لماذا نجح ترامب في غزة وفشل مع بوتين وزيلينسكي؟
رأت هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، أن التقارير التي تحدثت عن قمة وشيكة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، “مبالغ فيها”، إذ تم تعليق الاجتماع المخطط له إلى أجل غير مسمى، بعد أيام من إعلان ترامب أنه يعتزم لقاء بوتين في بودابست.
كما أُلغي اللقاء التمهيدي بين وزيري خارجية البلدين، في إشارة إلى تجميد التحضيرات الدبلوماسية. وقال ترامب للصحفيين في البيت الأبيض مساء الثلاثاء: “لا أريد عقد اجتماع بلا جدوى، لا أريد إضاعة الوقت، سنرى ما سيحدث».
وحسب الشبكة، يأتي هذا التطور ضمن سلسلة من التحركات المتقلبة في مساعي ترامب لإنهاء الحرب في أوكرانيا، وهو الملف الذي عاد إلى دائرة اهتمامه بعد نجاحه في التوسط لوقف إطلاق النار، وإبرام صفقة لتبادل الأسرى في غزة.
نفوذ أقل
وأشارت “بي بي سي”، إلى أن نجاح اتفاق غزة جاء نتيجة امتلاك ترامب نفوذاً كبيراً على الأطراف المعنية، خصوصاً إسرائيل، مستفيداً من تاريخه الداعم لتل أبيب منذ ولايته الأولى، بما في ذلك نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، ودعمه للحملات العسكرية الإسرائيلية ضد إيران.
ولكن في الملف الأوكراني، يواجه ترامب وضعاً أكثر تعقيداً ونفوذاً أقل. فمحاولاته المتكررة للضغط على بوتين من جهة، وعلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من جهة أخرى، لم تحقق نتائج ملموسة.
وبينما لوّح ترامب بفرض عقوبات جديدة على صادرات الطاقة الروسية، وتزويد كييف بأسلحة بعيدة المدى، تراجع في أكثر من مناسبة خشية تفاقم الأزمة الاقتصادية العالمية أو تصعيد الصراع.
كما اتُهم ترامب بالتذبذب في تعامله مع كييف، بعد أن أوقف مؤقتاً تبادل المعلومات الاستخباراتية وشحنات الأسلحة لأوكرانيا، قبل أن يتراجع تحت ضغط الحلفاء الأوروبيين القلقين من انهيار الجبهة الأوكرانية.
البحث عن حل
ووفق الشبكة، يُحب ترامب الترويج لقدرته على الجلوس وإبرام الصفقات، لكن اجتماعاته وجهاً لوجه مع كل من بوتين وزيلينسكي، لم تبدو وكأنها تقرب الحرب من الحل.
ويرى مراقبون أن بوتين قد يستغل رغبة ترامب القوية في عقد الصفقات واللقاءات الشخصية كوسيلة للتأثير عليه، مشيرين إلى أن الكرملين وافق في يوليو-تموز الماضي، على عقد قمة في ألاسكا، بالتزامن مع محاولات لعرقلة حزمة عقوبات أمريكية جديدة ضد موسكو.
وأما الأسبوع الماضي، فبعدما تسربت أنباء عن نية واشنطن تزويد كييف بصواريخ “توماهوك” وأنظمة “باتريوت”، اتصل بوتين بترامب، الذي أعلن لاحقاً عزمه عقد القمة في بودابست، قبل أن تتعطل مجدداً بعد لقاء متوتر جمعه بزيلينسكي في البيت الأبيض.
هدنة بين الطرفين
وأوضحت الشبكة، أنه رغم تأكيد ترامب أنه “لا يُمكن التلاعب به”، إلا أن زيلينسكي أشار لاحقاً إلى أن روسيا فقدت اهتمامها بالمسار الدبلوماسي، بمجرد ابتعاد واشنطن عن خيار تزويد كييف بأسلحة بعيدة المدى.ففي غضون أيام قليلة، انتقل ترامب من الحديث عن إرسال صواريخ إلى أوكرانيا، إلى اقتراح هدنة على خطوط القتال الحالية، وهو طرح ترفضه موسكو حتى الآن.
وكان ترامب قد وعد خلال حملته الانتخابية العام الماضي، بإنهاء الحرب خلال ساعات، لكنه تراجع مؤخراً عن هذا التعهد، معترفاً بصعوبة التوصل إلى تسوية، في ظل إصرار الطرفين على مواصلة القتال.