سيف بن زايد يشهد حفل تخريج الدفعة الـ 43 من طلبة جامعة الإمارات
نافذة مشرعة
بايدن 2022: سنة كل المخاطر...!
من بين 81.26892 ناخبًا صوتوا لجو بايدن عام 2020، لا خطأ في القول إن العديد منهم، وربما الأغلبية، فعلوا ذلك على أمل العودة إلى حياة طبيعية أكثر. وإذا نظرنا إلى العديد من استطلاعات الرأي التي أشارت جميعها إلى نفس الاتجاه في نهاية عام 2021، فقد تبدّد هذا الأمل المشروع.
إدارة بايدن، التي كانت تفتخر بأنها صاحبة خبرة ومهارة، فشلت في تحقيق ذلك، ولم تسلط الضوء على نجاحاتها القليلة. ولئن لم يستسلم الرئيس واعدا بعمل أفضل، فان العام المقبل قد يكون أكثر صعوبة.
بداية، يسبّب متحوّر أوميكرون الصداع لجميع الحكام على هذا الكوكب. وبعد أن أعلن الانتصار على الوباء في يوليو 2021، يشار الان بالبنان الى بايدن بعد تصريحاته الأخيرة على هذه الجبهة. ان ما يقترحه ليس سيئًا، لكن الخبراء يقولون إن الإجراءات خجولة للغاية... هؤلاء الخبراء أنفسهم الذين وعد الرئيس بالإنصات إليهم عام 2020.
لا يهم أن العديد من حكام الولايات، ومعظمهم من الجمهوريين، غائبون عن المشاركة، فالرئيس هو الشخص الذي تتجه إليه الانظار عند البحث عن زعيم في وقت الأزمات. ولئن حاول أن يكون مطمئنًا، فإن بايدن يفشل في الإقناع والتّجميع.
مع الأزمة الصحية، وبالقرب من قمة قائمة تحديات الإدارة، تأتي الانتخابات النصفية. إذا كنتم تعتقدون أن الرئيس السادس والأربعين لم يكن له مطلق الحرية في الكونجرس عام 2021، فقد يفقد كل أمل في التعاون إذا صدقت استطلاعات الرأي.
فما الذي يمكن أن يأمله المرء من رئاسة ديمقراطية وأغلبية جمهورية في المجلسين؟ لا شيء... ومرة أخرى، سنستحضر الاستقطاب الأبدي. وإذا كان تكرار التعبير مملًا، فإن الظاهرة تصل إلى ذروتها.
لم أقرأ من قبل هذا الكمّ من الكتاب الجادين الذين يثيرون احتمال وقوع انقلاب أو انفصال. لقد نشر ثلاثة جنرالات متقاعدين رسالة في الواشنطن بوست، أعربوا فيها عن مخاوفهم. فماذا لو نسى القادة العسكريون أنّ عليهم، أولاً وقبل كل شيء، أن يكونوا مخلصين للدستور؟ كل هذا في وقت يجد فيه الجيش صعوبة لوقف صعود اليمين المتطرف في صفوفه.
ولأن الدستور لا يذكر شيئًا عن الإجراء الواجب اتباعه للانسحاب من الاتحاد، فأنا لا أخشى حدوث الانفصال، فالإجراءات طويلة جدًا ومعقدة. في المقابل، إذا ظل المسار السياسي والسلمي من دون مخرج، فهذا سبب إضافي للخوف من اندلاع العنف.
وكما لو أن هذا السيناريو لا يكفي لترتعد فرائص مؤيدي الديمقراطية، فسيتم إحياء الذكرى الحزينة للهجوم على الكابيتول هيل في وقت لاحق من هذا الأسبوع. بعد مرور عام على حادثة عنيفة ومشينة لم تنته المحاكم من جميع القضايا ذات الصلة، لم يتم حتى الآن تسليط الضوء بالكامل على الظروف المحيطة بحادثة لم ندرك بعد حجمها ومداها بشكل كامل.
إذن، الصورة في السياسة الداخلية غير مشجعة. وإذا نظرنا إلى الساحة الدولية، فمن الصعب تصور توفّر أي مؤشرات لمناخ هادئ بشكل خاص.
من الصعب أن نكون متفائلين عند النظر إلى المفاوضات حول الطاقة النووية الإيرانية، وموقف فلاديمير بوتين تجاه أوكرانيا، وحتى مناورات المنافس الصيني.
وإذا كان الأفق قاتمًا، فان بايدن في حاجة ماسة إلى دعم القوات الديمقراطية. ويبدو لي أنه معزول تمامًا من هذا الجانب في وقت شرع سيناتورات في كسر الصفوف بينما يستعد أعضاء من تشكيلته السياسية، ليس دائمًا بمهارة كبيرة، لخلافته على أمل أن يعلن رحيله قبل عام 2024.
كان جو بايدن يحلم بأن يصبح رئيسًا منذ فترة طويلة، ونجح في محاولته الثالثة، ولكن في وقت متأخر جدًا من حياته ومن مسيرته السياسية. لقد أثار هو نفسه إمكانية أن يكون مجرد رئيس انتقالي، رجل الحلّ الوسط الذي سيُستخدم للإطاحة بدونالد ترامب.
ورغم خبرته الواسعة، أنا على قناعة بأن السيناتور السابق ونائب الرئيس لم يتوقع أن يكون الأمر بهذه الصعوبة. ان العام الجديد في مطلعه، لكنه يعد بأنه لا يرحم. وفي الوقت الذي لا يزال يخيّم فيه شبح خصمه السابق، يجب أن يتساءل جو بايدن ما الذي سيحفظه التاريخ من مروره بالبيت الأبيض.