لن ينحاز الشباب الأوروبي إلى الأوهام القاتمة التي تراود تاسك

تقرير: شباب أوروبا غير مستعدين للقتال ضد روسيا

تقرير: شباب أوروبا غير مستعدين للقتال ضد روسيا

تزداد التصريحات بين مسؤولين في أوروبا بشأن احتمال حدوث صدام عسكري بين قوات أوروبية والقوات الروسية، بدأ ذلك في أواخر شهر فبراير (شباط) مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ويبدو أن قادة أوروبيين آخرين يهيئون مجتمعاتهم لأجواء مماثلة. في موقع "أنهيرد" البريطاني، تطرق فيليب بيلكينغتون، خبير في الاقتصاد الكلي ومتخصص في الاستثمار، إلى تصريح حديث لرئيس الوزراء البولندي دونالد تاسك قال فيه إن أوروبا الآن في حالة "ما قبل الحرب".
وأضاف تاسك: "أعلم أن الأمر يبدو مدمراً، بخاصة بالنسبة إلى جيل الشباب، لكن علينا أن نعتاد على حقيقة أن حقبة جديدة قد بدأت". يأتي ذلك بعد ثلاثة أسابيع فقط من طرح ماكرون فكرة نشر قوات فرنسية في أوكرانيا.
وبحسب الموقع، لا حاجة إلى تجميل ما يقوله هذان القائدان الأوروبيان: يحتاج الشباب في أوروبا إلى الاستعداد للتعبئة، كما لا حاجة إلى تجميل صورتهما بعد هذا الموقف: هما بعيدان تماماً عن الواقع.

الفرق بينهم وبين أسلافهم في الفولكلور
يظهر هذا بوضوح في استطلاع للرأي صدر في يناير (كانون الثاني)، إذ قال 17% فقط من الشباب إنهم مستعدون للقتال طوعاً، و14% آخرون قالوا إنهم لن يقاتلوا إلا إذا اضطروا إلى ذلك. أما الباقون فسيعارضون التجنيد الإجباري.
من الواضح أن شباب أوروبا ليسوا على استعداد لارتداء أحذيتهم العسكرية والسير شرقاً للموت في خندق تحت نيران المدفعية.
وأضاف الكاتب أن كل المراقبين سمعوا الفولكلور التاريخي حول كيفية قيام رجال متقدمين في السن بإرسال شباب للموت في خنادق الحرب العالمية الأولى، والآن يرون النزعة نفسها بين بعض القادة في أوروبا.
لكنهم يختلفون عن أسلافهم المسنين في أنهم لا يستطيعون في الواقع إرسال أبنائهم للتضحية بأنفسهم، كل هذا مجرد كلام ويبدو أنهم غير جديين إلى حد بعيد.

 صدّقوا ما قيل لهم
لماذا يتصرف هؤلاء القادة بطريقة غير مسؤولة وهستيرية؟ ببساطة، يجيب بيلكينغتون، لقد تعاملوا مع الحرب في أوكرانيا معتقدين أنها ستكون نصراً سهلاً، لقد قيل لهم إن الجيش الروسي ضعيف ويمكن هزيمته بسهولة إذا ضخوا الأسلحة والمال، لكن فشلت خطتهم.
والآن ثمة إشاعات عن هجوم روسي ضخم هذا الربيع، صرح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أنه بدون دعم إضافي قد لا يكونون قادرين على صد الهجوم.
ويطرح هذا احتمال انهيار الخطوط الأمامية مما يسمح للروس بالتقدم إلى الحد الذي يرغبون به في البلاد.

مصدر الهستيريا والأوهام العدمية
ويخشى القادة الأوروبيون أن تعني هزيمة كبيرة في أوكرانيا أن الأمريكيين سينسحبون من أوروبا، وهذا يعني أن أوروبا ستضطر إلى توفير أمنها الخاص، الأمر الذي سيكلف أموالاً لا تملكها القارة حالياً، من هنا تأتي الهستيريا، عندما لا يوجد خيار واقعي لإنقاذ النفس من الكارثة، يكون الدافع البشري الانسحاب إلى الخيال.
لكن مثل هذا الخيال لا يساعد أوروبا. لن ينحاز الشباب الأوروبي إلى الأوهام القاتمة التي تراود تاسك.
كذلك، لن تغزو روسيا أوروبا. ثمة احتمال كبير بأن تخسر أوكرانيا المزيد من الأراضي هذه السنة، وسوف يحاول الأمريكيون نقل المسؤولية إلى الأوروبيين. سيكون من الأفضل للقادة الأوروبيين مواجهة هذا الواقع بدلاً من محاولة مراوغته من خلال الانخراط في أوهامهم العدمية المتعلقة بالحرب. وختم الكاتب: "لقد حضّروا سريرهم، دعوهم ينامون فيه".

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot