل على ترويضه ليستجيب ويعدل عن مواقفه المتشددة التي تحصنت بمفهوم الأجيال المتعاقبة، ولعل أهل مكة يتحدثون في مجالسهم عما أنزلته الآية من مفاهيم واضحة وثقافات وحقائق دامغة، فهل يتراجع أهل مكة عن معتقداتهم الموروثة، ليُقبلوا على دعوة الرسول الكريم التي كشفت لهم الحقيقة، وليؤمنوا بالخالق الذي يخلق كل شيء، بينما الأصنام لا تمتلك القدرة على الخلق لأنها مخلوقة بيد البشر، كما إنها لا تمتلك حماية نفسها إذا ما تعرضت للهدم، حتى ولو كان بفعل الزمن وعوامل التعرية بسبب القدم، فكان على القرآن أن يلتزم من خلال آياته بالتثقيف الدائم والتوعية المستمرة، وذلك رغم ما كان عليه الظالمون من ضلال مبين.

www.zeinelsammak.com

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot