أكد مبكرًا طموحاته السياسية

جو بايدن رئيس الولايات المتحدة: ثأر رجل مكلوم...!

جو بايدن رئيس الولايات المتحدة: ثأر رجل مكلوم...!

-- من النادر أن يتحدث مرشح رئاسي عن أحلك ســاعاته كمـا فعل جـو
-- أرادت الحياة أن يصبح رمزًا للمعاناة والصمود... وقد جعل من ذلك قـوة
-- والدته: كل تراجيديا تخفي شيئًا إيجابيًا إذا سعينا إليه بجدية كافية


في 20 يناير، سيصبح جو بايدن، 78 عاما، الرئيس 46 للولايات المتحدة. أخيرًا، تم انتخابه بعد 33 عاما من حملته الأولى للانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، وكان على الصديق السابق لباراك أوباما أن يواجه محنا شخصية ثقيلة ونكسات عديدة.
   تفتخر مدرسة أرشمير الكاثوليكية الثانوية للبنين، بالقرب من ويلمنغتون بولاية ديلاوير، تفتخر بتقاليدها. في كل عام، تنظم المدرسة تجمعًا يلقي خلاله طلاب كل فصل خطابًا أمام زملائهم وأولياء الأمور والمعلمين. انها طقوس العبور التي يخشاها المراهقون، غير ان القواعد في أرشمير لا تناقش: يجب على كل طالب، دون استثناء، التحدث. ماعدا في هذا العام 1958. أعفى صبي اسمه جو بايدن، يبلغ من العمر 15 عامًا، ولا أحد يريد أن يسمعه يتحدث علنًا: إنه تأتاء.

   بعد ثلاث سنوات، سيتحدث الشاب دون أن يتعثر في الكلام، أو تقريبا، لكنه سيبقى الخطاب التأسيسي، وهو الخطاب الذي يفتخر به أكثر، وأول فعل صمود في حياة ضربتها مآسي مروعة. لأن القدر لم يكن متسامحًا مع الشخص الذي سيصبح، يوم الأربعاء، 20 يناير، الرئيس 46 للولايات المتحدة.

  «ليس لديك اي فرصة للفوز”، حذر تيد كوفمان. عام 1971، ذهب هذا العضو الشاب في الحزب الديمقراطي لإجراء مقابلة عمل ليشغل منصب “مدير مكتب” ضمن فريق غير متوقع برئاسة جو، 29 عامًا، محاميًا، مرشحًا لمقعد سناتور من ولاية ديلاوير. أخته الصغيرة، فاليري، هي مديرة حملته، وفرانك، شقيقه الأصغر، أمين الصندوق. وهناك أيضا والدتهم التي تقدم القهوة. ولئن لم يكونوا قد شاركوا في السياسة ولا يملكون المال، فإن حماسهم كان معديا. ركب كوفمان المغامرة ولن يتركهم أبدًا، حتى اعداد وصول الرئيس المستقبلي إلى البيت الأبيض عام 2020.

المستحيل ليس بايدن
   حينها، كان المرشح الأكبر في انتخابات مجلس الشيوخ هو شاغل المنصب “كال “ بوغز، رجل لم يخسر انتخابات منذ عام 1946، في منطقة تصوّت للجمهوريين منذ أكثر من ثلاثين عامًا. لكن جو بايدن يؤمن بنجمه وشبابه... فالزمن يتغير.

   يقوم بحملات حول الحقوق المدنية، البيئة، نهاية حرب فيتنام. ونموذجه هي السلالة الأكثر شهرة في الولايات المتحدة: كينيدي. مع جون و”بوبي”، لا يشترك فقط في الجذور الكاثوليكية الأيرلندية، بل يتمتع أيضًا بمظهر جميل، وابتسامة مشرقة، وعائلة جذابة مع ثلاثة أطفال رائعين: طفلين صغيرين، بو وهنتر، ونعومي الصغيرة الاخيرة. لقد تم إخطار زوجته نيليا: عندما التقى بها عام 1964، سألته والدتها عما يخطط للقيام به من أجل لقمة العيش... أجاب جو، “رئيس الولايات المتحدة! «    في المدرسة، يبرع بايدن الشاب في مجال الرياضة، ومن محنة التأتأة، لم يترك شيئًا يظهر. تم انتخابه مندوباً عن الفصل، وكان يحظى بشعبية بين رفاقه، من بينهم بيل بودين وبوب ماركل. وسيصبح هذان الشخصان صديقين طوال حياته، لكنهما حينها يجدان أنه من المضحك جدًا التحدث إليه بأسلوب مورس “بي-بي-بايدن”، أو”جو القذيفة”، كان الاستهزاء مستمرا.

   يتلقى جو الضربات دون أن يقول أي شيء. يفكر في إدوارد فينيغان، شقيق والدته، الذي يعيش في البيت. وهو تأتاء أيضا بشكل أسوأ. العم “بو-بو”، كما يسميه الأطفال، لم يتزوج قط، ولم يجد عملاً يليق بذكائه الكبير. وبسبب إعاقته، صار مدمنا على الكحول. لن يشرب جو قطرة من الكحول أبدًا... “لقد أحببت العم بو-بو، يروي في مذكراته، لكنني لم أكن أريد أن ينتهي بي المطاف مثله. «
   لذلك، في الليل، يتلمس طريقه نحو المرآة بينما ينام إخوته. مزودًا بمصباح يدوي، يتدرب على تلاوة القصائد أمام انعكاس صورته، ويتحكم في التجهّمات التي تشوه وجهه بمجرد أن تتعطل إحدى الكلمات والتي يخجل منها بشدة. وفي بعض الأحيان -سمع أنه يمكن أن يساعد -يملأ فمه بالحجارة. خلال النهار، يوزع الصحف قبل الذهاب إلى المدرسة. وتصبح القصة مرهقة عندما يتعلق الأمر بالتحدث إلى الزبائن. في الطريق، يعدّ الصبي ردوده. هناك الرجل الذي يسأل دائمًا عن أخبار أخته، أو الجار الذي هو من مشجعي البيسبول. يسرد جو نتائج المباراة التي سبق ان حفظها: “كنت دائمًا الرجل الذي يعتقد أن لديه حلًا لكل شيء، وهذا أعطاني نظرة ثاقبة لم أكن لأحصل عليها بطريقة اخرى... وفي عملي، يمكن أن يكون ذلك مفيدًا».

أرمل مع طفلين
صغيرين يلفه الحزن
   في 7 نوفمبر 1972، عشية عيد ميلاده الثلاثين، أصبح جو بايدن “واحدًا من أصغر السناتورات المنتخبين على الإطلاق”. واكدت صحيفة نيويورك تايمز “الطاقة غير العادية التي أظهرتها تلك الحملة العائلية والخطابة التي يتمتع بها الفائز”. لقد حصل على قسمين من الناخبين يصعب حشدهما: الشباب والأمريكيون السود. وليلة انتصاره، جمهرة امام مقر الحزب الديمقراطي، الكل يريد أن يرى الظاهرة عن قرب.    وسط الحشد المتحمس، تصعد امرأة شقراء شابة إلى زوجة جو بايدن، نيليا. اسمها جيل جاكوبس... “مبروك فوزكم! قالت مصافحة يدها. إنها لا تشك للحظة واحدة في أنهما سيظلان يومًا مرتبطين مدى الحياة. كانت مدام بايدن متألقة، بعد ذلك بقليل، كما يروي جو بايدن في سيرته الذاتية، يقضي الزوجان المساء في منزلهما في ويلمنغتون. نيليا تخط بطاقات التهنئة، إن عيد الميلاد قريب، تلتفت إلى زوجها: “ماذا سيحدث لنا يا جو؟، كل شيء يسير على أحسن ما يرام. «    في الشهر التالي، بعد ظهر يوم 18 ديسمبر، رن الهاتف في مكتب السيناتور الجديد في واشنطن. كان جو وشقيقته يعدّان لتوليه المنصب.

رفعت السماعة... إنه جيمي، شقيقهما، في ويلمنغتون. حصل حادث... حادث سيارة. نيليا ... الأطفال ... يجب أن تعودا إلى المنزل على الفور. يعرف جو كل تعابير وجه أخته الصغرى، وهذه لم يرها أبدًا. “لقد ماتت، أليس كذلك؟” ردت فاليري: “لا أعرف يا جو، لا أعرف”. بالطبع كانت تعلم... نيليا ماتت على الفور، نعومي الصغيرة أيضًا. نجا الأولاد، لكنهما أصيبا. لم يغادر جو بايدن المستشفى الا لحضور الجنازة. هدّه الحزن، ويتأمل الأسوأ: “بدأت أفهم أن الانتحار ليس مجرد اختيار، بل اختيار عقلاني”، كتب لاحقا.
   أرمل وفي كفالته طفلان، قرر التخلي عن مقعده كسناتور. رجل عارضه: مايك مانسفيلد، زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ. يتصل به كل يوم، ويصر على أن العمل وحده هو الذي سيعطي لحياته معنى. “يجب أن تعود، بلدك بحاجة إليك! يغضب بايدن: “لكن ماذا أفعل بلجنة مجلس الشيوخ!”، مانسفيلد لا يستسلم وستعطي كلماته ثمارها.

   موكب -لم يسبق له مثيل في تاريخ الغرفة العليا -سيقام في 5 يناير 1973، ولكن في مستشفى ويلمنغتون: سيؤدي جو بايدن اليمين عند سرير ابنه بو. انتقلت أخته للعيش معه. وإذا كان السناتور، يركب كل صباح، القطار المتجه إلى واشنطن، فانه يعود كل مساء، ليضع أطفاله في الفراش. أطلقت عليه الصحافة لقب “امتراك جو” نسبة إلى اسم شركة السكك الحديدية الأمريكية. أربع ساعات من النقل يوميًا، تكفي للتأمل في هذا الشعار الذي كررته له والدته: “كل تراجيديا تخفي شيئًا إيجابيًا إذا سعينا إليه بجدية كافية”. حينها، لم يكن يرى عمّا تتحدث.

تمزق في الأوعية
 الدموية عام 1988
   وقع “الحدث” في صيف 1975. جيل جاكوبس -الشخصية التي هنات نيليا مساء الفوز قبل ثلاث سنوات تقريبًا -تدرس الاجازة في مادة الفنون. مطلقة حديثًا، ولا نية لها للدخول في علاقة جدية. الا ان الشقراء الجميلة البالغة من العمر 24 عامًا قبلت بصعوبة مقابلة جو، الذي تعرف شقيقه فرانك. نحن في منتصف السبعينات، تلتقي جيل برجال يرتدون قمصانًا وسراويل جينز وقباقيب، وها ان “موعدها” يصل في سترة وأحذية موكاسين. جو بايدن ليس من نوعها على الإطلاق، إنها متأكدة. ولكن عندما تعود إلى المنزل في الساعة الواحدة صباحًا، تخبر جيل والدتها عبر الهاتف، “أمي، أعتقد أنني قابلت أخيرًا جنتلمان».    إنها لن تقع في حبه فحسب، بل ستصبح مرتبطة أيضًا بأولاده، بو وهنتر. فكرت جيل لفترة طويلة قبل أن تتزوج، في يونيو 1977، هذا الرجل الذي يستعجل إعادة بناء أسرة، وسياسي يسكنه الطموح. قالت مؤخرًا: “لم أدرك الى اي درجة يكون العلّيون علّيين، والذين في القاع في القاع».

   كما كان الحال في 12 فبراير 1988، في روتشستر، شمال نيويورك. جو بايدن، بعد تجمّع انتخابي للانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، انهار على أرضية غرفته بالفندق. سيناتور ولاية ديلاوير يعاني من تمزق تمدد الأوعية الدموية، فرصه في البقاء على قيد الحياة ضئيلة. يُستدعى كاهن لمصاحبته. قبل العملية، حذر الجراح: إذا نجا، فإنه يخاطر بفقدان القدرة على الكلام، يرد بايدن قائلاً: “كنت أتمنى لو حدث ذلك الصيف الماضي».    قبل ستة أشهر، تحولت حملته، الأولى في انتخابات رئاسية، إلى كارثة بسبب خطاب، خطاب البريطاني نيل كينوك. دافع زعيم حزب العمال فيه بحماس عن أصوله المتواضعة، وعن حق الجميع في الارتقاء الاجتماعي. نوع من الدفاع يثير مشاعر الحشود، ويجبه جو بايدن الى درجة أنه تبنى كلمات كينوك دون الإشارة اليه... مرة، مرة واحدة فقط، لكن منافسيه كانوا ينتظرونه في المنعطف... الانتحال، خرجت الكلمة، وهذا ليس كل شيء. توجد في سيرته الذاتية شهادات لم يتم التحقق من صحتها. “متفاخر”، “نسّاخ”، “بوق”، يمكن أن نقرأ في الصحف، ويرمي جو المنديل. “إن غطرستي قادتني إلى الخطأ، أسرّ لاحد الصحفيين، لا أستحق أن أكون رئيسًا”. عام 1988، بدأ نقاهة طيلة ثمانية أشهر، وتطلبت طموحاته المحبطة وقتًا أطول للشفاء... عشرون سنة.

أخطاء فادحة،
 غباوة، تعليقات شاذة
   «أول أمريكي من أصل أفريقي يتحدث بشكل جيد... ذكي ونظيف ووسيم. قصة خرافية حقيقية!” ، هذا هو باراك أوباما بقلم جو بايدن. بدأت الانتخابات الرئاسية لعام 2008 بما يسمى آنذاك “البادينية”. هكذا تصف حينها الصحافة عثرات سيناتور ديلاوير، المرشح مرة أخرى للانتخابات التمهيدية الديمقراطية. مرادف للأخطاء الفادحة والغباء والتصريحات الشاذة: الموسيقى التصويرية لجو بايدن. دون احتساب مقولاته الشهيرة: “كما قال جدي...”، “لو كانت أمي هنا”، “لا اريد احتكار الكلمة، ولكن ...»
   حماقة أم لا، لا أحد يستطيع أن يوقف الصعود الصاروخي لباراك أوباما. لا جو بايدن ولا هيلاري كلينتون. يصنع سناتور إلينوي التاريخ من خلال كونه أول مرشح أمريكي أسود رسميا للحزب الديمقراطي، وكان على باراك أوباما أن يختار نائبه... ورغم كل الصعاب، يتصدر جو بايدن القائمة.   
 قام أوباما بحساباته: رجل أبيض يبلغ من العمر 65 عامًا، يمكن لبايدن أن يضمن له تصويت الطبقة الوسطى.
بالإضافة إلى ذلك، لم تفته ميزات الأكبر منه سنّا: لديه خبرة قوية في السياسة الخارجية؛ لا أحد مثله يعرف كيف يتفاوض مع المعسكر الجمهوري، الى جانب كونه من اذكى المشرعين ... اي كل ما لا يتصف به أوباما.
 الا ان الجواب كان لا... فغزو البيت الأبيض على مقعد جانبي، لم يكن حلم جو بايدن! في البيت لا أحد يفهم هذا الموقف. والدته أولاً: أول أمريكي من أصل أفريقي يستطيع أن يصبح رئيسًا للولايات المتحدة يطلب منك مساعدته وأنت ترفض؟ اهتز بايدن، لكن أناه تقاوم: “كيف يمكنني أن أكون الرجل الثاني؟”، أخيرًا حسمت زوجته جيل:” اكبر قليلاً يا جو! «

نائب الرئيس أوباما
«آخر من يغادر القاعة»
   «الحقيقة هي أن الأفضل يفوز. أسرّ جو بايدن لديفيد أكسلرود، العقل المفكّر للرئيس أوباما، بعد أشهر قليلة من الانتخابات. عند وصولها إلى السلطة في خضم أزمة الرهن العقاري، واجهت الإدارة الجديدة، عام 2008، أزمة اقتصادية عالمية. والرئيس الشاب يتخطاها برباطة جأش ونضج... بايدن مندهش. وصف دوره الذاتي للرئيس: إنه يريد أن يكون “آخر من يغادر القاعة».
   «باراك أوباما لم يقبل بذلك فقط، يشرح إيفان أوسنوس، كاتب سيرة جو بايدن، بل منحه ما لم يحصل عليه أي نائب رئيس: المهام ذات الأولوية في ولايته... الملفات العراقية والأفغانية، وخطة التعافي بعد الركود، والإصلاح الصحي. كان هناك بالفعل احتكاك بينهما. إن أوباما عقلاني ويسيطر على نفسه، بقدر ما بايدن غريزي وبالفطرة. ولتجنب الانزلاق، طلب منه مسؤولو الاتصال بالبيت الأبيض استخدام الملقن أثناء تصريحاته. كابوس لبايدن، الذي يميل إلى التزحلق عندما يقرأ بصوت عالٍ. لكنه قبل كل شيء من اجل قائده العام.
   لأن شيئا ما يحدث بين الرجلين. ما لاحظه المصور الرسمي للرئاسة بيت سوزا وهو من الصف الأول: جو وباراك يهرولان معًا في الممرات الرئاسية، أو يتقاسمان قهقهة، أو يباشران ملفا، أو يأكلان الآيس كريم. لقد اكتشف الأمريكيون علاقة غير مسبوقة بين أهم الرجال في الدولة. وتفاعلت الشبكات الاجتماعية مع الظاهرة حد الانفجار.  وهكذا ولدت “البرومانس” “اندماج براذر “الأخ” والرومانس” ... كل شيء يسير على ما يرام.

عائلة مثل أسنان المشط
    سيتقاسمان سرًا ثقيلًا منذ صيف 2013. بو بايدن، 44 عامًا، المدعي العام لولاية ديلاوير، والابن الأكبر لنائب الرئيس، يعاني من سرطان الدماغ، أحد السرطانات التي “لا إفلات منه أبدًا”، يحذر الطبيب. لطالما قال جو بايدن إن ولديه أنقذا حياته بعد مأساة عام 1972. ثم جاءت جيل وابنتهما آشلي. إن اسرة بايدن مثل أسنان المشط. ما زالت فاليري تعمل لديه. وفي الرحلات الرسمية، ليس من غير المألوف أن ترافقه إحدى حفيداته. أما بالنسبة إلى نجله بو، فيحب بايدن أن يقول إنه “نسخة من نفسه بدون عيوب».
   تم تخفيف جدوله الزمني حتى يتمكن من قضاء بعض الوقت بجانب سرير ابنه البكر. في العمل، يرفض الحديث عن ذلك، لكن خلال وجبات الغداء الأسبوعية، يعلق أوباما شؤون العالم للحظة ليستقي اخباره. جو بايدن يريد رهن منزله، فهو لم يصنع ثروة. وقبل أن يصبح نائباً للرئيس، كان أحد “أفقر أعضاء مجلس الشيوخ”. وعليه الآن تغطية ديون ابنه المريض. يثنيه باراك أوباما: “خاصة، لا تفعل ذلك، سأقرضك المال، وسوف تعوضني لاحقًا. ولم يكن ذلك ضروريا، توفي بو بايدن في 30 مايو 2015 عن عمر يناهز 46 عامًا.    في الخامس من يونيو، أقيمت مراسم الدفن في الكنيسة الكاثوليكية في ويلمنغتون. صف مسترسل من الناس العاديين المجهولين يتشكل. المشهد مذهل: كل هؤلاء الناس، جو بايدن لا يعرفهم، لكنه هو الذي يمسح دموعهم ويواسيهم. “كيف حالكم؟ ما اسمك؟ أشكركم على صداقتكم!” ظل واقفا طيلة ثماني ساعات. في اليوم التالي، تمّ بث الجنازة على الهواء مباشرة على شاشة التلفزيون. أبّن باراك أوباما الفقيد، وأشاد بخصاله، لكنه كان يتكلم ضمنيًا عن صديقه و”شقيقه”. هذا البطل المأساوي الذي يتساءل الجميع كيف سيتمكن من التغلب على هذه المحنة الجديدة.

متهمًا بخرف الشيخوخة
  هذا دون احتساب قدرته على التعافي والنهوض من رماده. انه “كبير المعزين”، قد يكون هذا عنوان برنامجه الانتخابي عام 2020. في نوفمبر، احتفل جو بايدن بعيد ميلاده 78. لقد تقدم في السن بشكل رهيب، وأصبح وجهه هزيلا، وبات يطفو في بدلته. يمكن فهم هذا أيضًا، ويمكن أن يظهر مرتبكا كما كان الحال في المناظرة مع كامالا هاريس، منافسته الرئيسية في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي لمواجهة الرئيس الجمهوري المنتهية ولايته. لقد اتهمته المرشحة بمعارضته سياسة إلغاء الفصل العنصري في السبعينات، تلك التي سمحت لها، وهي فتاة سوداء صغيرة، بالذهاب إلى مدرسة مختلطة. ترنّح بايدن، وتلعثم، واختلطت عليه الكلمات. ضحك دونالد ترامب: “الرجل لا يستطيع الكلام”. وكمرشح لإعادة انتخابه، أطلق على خصمه “سليبي جو” “جو النائم».    في أغسطس 2019، في عزّ اجتماع، تعثر بايدن في كلمة “أوباما” التي استبدلها بـ “رئيسي”. وبالنسبة لخصومه، “نسي بايدن اسم أوباما”. وزعمت مقاطع فيديو في الحملة أنه يعاني من الخرف. وبدافع من مستشاريه في مجال الاتصال، قام بهجمات مضادة، وأجرى مقابلة مع جون هندريكسون، من مجلة ذي اتلنتيك. لقد مرت شهور منذ أن طلب هذا الأخير مقابلة من نائب الرئيس السابق. وهندريكسون صحفي شاب لامع. وتأتاء -حالة قاسية.
   روى له جو بايدن عن سنوات العار التي قضاها عندما كان يتأتأ، ولكنه في النهاية “أفضل شيء حدث لي على الإطلاق... بدون هذا، لم أكن لأتمكن من فهم معاناة الآخرين”. “من النادر أن يتحدث مرشح رئاسي عن أحلك ساعاته”، كتب هندريكسون في مقال تداولته وسائل الإعلام. “لقد أصبح الناس يرونه بشكل مختلف”، يقول كاتب سيرته الذاتية، إيفان أوسنوس، أرادت الحياة أن يصبح رمزًا للمعاناة والصمود... وقد جعل من ذلك قوة».

أكثر من مجرد شريكة، وريثة
   عام 2020، يقف تعاطف بايدن في تناقض صارخ مع دونالد ترامب. العام لا يشبه غيره، مع الإحياء الدراماتيكي لحركة الحقوق المدنية ووباء عالمي. يبدأ بايدن حملة غاربة مباشرة من قبو مقر حملته. صار اضحوكة جميع الجهات، لكن للحجر الصحي جانب جيد، لا اجتماعات ولا اخطاء. منذ وفاة ابنه، اكتسب جو بايدن جاذبية... إنه رجل في حداد. واتضح أنه بوفاة أكثر من 360 الفا جراء كوفيد-19 (أوائل يناير 2021)، فإن بلده أيضًا في حداد. وهذه المرة، هو من يكتب التاريخ. ولكي يقود أمريكا إلى جانبه، اختار لنفسه أكثر من مجرد شريكة، وانما وريثة، امرأة أمريكية من أصل أفريقي، ومن أصل آسيوي، ووعدته كامالا هاريس انها ستكون دائمًا آخر من يغادر القاعة.    الأربعاء، 20 يناير، لن يحظى شارع بنسلفانيا بالجاذبية المعتادة لأيام التنصيب. صور الكابيتول تحت الحصار من قبل المؤيدين لترامب في 6 يناير ستاتي لتغطي على احتفال، بحد ذاته، لا يشبه غيره. وأمام أرضية متناثرة ووجوه مقنّعة، سيصعد جو بايدن إلى المنصة لأداء اليمين... سيصبح الرئيس 46 للولايات المتحدة، والأكبر سنا. ربما يفكر في فيلمه المفضل “خطاب ملك”. القصة الحقيقية لجورج السادس والد ملكة إنجلترا الحالية. رغم التأتأة، ألقى خطابًا أسطوريًا أعلن فيه دخول المملكة الحرب العالمية الثانية. قصة كونية، بحسب بايدن، “رجل يتمتع بشجاعة هائلة يخاطب شعبه ويدعوهم إلى تجاوز أنفسهم معه».



 

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot