نافذة مشرعة

نظام عالمي جديد نسخة جو بايدن...!

نظام عالمي جديد نسخة جو بايدن...!


    كان التنفيذ بعيدًا عن الكمال، لكن النيّة كانت واضحة: بسحب آخر القوات الأمريكية من أفغانستان، أراد جو بايدن ان يتحرّر بهدف التركيز على أولويات سياسته الخارجية، وفي مقدمتها الصين.
    بعد أقل من عام، اختفت أفغانستان من الرادار الأمريكي، لكن مسار السياسة الخارجية الأمريكية تغيّر بشكل مفاجئ وغير متوقع. “حطم الصراع في أوكرانيا هذا المسار، وأجبر إدارة بايدن على إعادة الانخراط في الملف الأوروبي، رغم انفها قليلاً”، يؤكد بيير موركوس، الباحث المشارك في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، وهو مركز أبحاث مقره واشنطن.

    «ومع ذلك، لعبت واشنطن ورقة الزعامة بشكل مثالي في هذا الصراع”، يضيف المتخصص من اصول فرنسية، في إشارة إلى جهود واشنطن، قبل العدوان الروسي، لبناء تحالف يضم دولًا أوروبية، وكذلك اليابان وأستراليا، من بين دول أخرى.
   «كان هناك تنسيق غير مسبوق فيما يتعلق بتبني العقوبات، وتسليم الأسلحة إلى أوكرانيا، ولكن أيضًا في مجال الطاقة. ونعلم أن الولايات المتحدة كانت القوة الدافعة في هذا الأمر».

بـ “مساعدة” روسيا
   وتذهب إيفانا سترادنر، الباحثة المساعدة في معهد أمريكان إنتربرايز، وهو مؤسسة فكرية أخرى بواشنطن، أبعد من ذلك: “علينا أن نعترف بأنه، بفضل الوضع في أوكرانيا الولايات المتحدة، في حدود قدراتها ومصالحها في أوكرانيا، بصدد اعادة تشكيل النظام العالمي «.
   «يجب أن نعترف أيضًا، بأن هذا لم يكن ليحدث لولا مساعدة روسيا التي كانت تتوقّع تدمير الوحدة داخل الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي».
   من هنا، للذهاب الى حدّ مقارنة إدارة الحلفاء من قبل جو بايدن في مواجهة غزو أوكرانيا بإدارة جورج بوش الأب في مواجهة سقوط الاتحاد السوفياتي وإعادة توحيد ألمانيا، لم تكن هناك سوى خطوة واحدة تخطاها الأسبوع الماضي المعلق السياسي في صحيفة نيويورك تايمز توماس فريدمان. لقد أشار هذا الأخير خصوصا، إلى أنه لم يفقد أي جندي أمريكي حياته أثناء تحول أوروبا في عهد بوش الأب.

طبقة سياسية موحدة
   مثل هذه المقارنة، التي تريد أن تكون في صالح جو بايدن، استفزت غاريت مارتن، الأستاذ في الجامعة الأمريكية في واشنطن، حيث يشارك في إدارة مركز السياسة عبر الأطلسي.
   «أنا مؤرخ التكوين، والمقارنة التاريخية تزعجني دائمًا”، يقول، وأعتقد أن التشبيه مثير للاهتمام من زاوية أن بايدن، مثل بوش الأب عندما كان في منصبه، رجل يتمتّع بخبرة كبيرة في السياسة الخارجية، ورجل براغماتي للغاية يعتمد بشكل كبير على العلاقات الشخصية، كما فعل بوش».
    واضاف “لكن من الصعب القول انه ليس هناك اراقة دماء بالنظر للعنف والمشاهد المروعة التي نراها في اوكرانيا. كما أن المخاوف بشأن التجاوزات لم تختف تمامًا أيضًا».
    المؤكد، أن الطبقة السياسية الأمريكية لا تزال متضامنة إلى حد كبير مع أهداف جو بايدن تجاه أوكرانيا وروسيا.
فعلى الرغم من بعض الأصوات المعارضة، وافق الجمهوريون في مجلسي الكونجرس مؤخرًا، وبسرعة خاطفة، على خطة مساعدات عسكرية واقتصادية بقيمة 40 مليار دولار لكييف، والتي ستسمح بشكل خاص للولايات المتحدة بمواصلة تسليم الأسلحة الثقيلة إلى أوكرانيا، منها مدافع H777 هاوتزر، وأنظمة هيمارس “نظام صاروخي مدفعي عالي الحركة”، وقاذفات صواريخ متعددة مثبتة على دروع خفيفة، ويبلغ مداها حوالي 80 كم.

خطر الوقوع في مستنقع
   لكن إلى متى يمكن أن تستمر هذه الوحدة؟ يشمل السؤال أيضا الطبقة السياسية الأمريكية.
   «سيصبح الأمر صعبًا في المستقبل عندما تتحول الحرب الى مأزق وطريق مسدود طيلة سنوات، وتبدأ تبدو وكأنها أفغانستان أخرى حيث يستمر إنفاق الأموال دون القدرة على حلها”، يقول غاريت مارتن.
 في مستقبل قريب، قد تظهر خلافات أيضًا بين الحلفاء حول كيفية إنهاء الصراع.
   أعلن وزير الدفاع الامريكي لويد أوستن، عن هدف جديد في نهاية أبريل، وهو “إضعاف” روسيا خلال السنوات القليلة المقبلة، بحيث لا يمكنها تكرار ما تفعله في أوكرانيا في مكان آخر. في المقابل، يبدو أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتز، أكثر استعجالا للتوصل إلى وقف لإطلاق النار.
   وسيكون للناخبين الأمريكيين رأيهم ايضا في انتخابات التجديد النصفي.
   «لقد سئم الناس من التضخم، وارتفاع أسعار الغاز، والاقتصاد، تقول إيفانا سترادنر، وسيكون هذا بالتأكيد تحديًا كبيرًا لإدارة بايدن، التي سيتعين عليها إيجاد توازن بين السياسات المحلية والدولية».


* روائي وكاتب، من مؤلفاته: “مدام أمريكا: 100 مفتاح لفهم هيلاري كلينتون”، و”الطريق إلى الغرب”، وهي رواية تاريخية عن بعثة لويس وكلارك الاستكشافية، و”25 عامًا في الولايات المتحدة: ثم تم انتخاب ترامب».
 

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot