مجتمع مكة في بداية الدعوة المحمدية

مجتمع مكة في بداية الدعوة المحمدية

لما بدأ خاتم المرسلين دعوته في مكة واجه تحديات شتى سواء أكانت من عبدة الأصنام الكافرين بالله، أم ممن يشار إليهم بأنهم من أهل الكتاب وهم المؤمنون بالله، ولكل فريق من المحتجين على دعوة الرسول حجة يتذرع بها بل ويؤمن بها، يحدث ذلك في مكة عاصمة القرى التي كانت حاضرة الصحراء حيث غاب سكانها عن الوعي والإدراك السليم، متأثرين بالبيئة والمكان وما توارثوه عن آبائهم الأقدمين، فكان لمكة صوت مسموع، كما كان لها حركة تجارية مشهورة بين القرى المحيطة بها، أما طبيعة سكانها فمثل قمم الجبال كرؤساء القبائل والعشائر، وآخرون كثيرون في ربوع مكة مثل حبات الرمال، فكان الفارق شاسع بين من كانوا قلة مثل قمم الجبال، وبين من كانوا كثرة مثل حبات الرمال، وخرج الرسول من بين ظهرانيهم ينتسب إلى قبيلة قريش، وهي من أشرف قبائل العرب، وعاش طفولته يتيما، فقد توفى أبوه عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان وكان الرسول لا يزال جنينا في بطن أمه، وولد من أم شريفة تدعى آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، توفيت هي الأخرى وكان ابنها محمد عليه السلام في سن السادسة من عمره، وشاءت المقادير أن محمدا عليه السلام ولد موهوبا يتمتع بموهبة تفوق كل المواهب، فلله في خلقه شؤون، فدفعته الموهبة الطاهرة ليعيش بين أحضان روحانيات إلهية، أطلت عليه لتؤنس وحدته وتعطيه الهمة في الرؤية والتفكير، فاشتهر برجاحة العقل، فإذا ما اختلفت القبائل كانت تعود إليه ليحكم بينها، كما اشتهر بالصدق والأمانة، وهما من دعائم الأخلاق، فلم يتأثر في حياته بعبادة الأصنام ليكون واحدا منهم، كما لم يتأثر ليكون مثل اليهود فيما ذهبوا إليه بعيدا عن رسولهم موسى عليه السلام، كذلك لم يتأثر بالمسيحية التي تعاطفت وبكت على ما أصاب المسيح بينما راح الإسلام يدعو للمسيحية التي عاشها المسيح مؤكدا إحيائه للموتى وشفائه للمرضى، وذلك ما سجلته الآيات القرآنية، فمن لا يؤمن بالمسيح لا يكون مؤمنا في الإسلام، ولقد كان للمسيح علاقة روحانية فائقة بينه وبين خالق السموات والأرض تقوم على المحبة المتبادلة، وقد أكدت الأحاديث القدسية قيمة المحبة بين الله ومن أحبهم وأحبوه من الخلق جميعا.


www.zeinelsammak.com

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot