عبد المجيد بن عمر.. انكسار قلم، وجفاف مداد!

عبد المجيد بن عمر.. انكسار قلم، وجفاف مداد!

بعد صراع مرير مع مرض عضال، قاسى خلاله عذابات الجسد، بعد عذابات الكلمة والحرف، ترجل الإعلامي الكبير ومراسل صحيفة "الفجر" في تونس الشقيقة عبد المجيد بن عمر، تاركاً خلفه مخزوناً كبيراً وثرياً في بلاط صاحبة الجلالة، وبصمة لا تمحى من ذاكرة كل من عمل بصحبته، وعاصر مسيرته الإعلامية.
 وإذ نعبر في هذه السطور القليلة الشحيحة عن فقدنا المرير وحزننا الكبير لخسارة قامة إعلامية مؤثرة ونشطة، فإننا نستذكر منه الخصال الحميدة، والقيم الإعلامية التي بقي مخلصاً لها حتى الرمق الأخير، والأنفاس الأخيرة من حياته، عاش وفياً لشرف المهنة، حارساً لنزاهة الكلمة، مدافعاً عن حرية الفكر، وطلاقة العقل، ورجاحة اللفظ ورزانته.

 أثرى الصحافة العربية بكتاباته، وتسنم العديد من المناصب القيادية الإعلامية ، رحل عبد المجيد، موقعاً في قلوبنا أحرف المحبة والوفاء، والذكريات الطيبة، ليخلد اسمه بين المؤثرين والصانعين لشغف الكلمة والكتابة.

عبد المجيد بن عمر لم يكن فارساً في بلاط صاحبة الجلالة فحسب – بل كان مثقفاً كبيراً جمع في روحه ألوان الإبداع والعطاء الفكري الغني، فكان شاعراً مبدعاً، وصاحب كلمة مؤثرة، وشاعرية حساسة مرهفة، وشغل عبد المجيد – رحمه الله – منصب رئيس التحرير في صحيفة "الرأي العام " منذ بداية التسعينات، وللعديد من السنوات، ثم أصبح رئيساً لتحرير مجلة "الوفاق العربي" لمدة ١٤ سنة، وشغل فقيدنا الغالي رئاسة إحدى أشهر دور النشر التونسية و هي "دار الرياح الأربعة" ثم  أصبح مالكاً لدار نشر وهي: "دار أمية للنشر" والتي أصدرت العديد من الكتب في صنوف الأدب، والفلسفة، و الاتجاهات الفكرية و الأدبية العديدة.  

ساهم الإعلامي الراحل في أعمال نقدية كثيرة، كما كان له نشاط رياضي، حيث كان مدرباً لفريق "الملعب التونسي"، و"الفريق الوطني لكرة السلة"، وحصل مرتين على البطولة العربية، كما كانت له كتابات مسرحية.

لقد تواترت المسيرة الإعلامية للراحل الكبير حتى حط رحاله في "صحيفة الفجر" منذ العام 2011 وحتى رحيله، كمراسل وكاتب وناقد، واضعاً عصارة فكره الإبداعي الخلاق ، ومستثمرا ً مشواره الطويل في عالم الصحافة من خلال نتاجات تحليلية وسياسية ، ونقدية ، ورصد إعلامي لمجريات أحداث العالم عامة ، وتونس على وجه الخصوص ، فنقل – كعهده وعادته - الفكرة بأمانة، ووصف الحال بمصداقية ، وعاش شريفاً في كلمته ، نزيهاً في سرده ، محايداً في مواقفه ، إعلامي من طراز ثقيل، عرف كيف يمسك نواصي العبارات، ويروض صهوات الكلمات، ويصل إلى المستهدف بلغة أنيقة ، سليمة ، فأسهم في إثراء الحضور الإعلامي لصحيفة "الفجر" بعشرات، بل مئات المقالات الرصينة التي شكلت أرشيفاً ثرياً غنياً نفخر به من نتاجات الراحل رحمه الله.

كانت وطأة المرض قاسية لا ترحم، فاشتد وجعه، وتعاظم ألمه، لكنه أصر بموقف الإعلامي المكافح أن يواصل ضخ أفكاره ، ونشر رؤيته، وتأصيل علاقته مع الكلمة ، وبقي مخلصاً لعلاقته بالحرف ، فواصل مقالاته في أشد أوقاته ألماً ومعاناة، معللاً ذلك أن الكتابة هي العزاء الوحيد له، وهي المسكّن الأشد تأثيراً لألمه ، وإنها البلسم الذي ينسيه ضغط الوجع، وإرهاصات المعاناة، فاستمرت مقالاته تترى، وتتواصل حتى الرمق الأخير، وحتى آخر نقطة حبر في قلمه الذي ودع الصفحات ، كما ودع "عبد المجيد" كتاب الحياة، فرحم الله الإعلامي "عبد المجيد بن عمر" وأسكنه الجنة ورزقه الرحمة بكل كلمة كتبها، وبكل حرف خطه ، وبكل مداد أساله على ناصية الفكر وفي صفحات الإعلام والصحافة .

  عبد المجيد بن عمر في رحاب الله الرحيم ، لك من الله الرحمة والجنة ، ولك منا الخلود في ذاكرتنا التي أحبتك كاتباً ومبدعاً وتستذكرك راحلاً وعزيزاً .

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot
https://ejournal.unperba.ac.id/pages/uploads/sv388/ https://ejournal.unperba.ac.id/pages/uploads/ladangtoto/ https://poltekkespangkalpinang.ac.id/public/assets/scatter-hitam/ https://poltekkespangkalpinang.ac.id/public/assets/blog/sv388/ https://poltekkespangkalpinang.ac.id/public/uploads/depo-5k/ https://smpn9prob.sch.id/content/luckybet89/