آراء الكتاب
مساحة نستعرض فيها الأفكار والإبداع بهدف إثراء الحياة الثقافية يعبر القارىء فيها عن رأيه ولا يمثل وجهة نظر الصحيفة نتلقى مشاركتكم عبر الايميل
abdalmaqsud@hotmail.com
في ذكرى زايد
. ترِبَتْ يَدَاكَ
اَلْإِمَارَاتُ دَانَةَ اَلدُّنْيَا بَهَاءْ
زِينَةً لِأَعْيُنِ وَضِيَاءْ
تَرِبَتْ يَدَاكَ. زَايِدْ اَلْعِزِّ
مَنَارَةً بَيْنَ صُفُوفِ اَلْأَقْوِيَاءِ
مَا لَمْ تَكُنْ مُمَيَّزًا
فَلَا يمْكِنْكْ اَلْبَقَاءُ.
عَافِيَةُ اَلْقَوْمِ زَايِدًا
لِذِكْرِكَ حُنَيْنْ وَوَفَاءٍ
عَلِي وَعْدًا يَوْمًا بِلِقَاءٍ
سَأَلَتْ رَبِّي لَكَ اَلْعَلِيُّ
بِجَنَانِ خَلَدٍ وَبَقَاءٍ
فَارْقُد بِسَلَامٍ
زَايِدْ اَلْعِزِّ
تَرِبَتْ يَدَاكَ
سماح سليم - شاعرة
حق مكتسب
ذكر فنان مصري عدة مواقف تصب في تحملنا فوق طاقتنا لإسعاد الآخرين، حتى أصبحت المجاملة أمرا واقعا وحتميا، يقول في يوم وضعت هاتف ابني في الشاحن، ولما استيقظ بالصباح ووجده مشحونا شكرني على هذا المعروف. وأثنى على موقفي، وفي اليوم الثاني قمت بالعمل نفسه وضعت الهاتف بالشاحن، وشكرني، أما في اليوم الثالث غضب ولامني على عدم وضع الهاتف في الشاحن وكأنه أصبح حقا مكتسبا علي القيام به .
وتذكرت نكتة الرجل الذي كان يتصدق بمبلغ كبير لمحتاج كل شهر لمدة عامين، وعندما نقص ربع المبلغ نظر إليه المحتاج نظرة لوم وفي صمت تام، وفي الشهر التالي نقص المبلغ النصف، فاستوقف المحتاج الرجل الذي يتصدق عليه قائلا أرى انك كل شهر تقلل المبلغ، فرد عليه بأنه في أزمة مالية لصرفه على أبنائه في التعليم الخاص، قال المحتاج وكم من الأولاد عندك قال له خمسة فرد المحتاج عليه رداً صادمةً أتظن أنني سأصرف على أولادك، اعتقد أن الصدقة الشهرية حق مكتسب ليس فيها أي نقاش ولا يستحق حتى عليها كلمة شكر .
الحق المكتسب يأتي من تكرار الفعل بدون طلب أو إلحاح، فيقدم المرء خدمة ويقررها كرجل كان يمر بسيارته يوميا على شارع تقف فيه سيدة فوقف وأخذها في طريقه، وكل يوم من بعد هذه الخدمة أصبحت تنتظره ويقف وتركب ويوصلها في طريقه لمكان عملها، وفي يوم كانت أسرته معه فوقف أمام السيدة ليعتذر منها إلا أنها بادرت بقولها أين أجلس أنا ؟
هذه القصص واقعية في حياتنا اليومية ونلمسها في أبنائنا وجيراننا وزملائنا في العمل، مما يجعلنا نفكر ألف مرة في تقديم خدمة بالمجان ونكررها حتى لا تكون مطلبا دائما وحقا مكتسبا.
حمادة الجنايني
الفن التشكيلي رسالة لم تصل بعد - ٣
بإمكانك أن تقرأ مقالاً فيؤثر في طريقة تفكيرك أو يؤثر فيك وجدانيا، وبإمكانك أن تنظر قليلا أو مطولاً إلى عمل فني فيؤدي التأثير نفسه أو أعمق في نفسك، فالفنان مثل الكاتب والصحفي ولكن مع اختلاف أدوات التعبير عن الرسالة المراد إرسالها مثل دور الفن في القضايا الوطنية العامة والهوية الوطنية .
في المقالتين السابقتين من تلك السلسلة ناقشنا أزمةً واقعة وفجوةً حقيقية بين الفن التشكيلي والمتلقي وتساءلنا أين المتلقي الحقيقي وبعد دراسة وبحث واستقصاء خلصنا إلى أن كلمة السر هي الأطروحة، وعلى قدر ومدى جدوى الأطروحة بالنسبة للمتلقي يكون الإقبال .
وفي هذا المقال أوجه كلمتي للعامة وللفنان على السواء، حيث أن الفن التشكيلي ليس فقط عمل جميل فيه لمسة ابداعية واستعراض مهارات، بل هو في الأساس أداة للتعبير يعبر بها الفنان عن مشاعره وأفكاره ورؤاه مع مراعاة القيم الجمالية والفنية، وحسب شخصية الفنان واتجاهه الفكري وخلفيته الثقافية والمعرفية يكون مدى عمق أو ضحالة أطروحاته .
عندما يكون الفنان على قدرٍ عالٍ من الوعي بقضايا وطنه وأمته، فإنه يستخدم أداته المتفردة للتعبير عن تلك القضايا عما يريد أن يقوله العامة بهذا الأمر ولكنهم لا يملكون أدوات التعبير كما يملكها الفنان عن رأيه ورؤيته
وهنا يقوم الفن بدوره التعبيري والتثقيفي والتوعوي والتوجيهي كما ينبغي في القضايا العامة وحتى في تأصيل الهوية الوطنية، فالفن التشكيلي لغة رمزية تعني بالبعد البصري، تأصلت وتجذرت الهوية بما نقله التاريخ لنا من مفردات حضارية في شكل فنون نراها في الآثار على مر الحقب التاريخية وتتابع الحضارات في بقعة أرضٍ لها امتداد تاريخي وموروث إنساني ، ويظل الحفاظ على الهوية الوطنية مهمة الفنون في الحفاظ على التراث الثقافي والحضاري وتأصيل الهوية البصرية على اختلافها وتنوعها المكاني، فبلادنا غنية بالتنوع الحضاري بتنوع الأقاليم .
يعكس العمل التشكيلي تلك الهوية التي يعرضها للعالم ويعرف بها عن ثقافته ونعرف بها أنفسنا ونواجه بها تغريبة العولمة . فالفن التشكيلي له دور محوري في مواجهة ذلك إذا تم استغلاله بشكل صحيح سواء في تأصيل الهوية الوطنية أو في نشر القضايا العامة، فمن المتفق عليه أن الفنون هي القوة الناعمة المؤثرة إذا حسن استخدامها ، وأعيد وأكرر "إذا حسن استخدامها" .
ولاء محمد الباشا – فنانة تشكيلية
مسلسلات لا تعكس مجتمعاتنا
ما يحدث في مسلسلات رمضان 2025 تعدى التوقعات الكارثية التى ألمت بالشعب المصري، حيث تتسابق في عرض القبح وقلة الحياء في الشهر الفضيل، بالإضافة لبعدها عن تقديم الفن الدرامي الحقيقي حسب المعايير الأخلاقية بدون الانجراف إلى تقديم الأعمال الرديئة المنافية لقيم الشعب المصري، وفيه الأزهر الشريف الذي يصدر التعاليم الدينية لأنحاء العالم .
نجد الكثير من المسلسلات أظهرت المرأة المصرية دائما تصيح بأصوات تعلو بصورة هستيرية، لتظهر الوجه القبيح، ولا يقتصر على المرأة بل أصبح الرجل يشاركها الضرب والإهانة التى تخرج مثل الصواريخ من داخل التلفاز لنشاهد قاع مجتمع ليس منا ولا نحن منه، يجسد السلبيات والتوتر للمشاهد طوال الوقت .
كما صدر الحوار في الدراما هذا العام ألفاظ نابية وسب وعنف خرج عن المألوف تسبب في ارتفاع معدلات الجريمة، وذلك بسبب التقليد الأعمى لأحداث الحبكة الدرامية والتى تؤثر على المجتمع بشكل كبير، حيث أصبحت بعض المسلسلات تتصدر الترند، فليست كفكرة أو محتوى ولكن لصدمة المشاهد ولفت الانتباه لفن تدنى فيه الحوار، حيث أن كل ما هو غريب يجذب، ثم إلى متى يسلبون فكر المشاهد مع مزيد من تكرار مقتطفات مبتذلة على الشاشات تعاد لغسيل أعين وعقول المجتمع من الكبير للصغير ؟
كان على صناع الدراما أن يقدموا دروسا في الوطنية أو جرعة فكرية عن التراث والأحداث التاريخية أو تسليط الضوء على أبنائنا الذين يضحون بأرواحهم لحمايتنا، لا نعرف عن حياتهم شيئا سوى التضحية في صمت، فالعرض المبتذل يعرضنا لتدمير أخلاق الأجيال القادمة ومجتمع كبير مثل مجتمعنا، فالأعمال السيئة تسيء للمجتمع العربي كله وتؤثر على المقيمين بالخارج أثناء عرض حياة مجتمع لا نمت إليه بصلة، فعلى الرقابة منع مثل هذه الأعمال قبل تصويرها، ونشيد بالإجراءات التي اتخذتها الإدارة المصرية بتقنين هذه الأحداث وتقديم الأفضل في السنوات القادمة من المسلسلات والبرامج الهادفة بما يعبر عن المجتمع .
إيمان الصقار – مهندسة ديكور
المعلم المتميز
تتفاوت القدرات والمهارات من شخص لآخر في جميع المجالات، لكن تظهر جيدا في قطاع التعليم، فالمعلم المتميز يخلق جيلا واعيا مثقفا يحافظ على حلمه ويدافع عنه، لأن المعلم الذي يحب مهنته ويكرس لها جهده ويصقل معرفته بهدف التطوير تحصيل الخبرات، يستطيع أن يصنع جيلا يساهم في تنمية مجتمعه .
لا يوجد شخص غبي في منظومة التعليم، لكن التلاميذ يتمتعون بقدر من الذكاء، لكن للأسف هناك عوامل خارجية تجعل منهم من يتأخر عن التحصيل، فمن الممكن أن المعلم يحبب التلاميذ في مادته العلمية التى يدرسها و من الممكن أيضا أن ينفر التلاميذ منها لعدم تبسيطها وتقديمها بأسلوب تربوي، أو لخلل في المعلم وعدم قدرته على التوصيل ويحتاج إلى تدريب مكثف .
المعلم المجتهد هو من يسعى لتفكيك تفكير التلاميذ ودراستهم ومعرفة مواطن القوة والضعف لكي يتعامل معها بحرفية ومهارة، فغالبا ما يتبع أساليب تربوية في تبسيط المنهج مع مخاطبة الظروف المحيطة بالتلاميذ ومحاكاة أحلامهم وغرس الثقة في تحقيقه من أولوياته، فهذه الأساليب تبني أفرادا يخدمون المجتمع ويصبحون قيادات تنفع الوطن .
الشيماء محمد – أخصائي صحافة وإعلام تربوي
حلم
وأنا في طريق البيت جلست في سيارة نقل عام بجوار الشباك، كانت الأشجار على الطريق تتسابق عكس مسار الباص، وأشرد في الحياة وقدرها الذي يمضي نحوي متسارعا، وأتساءل هل بالفعل التقيت "بخليل" وطلب خطبتي أم حلم يقظة ووهم، أدرك أن "خليل" التقيت به فعلا وكلمني أكيد، اعتبرت تصريحه لي هو خير دليل أن " سمير" لم يحبني ولم يضعني على أجندة الزواج ، فكلاههما يعرفان بعضهما وقطعاً صارحا بعضهما بفتاة أحلامهما، فلو كان "سمير" أشار بحبه لي ما كان "خليل" تقرب مني وطلبني .
في عصر اليوم نفسه وبعد تناولنا الغداء في جو عائلي، جلست في حديقة المنزل تحت شمسية تحجب شمس الأصيل وبالقرب مني أشجار الفاكهة وتكعيبة من العنب، أقلب كتابا في يدي سحبته من المكتبة الموجودة على جدار الصالة المؤدية للحديقة، سحبت الكتاب دون النظر لعنوانه أو حتى اختياره، أقلب في صفحاته لاكتشف أنها رواية أجنبية للكاتب جورج أورويل بعنوان "مزرعة الحيوانات" وقبل أن أندمج في قراءتها اقتربت مني أمي وبيدها كوب عصير ليمون وجلست على الكرسي المقابل، أخذت العصير وشكرتها فابتسمت قائلة : أراك هذه الأيام تجلسين وحيدة وتحببن الانطواء ، وضعت العصير على المنضدة وبادرتها بأني في حيرة من أمري، اعتدلت في جلستها ونظرت حولها ثم همست قائلة :
فرحيني في عريس؟
كنت بين الضحك والثبات والارتباك، قصصت لها عن تضارب مشاعري وعدم قدرتي على اتخاذ القرار، انتقلت إلى الكرسي المجاور لي ووضعت يدها على كتفي وهمست لي بصوت خافت
أحيانا يتسابق الفتيان على الفتاة الجميلة صاحبة الأخلاق الكريمة ، ذات النسب الرفيع
ولفتت أمي نظري إلى احتمال ولو ضعيف أن تكون مبادرة "خليل" دافع قوي من كلام "سمير" عنك أمامه فبعض الشباب يتنافسون حتى على هذه الأشياء، كلام أمي أربكني أكثر وأدخلني في دوامة التفكير واختلاط المشاعر وإعادة النظر، ومع ذلك توقفت أمي عن الكلام لبرهة ثم اســــــتطردت الحـــــــوار وهى مبتسمة قائلة : لا يمنع يا بنتي أن الشاب الــــذي جمع قواه وشجاعته للتقرب منك هو من يستحق قلبك ومشاعرك .
وجدت أن مع أمي حق وأنها حلت لي لغزا معقدا كنت قد وقعت فيه منذ سنوات، التقت أنفاسي وأقنعت نفسي أن " خليل" هو الذي يستحقني .
نهضت أمي عندما لمحت "هبة" صديقتي وجارتي تدخل من البوابة وتتجه نحونا، رحبت بها وانصرفت، ثم جلست "هبة" مكان أمي ومدت يدها لتشرب النصف الباقي من العصير وهى تباغتني بسؤال عن أخبار الحب والهوى، سحبت من يدها كوب العصير ووضعته بعنف على المنضدة ورمقتها بعيني .
قائلة : لاحب ولا هوى
همت لتسير خلفي نحو عناقيد العنب المتدلية من أغصانها، قطفت قطفا وأعطيته لها بعد أن أخذت منه حبة وضعتها في فمي، وعادت لتسأل عن آخر التطورات وهل رأيته أو كلمني، ونسيت تماما إنني لم أعرف رقم هاتفه، ولا أعرف له عنوانا سوى الكلية والمرسم، ضربت جبينها بكف يدها متذكرة أنني لما أكلمه مطلقا عبر الهاتف .
مرت بيننا الأمور ببساطة وسهولة ومع غروب الشمس كانت قد قضت على عنقود العنب، وبثرثرتها المعهودة، بدأت تحكي عن تفاصيل لقائها مع خطيبها القاهري الذي يكبر عنها بأكثر من عشر سنوات، ويعمل في البنك المركزي وحياتهما في فترة الخطوبة على المحك، لأنه رجل يعشق الأرقام وهى تعشق الرومانسية، هو من عائلة تركت الريف واستقرت في القاهرة ومازال لهم بيت كبير في البلد، نصحتها مرارا وتكرارا أن تأخذه بما فيه ما دامت خصاله طيبة ويحبها، وهى مصرة في كل لقاء أن يحدثها عن جمالها وجمال القمر وعيونها وخصرها معتقدة أن الخطوبة دلع ولهيب الحب والشوق هما أساس هذه الفترة، و يرى أن يلتقيا في طريق التجهيز والاهتمام بالمستقبل والبحث عن أفضل أثاث وتجهيز للمنزل وترتيبات الفرح
قالت لي ذات مرة أنها طلبت منه تأجير فستان الزفاف لتقليل التكلفة عليه ولكنه رفض .
وقال : سيكون فستان أول من تلبسه أنت وسوف أشتريه لك هدية ليظل ذكرى جميلة في حياتنا .
مجنونة صديقتي التي تفاجئني كل مرة بقطع الحوار والانصراف بلا مبرر .
سحر الألفي - كاتبة
مسابقات رمضان
مجرد أن يهل الشهر الفضيل وتنهال على المجتمعات مسلسلات وبرامج ومسابقات وكأنه سوق كبير يعقد كل عام لتشويش فكر وانتباه الناس عن القيام بالفرائض، شهر المفروض فيه تقلل من مشاهدة التليفزيون وأكل القليل القليل من الطعام، لكن يأتي العكس بما نراه ونشاهده، لا يمنع أن فيه روحانيات وخدمات إنسانية عظيمة عن أي شهر أخر. لكن المسابقات تخطف الجميع من أجل الثراء السريع وحلم امتلاك السيارات الفارهة والعقارات المميزة والأموال الطائلة في الحسابات البنكية
المسابقات التى تلعب على مشاعر الفقراء باسم مساعدة الفقراء والمساكين، تعتبر نموذج من نماذج ظاهره فيه الرحمة وباطنه فيه العذاب، فمقدم هذه المسابقات يصرف مبلغ، ومن سياسة أي برنامج يمنح المتسابق أموال لابد وأن يكون فيه اتصالات واشتراكات لكي يتصل بالفائز من بين ملايين المتصلين ليعلن عن فوز واحد بمبلغ يعتبر خرافي للفائز، لكنه من جيوب المتصلين فالمكالمة الواحدة بمبلغ كبير مع تجميعها يصبح رقم ضخم يصرف على البرنامج والعاملين فيه ويربح عشرات أضعاف ما حصل عليه والاسم مساعدة الفقراء .
في توزيع الأموال في الشارع مهانة والجري وراء مقدم البرنامج إذلال لأفراد مجتمع يحلمون بأقل القليل، نشعر وهو يقف في الأعلى ومن تحته الناس، تذكرنا بالصورة الذهنية للمسيخ الدجال وكيف سيكون موجودا، لكن كنا نعتقد أنه سيظهر على ناس غير مثقفين أو لديهم التكنولوجيا، واتضح أن الأمر بسيط وسيوهم الناس بثمن بخس ليطيعوه، الناس تسب مقدم البرنامج وتحب أن تلتقط معه صورة أو يشاهدوه وجها لوجه، ولا تعرف ما هذا العبث الذي يجذب الناس للاشتراك فيه .
محمد أسامة - كاتب
العزيمة
يحاول البعض كسر الهمة وإضعاف القوة وتصدير الطاقة السلبية، في الوقت الذي ينهض ويقع لإثبات ذاته وتحقيق حلمه، لكن في وقت ما تغلبه قواه وينهار بل ويقع في بئر اليأس، ويظل يحاول التشبث بالجدران لينهض ويعيد ترتيب عزيمته، لكن يصاب بالانهيار والقلق والتوتر، وتحيطه خيوط ضبابية من وحشة البئر السحيق .
يتذكر النجاحات والطموح والأهداف، يقوم ويحفر في الجدار ليهم واقفا بدون جدوى يقع مرة أخرى، تتجمع حول فوهة البئر كل من اسقطوه وافقدوه السيطرة على قوامه، ليحددوا مصيره المحتوم، اجتمعوا على أن يردموا البئر وينهوا حياته، في الوقت الذي فكر فيه وعزم أن يبقى ويعيد قواه وينهض ليحقق أحلامه، وبدأ يشجع نفسه وبدؤوا في رمي الحجارة بالبئر، يتفادى الأحجار ويقف عليها، ولما يصيبهم التعب يذهبوا ويعودا اليوم التالي، وهو يرتب أوضاعه ويقف على الأحجار والمسافة بينه وبين خروجه تقل، وبعد ما انتهوا في أحد الأيام من رمي الأحجار ورحلوا، كان قد تمكن من النهوض واجتهد قليلا للوصول للصحافة وخرج لينظف ملابسه من الثرى وينظر حوله من جديد .
خرج ليقرر أنه لا يسمع لكلام النقاد المحبطين، ولا يقف في طريق حلمه ليفكر في أقوال الذين يكرهون النجاح، فهم بمثابة شبكة الصياد إذا دخلها لم يخرج منها إلا صاحب قوة وعزيمة وإصرار على النجاح والتفوق، عرف ما يجب فعله من بداية الطريق ، أن يتخذ مكاناً يغرد فيه وحيداً ليبتعد عن شباك المنافقين وبنادق الصيادين ونظرات الحاقدين، لأن النجاح يستحق المعاناة والكفاح من أجله .
راجح محمد