لقمان ينصح بإقامة الصَّلَاةَ والأمر بِالْمَعْرُوفِ

لقمان ينصح بإقامة الصَّلَاةَ والأمر بِالْمَعْرُوفِ

وتمضي نصائح لقمان لتنتقل في كل زمان حتى احتضنها القرآن فجعلها منهاجا لمخاطبة المجتمع المكي، الذي كان يبحث عن الأمان فعبد الأصنام وتنكر للرحمن، وجاءت الآية الكريمة لتبين هذه النصائح بقولها " يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ (لقمان: 16). فوجهت الرسالة الخاتمة رؤيتها لدعم الإيمان، ليكون في قلب الإنسان فيؤمن بخالق السموات والأرض، ووجه سكان الأرض ليحيوا حياتهم من خلال الأمن والأمان، وحرّم قتل الإنسان الذى باركه اللَّهُ وسامحه عما يقع فيه من خطأ أو نسيان، ذلكم هو الله الذي خلق كل شيء في السماء وفي الأرض بدقة وإتقان، فالآية القرآنية تلقي بنورها على نصائح الحكيم لقمان في خطاب يعجز له كل بيان، فيشير إلى حبة من خردل، وهى حبة صغيرة قد لا تراها أو تلاحظها عين الإنسان، والله سبحانه وتعالى القادر على كل شيء، والذى يرى كل شيء فلا تغرب حبة من خردل عن عينه، وتلك كلمات متفتحة تخلو من التعقيد والتشديد، لتؤكد الحق الذى يخلو من الظن، وتلك نصيحة من أب إلى ابنه، تعيش في العقل والقلب والوجدان بالسجود للخالق الرحيم المنان، كما إنها حكمة تظل ماثلة للعيان في كل زمان ومكان، فهل يتراجع أهل مكة عن عبادة الشرك وتقديس الأصنام؟، والله على ما يصفون هو اللطيف الخبير، وسبحانه صاحب الفضل والإحسان. ويلقى لقمان الحكيم بمواعظه منذ الأزمنة القديمة والتي بيّنها القرآن في آيات متتالية " يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى  مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (لقمان: 17) "، وتلك مخاطبة مباشرة لكل إنسان بغض النظر عن عقيدته، فبينت مواعظ الحكيم لقمان أركان الدين، حتى وإن حوى عقائد ومذاهب مختلفة، فأركان الدين وأعمدته في إقامة الصلاة، وجوهر الصلاة هو الصلة التي لا تنقطع بالله، كما وضحها الحديث القدسي عن رب العزة بما أوحاه على قلب رسوله " يا ابن آدم مرضت فلم تعدني، قال: يا رب! كيف أعودك وأنت رب العالمين؟ قال: أما علمت أن عبدي فلاناً مرض فلم تعده، أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده؟ يا ابن آدم، استطعمتك فلم تطعمني، قال: يا رب! كيف أطعمك وأنت رب العالمين؟ قال: أما علمت أن عبدي فلان استطعمك فلم تطعمه، أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي، يا بن آدم، استسقيتك فلم تسقني، قال: يا رب! كيف أسقيك وأنت رب العالمين؟ قال: استسقاك عبدي فلان فلم تسقه، أما إنك لو سقيته لوجدت ذلك عندي، يا بن آدم، استكسوتك فلم تكسني، قال: يا رب كيف أكسوك وأنت رب العالمين؟ قال: استكساك عبدي فلان فلم تكسه، أما إنك لو كسوته لوجدت ذلك عندي"، فلا تقام الصلاة في مجتمع مؤمن إلا من خلال رعاية المرضى، وإطعام الجائعين وإمداد المياه النقية لكل الظمآنين والمتعطشين، وكذلك كساء الإنسان حتى لا يعرى، ودون هذا الكساء تبدو عورات الإنسان من الرأس حتى القدمين، أما الركن الثاني في الموعظة فيقوم على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والمعروف هو ما تعارف الناس عليه، وأما المنكر فهو ما تنكّر له المجتمع، وقد تعرف القلوب النقية والصالحة أن المعروف هو الله، والمنكر هو الشيطان، فعند الصالحين الذين يأمرون بالمعروف فإنهم لا يتوقفون عند حد الأمر بالمعروف، فتسمو معرفتهم ليلتقي العارف بالمعروف، وتلك درجة عالية ومن خلالها لا يكون للشيطان سبيل يوصله إلى من أسلم قلبه وقياده ووجهه لله سبحانه وتعالى، والركن الثالث هو القدرة على احتمال كل ما يصيب الإنسان، ليكتسب فضيلة الصبر على المكاره والصبر عند الصدمة والصبر في الجهاد بكل أنواعه، فبالصبر يتحمل الإنسان كل المصائب وذلك من عزم الأمور، حتى يكون كل صابر من أولي العزم.

www.zeinelsammak.com

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot