رئيس الدولة: الأولوية لوقف عاجل لإطلاق النار في غزة ومواصلة تدفق المساعدات الإنسانية
شخصيات في حياتنا
أول مرة أزور فيها مدينة العين كانت بدعوة من أحد الزملاء، لزيارة سعادة أحمد بن حطم، ولمن لم يزر العين أقول له إن طريقها شريان أخضر مزين بالنخيل، وشوارعها خضراء بها ورود كثيفة وأشجار عالية، وهندسة معمارية توحي بمناخ معتدل وجود صاف وهواء نقي ومياهها عذبة، وبيوتها مريحة للنظر، تجد فيها ملاذا من ضوضاء وزحام المدن، مدينة هادئة مريحة للأعصاب.
زميلي كان يصف لي الطريق، ويهديني لقصر سعادة أحمد بن حطم، وهناك وجدت شخصاً تبدو عليه الهيبة والوجاهة في انتظارنا، ترجلنا من السيارة بعد أن وقت تحت مظلة داخل القصر، كانت المقابلة أكثر من رائعة، سلم علينا بحرارة وتقدم أمامنا لمجلسه، مجلس يتسع لعدد كبير من الضيوف، ولأنني من الضيوف الجدد وأول مرة يراني أفسح لي المجال بجواره، وتبادلنا أطراف الحديث عن رؤيتي في الدولة وما وجدته ملفتاً للنظر، وفي الحقيقة أنني عند معرفتي بزيارة شخصية لها مكانتها الاجتماعية في المجتمع، حملت معي هدية عبارة عن كتاب من إعدادي بعنوان" السفن في التراث الإماراتي" وأعطيته له فوفر علينا التعارف ومهد لنا أطراف الحديث، وأذكر أنني أخبرته أن تاريخ الإمارات وتراثها في أذهان كبار السن، ووصيت أن يكونوا مجموعات للحصول على هذه المعلومات قبل فوات الأوان.
سعادة أحمد بن حطم من المثقفين وأصحاب الرؤى السديدة، تلى علي قصيدة كتبها في حب زايد، كانت رائعة، ذاكرتي لم تسعفني لذكرها فهذا اللقاء مر عليه أكثر من عشر سنوات أو يزيد، وتحدث عن القيادة الرشيدة حديثا مطولا، أذكر منه رؤيتهم السديدة في بناء الدولة والاهتمام بالمواطنين واستيعاب المقيمين وتهيئة المناخ المناسب للاستثمار واستقطاب رؤوس الأموال من الخارج، وإتاحة الفرصة أمام المبدعين والمبتكرين، شعرت بدفء مشاعره تجاه وطنه وعشقه لقيادته واهتمامه بقضايا المنطقة.
أثناء مأدبة الغداء انتقلنا من المجلس إلى ملحق خاص بالطعام، جلسنا جميعاً ومعنا ضيوف حضروا اللقاء، فضل أن أكون بجواره على السفرة، وبدأ في تقديم أشهى المأكولات لي ولزميلي، وربما كان نصيبي من الكرم كبيراً على اعتبار أن زميلي كان موظفاً عنده، تظهر علامات كرم الضيافة من المقابلة والاهتمام، لم تخل الجلسة من الحوار والحديث عن أفضال الحكام في ترسيخ الولاء والانتماء عند كل من يعيش على أرض الإمارات، وانتهى حوارنا عندما انتقلنا للمجلس مرة أخرى وانصرفنا بعد أن وقف عند باب السيارة ليودعنا بكل تواضع.