نافذة مشرعة

فرنسا: انحدار اليسار يتسارع...!

فرنسا: انحدار اليسار يتسارع...!


حققت رئيسة بلدية باريس، المرشحة الاشتراكية للرئاسة آن هيدالغو، سابقة أولى. بنسبة 1 فاصل 75 بالمائة من الأصوات، سجّلت أسوأ نتيجة في تاريخ حزبها في الانتخابات الرئاسية. عام 2017، سبق ان تكبّد مرشح الحزب الاشتراكي بينوا هامون، هزيمة مذلة بحصوله على 6 فاصل 36 بالمائة فقط من الأصوات.
وسنرى ما إذا ستكون نتائج الانتخابات التشريعية المقبلة مماثلة لنتائج الانتخابات الرئاسية حيث يراهن الحزب الاشتراكي على بقائه. فهل ان يسارا حكوميا ذا مصداقية ما زال ممكنا؟ بالتأكيد ليس مع فرانسوا هولاند، الذي يقال إنه يحلم بالعودة، سيقول الفرنسيون. لقد وعد هذا الاخير "بمبادرة" بعد الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية.

عدم شعبية ضخمة
أشك في أن الحزب، الذي يزيد عمره عن قرن (القسم الفرنسي من الأممية العمالية سابقًا)، سيتعافى من فشله الانتخابي الكارثي، بالنّظر للتحديات الهائلة التي يواجهها.
لن يحل أبدا مكان حركة "فرنسا المتمردة"، المهيمنة الآن على اليسار، وزعيمها جان لوك ميلينشون، الذي احتلّ المركز الثالث بفارق بضعة آلاف من الأصوات خلف مارين لوبان.
الحزب الاشتراكي منقسم بين جناح براغماتي وجناح يساري. ويسبّب هذا مشاكل مصداقية لقادته. وفرانسوا هولاند مسؤول عن هذا الوضع. فقد قام الرئيس السابق بحملة على اليسار ولكنه اعتنق تدابير اقتصادية يمين -وسط بمجرد انتخابه.
وبما أنّ آن هيدالغو لم تحصل على 5 بالمائة من الأصوات أو أكثر، فلن تحصل حملتها الانتخابية على أي تمويل عمومي. فهل يهدد الإفلاس حزبها من جديد؟ عام 2017، أُجبر الحزب اعلى بيع مقره الرمزي في شارع سولفرينو في الدائرة السابعة من باريس لتطهير موارده المالية بعد هزيمته الانتخابية.
حاليا، لا يحظى الحزب الاشتراكي بشعبية كبيرة، وهو يعيش وضعا رهيبا منذ عشر سنوات. عام 2012، بعد فوز فرانسوا هولاند في الانتخابات الرئاسية، سيطر على جميع المؤسسات السياسية في البلاد، بما في ذلك معظم المدن والمناطق.
وكارثته الانتخابية الحالية، ستحد من قدرة الحزب على فرض مرشحيه في دوائر يسارية آمنة في الانتخابات التشريعية في يونيو المقبل.

الطبقات الشعبية تنتقل إلى اليمين
لطالما مثّل اليسار الفرنسي التقليدي، الحزب الاشتراكي والحزب الشيوعي بالأساس، الطبقات العاملة.
اليوم، الحزب الاشتراكي هو قبل كل شيء حزب موظفي الإدارة العمومية والمدرسين والعاملين في المكاتب، وقد هجره منذ فترة طويلة العمال اليدويون، الذين كان يتقاسمهم مع الحزب الشيوعي قبل أن يغريهم التجمع الوطني بزعامة مارين لوبان.
ويتم الآن استبدال العمال الصناعيين بالروبوتات، واختفى جزء كبير وهام من الناخبين اليساريين، وسيؤدي التخفيض الصارم القادم في عدد الموظفين العموميين إلى تضخيم هذه الظاهرة.
إن جاذبية المجموعات الاجتماعية غير المتعلمة والبروليتارية للحزب الاشتراكي والحزب الشيوعي في انحدار. ووفق معهد استطلاعات الرأي ايفوب، خطط 36 بالمائة فقط من سكان أحياء الطبقة العاملة للتصويت لمرشح يساري في الانتخابات الرئاسية، بينما صوتوا لصالح اليسار بنسبة 54 بالمائة عام 2012.
 

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot