أطلقت أوكرانيا وعدة دول من بينها الولايات المتحدة مناورات عسكرية مشتركة في البحر الأسود، وهي منطقة تشهد توترات شديدة مع موسكو، وكانت مسرحا الأسبوع الماضي لاشتباك مع سفينة بريطانية.
 مناورة نسيم البحر 2021، بالنسبة للكثيرين، هي في الاصل اسم كوكتيل من التوت البري. كان عصيره في زمن ما يخلط مع مشروب الجين، لكنه اليوم يزاوج الفودكا أكثر. يمكن أن يكون “نسيم البحر” عاصفًا في كل الاحوال، بعيدًا عن مخلفات الافراط في استهلاكه، بما ان التمرين العسكري الذي بدأ في البحر الأسود وينتهي في 23 يوليو، سيحشد للمرة الأولى منذ عشرين عامًا 5000 رجل من 30 دولة مشاركة (منها فرنسا)، 32 سفينة حربية، و40 طائرة مقاتلة، وقاذفات قنابل. كما تم التخطيط لما لا يقل عن 18 عملية بحرية لقوات خاصة والغواصات.

 تصر الولايات المتحدة وأوكرانيا، اللتان تنظمان هذا الانتشار، على الحاجة إلى هذا النوع من المناورات لضمان اكتساب أساطيل الدول الحليفة تنسيقا أكبر في العمليات والخبرة في مواجهة روسيا التي سبق ان ضمنت السيطرة، في أقل من ثلاثين عامًا، من أبخازيا في جورجيا وترانسنيستريا في مولدافيا وشبه جزيرة القرم في أوكرانيا.

طلب الغاء
   تمنت روسيا فلاديمير بوتين، التي تعتبر أي تماس لأوكرانيا مع حلف الناتو استفزازًا، عبثًا إلغاء هذا التمرين نسيم البحر 2021 الذي تم إعداده منذ فترة طويلة. ومع اقتراب سفن الناتو وحلفائه من ساحل القرم، حاولت القوات الروسية كبح المناورات، سواء عن طريق ترهيب سفينة حربية بريطانية أو إحدى فرقاطاتها المرافقة، الهولندية، التي تعرضت لمضايقات تحليق الطائرات على ارتفاع منخفض جدًا.
 بعد ذلك بقليل، وُضعت فرقاطة إيطالية أخرى “تحت المراقبة”.

“لدينا قواعد اتصال واضحة بين أساطيلنا توضح نوايانا تجاه روسيا وتقلل من المخاطر”، يؤكد أحد قادة الأسطول السادس الأمريكي، الذي يشارك في تنظيم التمرين من القاعدة الأوكرانية أوديسا. ويذكّر بأنّ “البحر الأسود بحر دولي وليس ملكا لأي أمة».
 وفي بيانه الصحفي الذي يقدم نسيم البحر 2021، لا يخفي الناتو حقيقة أنه زاد من وجوده في البحر الأسود منذ ضم شبه جزيرة القرم عام 2014، والذي يعتبره غير شرعي. ولكن هل يمكن أن يؤدي حادث تأويل الحدود البحرية إلى حادث بحري واسع النطاق؟ يقول الجنرال نيك كارتر، رئيس أركان القوات البريطانية، قبل بدء التمرين: “لدي كوابيس من ذلك».